الاثنين، 9 نوفمبر 2015

حملة لنغني موطني معاً وحدت الشعب في الوطن والشتات/ راسم عبيدات

بهذ الكلمات صدحت حناجر أبناء شعبنا الفلسطيني على طول وعرض مساحة فلسطين التاريخية،وفي العديد من الدول العربية ودول العالم يوم السبت 7/11/2015،في مشهد وحدوي جامع غير مسبوق"لا نريد... لا نريد ... ذلنا المؤبد.... وعيشنا المنكد... لا نريد،بل نعيد.. مجدنا التليد ... مجدنا التليد...موطني .... موطني"،وهذه المبادرة الشبابية التي قام عليها مجموعة من الفلسطينيون الحاملين لفكر قومي عروبي يتصدرهم الإخوة اياد وربى وريم المسروجي،الطامحين الى أن تصل رسالتهم الى كل العالم،أتت في سياق مبادرات عديدة بادرت اليها مجموعات شبابية في القدس والضفة والقطاع وفي العالم العربي والشتات،وما يميز هذه المبادرة انها كما تقول منسقة الحملة ربى المسروجي" ان فكرتها رمزية،وجمالها في رمزيتها وسهولة تطبيقها،هي شعبية تلقائية وغير نمطية.والأهم من ذلك أنها إحدى وسائل المقاومة السلمية للإحتلال.


وهذه الفعالية التي كان لي شرف المشاركة فيها،في المعهد الوطني للموسيقي "إدوارد سعيد" في شارع الزهراء بالقدس، بحق شكلت لوحة فنية توحد خلفها الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات،حملة شكلت شكلاً جديداً من أشكال المقاومة والنضال الشعبي السلمي في سياق أشكال نضالية متعددة يخوضها شعبنا الفلسطيني للتحرر والإنعتاق من الإحتلال،هذه المبادرة ندرك جيداً انها خطوة صغيرة ولم تات من اجل تحرير فلسطين،او إلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني،ولم تكن مكلفة او بحاجة الى "بروبوزل" مشروع ومال سياسي موجه،بل بحاجة الى شباب منتمي ومؤمن بعدالة قضيته وأهداف شعبه،يريد ان يعبر عن إنتمائه للوطن ويوصل فكرة ورسالة ويوحد موقف وشعب تحت راية فلسطين التي مزقها وشوهها الإنقسام،وهي كذلك تعبير عن مقاومة الإحتلال بطريقة ثقافية وفنية،وأي إنجاز أو تحد او مقاومة او عمل إبداعي مقاوم يبنى عليه من اجل تحقيق انجازات أكبر واوسع،وعادة ما تتحقق الإنجازات بشكل تراكمي وتكون "بروفات" لإنجازات أكبر،اما "الخبطات" والقفزات والتغيرات النوعية والكبيرة،فهي غير ممكنه بدون تلك التراكمات،وكذلك فقدرات الناس ومقدرتهم على العطاء والنضال والتضحية متفاوته،ولو ان كل منا يبدع ويستثمر جهده في مجاله،ووفق ما يستطيع عمله وتقديمه،على ان يكون هناك تكامل للجهود والأنشطة والفعاليات والمبادرات،وفي النهاية تصب في مجرى نهر واسع لأمكننا ان نحدث نقلة نوعية في اوضاعنا وواقعنا على كل الصعد وفي مختلف الميدان ولاقتربنا من تحقيق اهدافنا بالحرية والإستقلال،ولكن هناك دائماً من يضع العصي في الدواليب،وهناك من هو متخصص في النقد والإحباط والتيئيس دون ان يقوم بأي خطوة عمليه،وهناك من يستخدمون الكلمات الثورية الكبيرة الرنانه ويستشهدون بكل الثورين والفلاسفة والمفكرين من انجلز لماركس فلينيين فجيفارا وهوشي منه وجياب وكاسترو وتشافيز وعبد الناصر وأبو عمار وحبش وغيرهم،ولكن يتناسون بان خطوة عملية أفضل من دستة برامج،بدل "الفنتازيا" و"الشطحات" الفكرية وأنصاف الجمل الثورية والمصطلحات التي يلوكونها بعيداً عن الواقع.

نعم هذه الفكرة التي تحلق عدد كبير وواسع من أبناء شعبنا في الداخل والخارج حولها تاكد على صوابيتها وحاجتنا لها ولكل أي جهد او فكرة تخدم مشروعنا وقضيتنا وحقوقنا ومقاومتنا للإحتلال،وهي اتت في إطار وسياق النضال الشعبي السلمي لمقاومة الإحتلال.

نعم لقد شكل النشيد الوطني "موطني، موطني، الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاءُ، في رُباكْ في رُباكْ، والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ، في هواك، في هواك"،لوحة فلسطينية توحد خلفها الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم في الوطن الشتات.....شكرا لكل القائمين على هذه المبادرة وفي المقدمة منهم اياد وربى وريم المسروجي،فالتربية الوطنية والبيوت الوطنية تخلق وتبني أناس وطنيون غيورين على مصلحة شعبهم ووطنهم. ،فكما هي المبادرات النسوية على درجات باب العامود "احنا مش خايفين" و"منقوش وزعتر" و"بهمش" وغيرها أشكال مقاومة وتحدي للإحتلال،ودفاع عن حيز المكان المحتل،هي كذلك فكرة "لنغني موطني معاً".
من هنا نشدد على ان هذه الفعاليات والمبادرات،تشكل عوامل هامة على أهمية التواصل الثقافي والاجتماعي والفني والرياضي مع العالم كله لكي نخلق لنا في العالم مكانا نستحقه بفضل تاريخنا ومقاومتنا وثقافتنا، التي هي أيضا أصبحت مستهدفة وأصبح الكيان الصهيوني ينسبها لنفسه،وكذلك مبادراتنا المحلية هي أيضاً تخلق حالة نضالية وإرهاصات لوعي مقاوم وتعمل على تاطير وتنظيم شبابنا وفتياتنا ولو بأشكال بسيطة واولوية،وهي تشهد توسعاً وإقبالا. كلما لقيت تشجيعاً وإحتضاناً من مختلف الوان طيفنا السياسي والمجتمعي.

ومن هنا نوجه التحية والدعوة لكل شبابنا وفتياتنا،من اجل ان يكون هناك تنسيق وتنوع في الفعاليات والمبادرات في مختلف المجالات والميادين،المبادرات المبدعة والخلاقة والخادمة لقضايا شعبنا ومشروعنا الوطني،والتي تلعب دوراً مهما في خلق وعي مقاوم عند مختلف قطاعات شعبنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق