أمام هذا الصمود الأسطوري الذي يسطر يوماً بعد يوم وفي خضم المواجهة غير المتكافئة يعبرُ الفلسطينيون عن فلسطينيتهم من خلال الانخراط في كافة الفعاليات الوطنية والمواجهة مع الاحتلال ومستوطنيه، في رسالةٍ واضحة السطور أن هذه الأرض التي نعشقها حد الوجع وقدمنا لها أرواحنا رخيصة لا يمكن إلا أن نكون فوقها، أو في رحمها شهداء، لهذا انخرط الفلسطينيون في هبتهم دفاعاً عن المقدسات دفاعاً عن مدينتهم المقدسة قدس الأقداس.
هذه الهبة التي انطلقت بها الجماهير غير آبهةٍ بالقمع والإرهاب الذي يقوم به الاحتلال، هذه المشاعر أيقظت الضمائر الإنسانية وأعادت للكنعانيين تألقهم، وقفت الجماهير وقفتها وقالت كلمتها لا رجوع عنها "ارفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون"، وفي روايةٍ أخرى فأنتنَ فلسطينيات" ، مما مميز هذه الهبة المباركة الانخراط الواسع للفتيات الفلسطينيات في مناطق الاحتكاك، ومما نقله الإعلام صوراً مشرفةً للكنعانيات اللواتي امتشقن الحجارة وارتدين الكوفية ووقفن شامخات لم ينكسرن، بل أكدن أن الأمل المسروق منا لا بد أن يعود .. هي حتمية التاريخ ووعد الله الذي أعطانا إياه.
كغيمات الربيع أنيقاتٌ صامداتٌ مصمماتٌ على المضي قدماً حتى آخر النفق .. في آخر النفق النور الذي نبتغي، وبهذه الصورة النقية من الشوائب ظهرت الكنعانيات الفلسطينيات يرتدين ثوب الشرف، يوجهن رسالة إلى أبناء العروبة ناموا بذلكم فنحن بخير، ناموا بذلكم فنحن بخير، ناموا بذلكم فنحن بخير، واستمروا في سباتكم فالقدس وان طوقها المجرمون بخير، هذا بعض ما قالته عيون الكنعانيات، في كل صورة تنشر للكنعانيات تحملُ رسائل ملغمة تقول فيها ما لم تقله المعلقات عبارات عتب عبارات أقسى من الطعن في الخاصرة – الشعوب وقت المحن تتحد – إلا أعرابنا منقسمون.
العيون الكنعانية ألتي واجهت مخرز العدو فلم ينل منها شيئاً تنحني الرياح لها وتهبط الملائكة من عليائها لتحرسهن، لقد رسمن بهذه الصورة المشرفة وبهذا التحدي الأسطوري والثبات على الموقف أرقى المواقف الإنسانية والوطنية، لهذا كان لا بد من توجيه التحية لهن وننحني ..
عشتنَ وعاش شعبنا العظيم مرابطاً على هذه الأرض يستمد من عيونكن وقود الاستمرارية والصلابة في الموقف للمواجهة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق