مات محمود دسوفي شاعر المنابر وشيخ الشعراء وعميد الثقافة الوطنية في الداخل ، واحد ابرز شعراء ادب المقاومة ، تاركاً وراءه ارثاً شعرياً وتاريخاً وطنياً ناصعاً زاخراً بالنضال والتضحيات . وتشكل وفاته خسارة للحركة الادبية الفلسطينية وللنضال الوطني الفلسطيني .
محمود دسوقي شاعر منحاز لقضايا شعبه وامته ، عرفته ساحات النضال والكفاح ومهرجانات الشعر في المثلث والجليل ، وينتمي لجيل دفع ثمن مواقفه وثمن الكلمة الوطنية الحرة والالتزام الوطني الثوري ، تارة بالسجن والاعتقال والملاحقة ، وتارة بمصادرة ديوانه " موكب الاحرار " ، وطوراً بفرض الاقامة الجبرية عليه في بلدته الطيبة .
وقد ربطته علاقة وثيقة مع شعراء الشعب والوطن والمقاومة راشد حسين وسميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد وحنا ابو حنا وحنا ابراهيم وسالم جبران وشكيب جهشان ونايف سليم وغيرهم .
عاش الدسوقي مأساة شعبه بكل ابعادها ، وكرس قصائده واشعاره لفلسطين ارضاً وشعباً وقضية ، وجعل من هذا الشعر منارة لكل من اراد ان يعرف عن وطنه وكفاح شعبه ويتعاطف مع قضيته المقدسة العادلة ، وسكب في قصائده احزانه وذوب فؤاده ونبض عروقه ودمه . وجاءت اشعاره بسيطة صادقة وعفوية معبرة وواضحة الفكرة ، متسمة بالطابع السياسي والانساني ، وخالية من التكلف والصنعة اللغوية .
من اعماله الشعرية : السجن الكبير ، مع الاحرار ، موكب الاحرار ، ذكريات ونار ، المجزرة الرهيبة ، صبرا وشاتيلا ، طير ابابيل ، جسر العودة ، زغاريد الحجارةً، الركب العائد ، تراتيل الغضب ، نداء القدس .
ومن دراساته : الشعر العربي بين القديم والحديث ، المعلقات والملاحم الشعرية عند العرب ، الاتجاه الوطني في الشعر العربي الفلسطيني ، الاستقلال والثقافة الوطنية .
محمود دسوقي علامة مميزة في ادب المقاومة ، وشاعر جسد في شعره التجربة الفلسطينية وهموم الوطن ، وعبر عن آلام وآمال شعبه في الحرية والعدالة والمساواة ، مؤكداً على تمسكه بالهوية الفلسطينية ، وتشهد دواوينه العديدة على ذلك .
وبرحيل الدسوقي تفقد الثقافة الوطنية الفلسطينية واحداً من اعلامها ، وقامة شعرية باسقة لها دورها ومكانتها وقيمتها في الشعر السياسي والنضالي الرافض والغاضب والمقاوم . فسلاماً له وسلاماً عليه ، وعاشت ذكراه خالدة ابد الدهر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق