كل الناس تسابقوا لكي يكون كل واحد منهم أول من يدخل التلفزيون الى بيته، وبعد سنين يتسابقون من منهم الأول الذي يمتلك الهوائي المقعر في المدينة، لكن اليوم لذتهم الكبيرة هي التحلق أمام بيت أحدهم جالسين حول ابريق الشاي وصينية الفول السوداني....لا مذياع ولا تلفزيون وانما الحكايات الخرافية والتنكيت وذكريات الطفولة الجميلة... حتى الكتاب ليس في بلادنا العربية وإنما أيضا في بلاد الغرب المتطورة، رغم أنهم دعاة التقدم والتطور فإن أجمل شيء بالنسبة لهم هو الهروب الى التاريخ الفروسي والمروج الخضراء والريف الهادئ!...
الطفل يتشوق للمدرسة، وفي المدرسة أجمل شيء يفعله هو أن يحكي لزملائه التلاميذ عن طفولته الجميلة قبل الالتحاق بالمدرسة!...وهو في المدرسة يتطلع الى الثانوية ،وفي الثانوية يتطلع للجامعة...!
وكلنا نتوق لكي نصير أباء بسرعة...ولما نصير أباء فإن أجمل شيء نفعله في الحياة هو أن يتحلق الأولاد حولنا ونحن نسرد لهم براءتنا الطفولية وشقاوتنا في المراهقة وحماسنا الشبابي المتحفز....!
أمر عجيب ومتناقض ...المستقبل يجعلنا نستلذ الماضي...المستقبل يهب حياة متجددة للماضي فيجعله ينبض بالحركة والامتاع...والأكيد أن كل الذين امتلكوا السيارات إلا ويحنون الى العربة والحصان والطريق الريفي... ومن لا يزالون يمتطون العربة بالحصان الأكثر شوقا ولهفة لليوم الذي يمتلكون فيه سيارة.... انها حركية الماضي والمستقبل المليئة بالحلم والذكريات.....
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق