ان حالة الرعب التي يعيشها المجتمع الاسرائيلي من انتفاضة السكاكين لا تقل تأثيرا من الصواريخ الفلسطينية التي تطلق من قطاع غزة وصواريخ حزب الله من الجنوب اللبناني في حالة الحرب.
والدليل على ذلك هو حالة الرعب والخوف والشك بأن كل فلسطيني من الممكن ان يحمل سكينا ويطعن يهوديا، عدا عن ذلك تظهر حالة الرعب بأن الاسرائيليين اضبحوا يقتلون بعضهم لمجرد الشك بأن الذي يقف امامهم هو فلسطيني، ان حالة الرعب هذه من الممكن ايضا ان تتسبب في التفكير بالهجرة من هذا الكيان الذي يجب ان يعيش في خوف دائم، ولذلك ليس الصواريخ الفلسطينية فقط تشكل عامل قلق للمستوطنين، وانما السكاكين اصبحت عامل يثير الرعب في قلوب هؤلاء المستوطنين.
فانتفاضة السكاكين تخطت وتفوقت على الفصائل الفلسطينية التي اصبحت لا حول ولا قوة لها بمحاربة المحتل وخاصة في الضفة الغربية بسبب موقف السلطة الفلسطينية ورئيسها الذي يطالعنا دائما بمواقفه التي لا تحبذ الكفاح المسلح.
أي سلطة أو نظام بإمكانهما في وقت معين من قمع واخضاع الشعوب وفقا لمصالح هذه السلطات والانظمة، لكن الشعوب عندما ترى ان هذه الانظمة لا تحقق مصالحها فتأخذ الشعوب المبادرة وتضحي لتغيير هذه الانظمة، وهنا نتكلم عن احتلال وليس نظام دكتاتوري، وانما عن شعب جاثم تحت الاحتلال ويريد التخلص منه بكل الطرق والوسائل الممكنة.
فالسلطة الفلسطينية من الممكن ان تكون قد نجحت في ترويض واسكات كل صوت وبندقية مقاومة من خلال التنسيق الامني الذي يعتبر عارأ على هذه السلطة وعلى من ينفذ الاوامر بوأد اي مقاومة لهذا الاحتلال، لكن هذا لن يدوم الى الأبد،
من المكن القول ان انتفاضة السكاكين قد افشلت هذا التنسيق لان من يقوم في هذه الاعمال هم افراد، ويصعب كشفها مسبقا، ولو وصلت معلومات الى رجال هذه السلطة بقيام احدهم بالتخطيط لطعن اي اسرائيلي مسبقاً لأحبطت كل هذه العمليات، من اجل ان تبرهن لاسرائيل بأنها تريد السلام، ولكن دون اذن صاغية من جانب الاحتلال الغير معني بالسلام وارجاع الاراضي المحتلة انما الذي يهم هذا الاحتلال امن مستوطنيه فقط.
اسرائيل سعت وما تزال تسعى الى تحقيق تفوق عسكري نوعي لتبقى القوة العسكرية الوحيدة في المنطقة لردع اي دولة عربية وغير عربية، كي لا يفكر أحد في مهاجمة هذا الكيان المصطنع التي اوجدته الدول الغربية وما زالت تحميه بالرغم من الجرائم التي يرتكبها جنود هذا الاحتلال كل يوم بحق الشعب الفلسطيني وأرضه.
فالشعب الفلسطيني ضاق ذرعا بالوضع المزري الذي يعيشه تحت احتلال الذي طال أمده، ومن سلطة فلسطسنية لم تحقق لهذا الشعب أي نتائج ملموسة، سوى انتظار جولة مفاوضات بعد الاخرى على امل ان يتكرم هذا الاحتلال ويتنازل عن ما يعتبر حقا للشعب الفلسطيني.
فرد الشعب الفلسطيني كان حمل السكين، لانه قد فهم ان الانظمة العربية غير معنية لا سياسيا ولا عسكريا بحل مشكلته، وقد فهم هذا الشعب ان السلطة التي تمثله غير قادرة على ارغام الاحتلال على أي تنازل، وهي أي هذه السلطة عاجزة حتى عن اطلاق اسير واحد من السجون الاسرائيلية.
فالحجر والسكين اصبحا سلاح الفلسطيني بعد حرمانه من البندقية في الضفة والقدس، واصبح هذا السكين اقوى من اسلحة الانظمة العربية وجيوشها، واذا كانت هذه الجيوش تؤمن بقوة الردع وما تملكه اسرائيل تردعها، فإن الفتى الفلسطيني الذي يطعن جنديأ لا يؤمن بقوة الردع هذه وان كانت نووية، لان السكين أقوى وقد أرعب هذا السكين الاسرائيليين، وسينتصر هذا السكين لا محالة على النووي الاسرائيلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق