يمرُّ برابرةُ التاريخ يرسمونَ قصائدَ الحزنِ يستنسخونَ زنزانةً شيّدها الطغاة .... / تقرضُ السيوف أرتالاً منَ الأزهارِ على حافةِ الفجيعةِ تروّضُ الشعارات .... / يحتسينا هذا التيه ويخبو الفراتُ مطعوناً ترفرفُ على ضفافهِ سهامُ مثلثات .......
متسعٌ مِنَ الدمِ يقطّرُ على عروشٍ تلبسُ الزيفَ حكمةً تتقمّطُ بالتأويل ... / وسنابك خيولٍ تحملُ أوزارَ الفقهاء تتفاوضُ كيفَ ستطوف ..../ على الزهرِ المسجّى تُسقيهِ حرَّ الهجير تهيّجُ ذاكَ الصباح المخبوءَ في طيّاتِ السنين
المشاعلُ ظلّها في دمِ الحدقاتِ المكلومةِ يهزّها عويلُ الخيامِ الغريبة .... / خذ ْ أيّها الربُّ فلا فجر سيأتي يتدلّى مِنْ على صهوةِ الجوادِ المخزيّ ... / فـ صورةُ الأفقِ محاطة بــ الأسى ترتجُّ وترتجزُ الأسنة يعلوها نهارٌ يرتّلُ ..........
يتقافزونَ مِنْ ألبوماتِ أزقّةِ الغدرِ مكفهرتٌ نفوسهم يأكلها حقدٌ يتلمّظُ ... / إلى الهاويةِ تصعدُ بهم الكارثةَ ولفردوسٍ يتعفنُ نشازاً ترتبكُ مشاهدهُ ... / تلمعُ الؤامرة تفضحها كلماتٌ على أعوادٍ كانتْ معطّرةً بذكراه ....
حشودٌ تولّعت بــ أريجِ السنا يمسّدُ القمر الغارقَ بــ نهرٍ يحتقرُ تاريخهُ ... / في المدنِ المطرّزةِ بــ إبرِ التهلكةِ الطعنات تمزّقُ وجهَ الشمسِ تبارزُ وجه الله ... / فــ يهربُ حتى النهار ترشقهُ السهام محزوناً في حاشيةِ الظلام يتملّكهُ الفزع ......
ألا أيّها المذبحُ المعتّق بـ الشرفِ النبيل للآن يشعُّ المسك يتّقدُ في مفاصلِ الفضائح ... / شمسُ الجريمةِ أتلفتْ مسامات أرضنا البِكر فــ أنجبتْ كلّ هذا الخراب .... / لكنّما السقوط في بحرٍ الرذيلةِ قوّسَ سماء أزمنةٍ لا تنضجُ .....
أيا آخرَ شلاّلٍ غمرتْ بهِ السماء أنينَ الأرض حينَ إحتشدَ هذا التصحّر ... / وفي الرمقِ الأخير تساقطَ الظلامُ يهشّمُ نبضَ الشمسِ ويعلنُ شيخوخةَ الأزهار ... / ستبقى مُزهِراً آثارُ عطركَ ينابيع تُجمّلُ وجهَ القبح وتعلنُ الأنتصار ....
بغداد
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق