( نصّ بوليفوني* ثلاثيَ الأبعاد )
حزنٌ مرارتهُ تداعبهُ وسادةُ ليلٍ شتائيّ عاثَ البردُ في حكاياتهِ الطويلة , مرّةً أخرى يعودُ هرماً عجوزاً كأوراقِ الرسائلِ القديمةِ ماتتْ بينَ حنينها زهرةٌ يتيمةٌ وعطرها ظلَّ حبيساً معلّقاً على الأنتظار , عشية اللقاء كانتْ العيونُ قناديلاً تطردُ وحشةَ دمعةٍ تزدحمُ بهلعٍ تحتَ إشتهاءٍ خجولٍ يبحثُ عنْ دفءٍ بعذريةِ الأيامِ الفتية , بينَ إرتباكةِ الأصابعِ المهوسةِ بالتسكّعِ على طهارةِ الثلجِ المتساقط على زهوِ الربيعِ ومسحة خوفٍ أجوفٍ شبحهُ المجنون يطاردُ أحلامها النرجسيّةِ لمْ تأتي البشارةَ بعد , كلّما يتوارى سرُّ الصمتِ يفضحُ حنينهُ ذاكَ الألقُ المشحونَ بزخرفةِ اللقاء , تتوقُ البسمةُ وعطرُ النقاءِ يداعبُ دهشةً ( تسكنُ خلفَ شمسها وبينَ سنابل القمحِ ) تهجعُ أغصانُ الزيتونِ ترمّمُ عذاباتٍ تأكلُ الأيام بصيصَ اللهفةِ والأنتعاش , للفقدِ كرسيٌّ ترتمي عليهِ زفراتٌ أتعبها كثرةُ التحديقِ مِنْ نافذةٍ ينسجُ الغياب على زجاجها خيوطَ يأسٍ يبحثُ عنْ شموعٍ تتراقصُ الأمنياتُ في بحرٍ مِنَ القبلاتِ يختزلُ علامات الليلِ الداكن , فَمَنْ سيستدرجُ بعضاً مِنَ السكينةِ تستحمُّ فيها حقولاً مِنَ اللوعةِ تشتعلُ المسافاتُ البعيدةِ على حافاتها وتتكاثرُ الكروم تعلنُ بدايةَ المعركة .... ؟
البوليفونية و تعدد الأصوات
البوليفونية (polyphonic ) مصطلح ابتكره باختين في الادب ، اساسا لمعالجة العمل الروائي استقاه من فن الموسيقى ، و اساسها تعدد الاصوات المتجلية في النص . عند التعمّق نجد ان للبوليفونية بعدين في النص ، بعد رؤيوي و بعد اسلوبي ، البعد الرؤيوي يدعو الى تحرير النص من رؤية المؤلف و سلطته فتتعدد الرؤى و الافكار و الايدولوجيات و تطرح بشكل حر و حيادي ، اما البعد الاسلوبي فيتمثل بتعدد اساليب التعبير و الشخوص بل حتى الاجناس الادبية في النص الواحد .
بغداد
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق