ويا للبطولات تغزو iiالدُنا
وتُلهمها القيّمُ iiالخالدات
وأسطورة رددتها iiالقرونُ
فهاجت بأعماقنا iiالذكريات
ويا تُربة تاه فيها iiالجلال
فتاهتْ بها القممُ iiالشامخات
وألقى النهاية فيها iiالجمالُ
فهمنا بأسرارها الفاتنات
وأوى على قدميها iiالزمان
فأهوى على قدميها iiالطغاة
( للشاعر الجزائري مفدي زكريا )
الثقافة العربية دوما ودائما محل احتكاك عقلي ووجداني من قبل المبدعين والمثقفين وعشاق الكلمة التي تهدف إلي التعبير الراقي والمثمر والمنتمي عن مكنون وطن عربي بكل فلسفاته وقضاياه وغده ومستقبله الذي يغازلنا دوما عبر اقلام عربية ؟
والاقلام العربية القيس بوكية تجسد كثيرا من الملامح التي لها أكثر من عنوان أكثر من معني أكثر من ومضة مهما كانت الرؤية من قبل بعض النقاد لأننا أمام ظواهر ثقافية مختلفة وذات تساؤلات مفتوحة !
ويمثل اهتمام شباب الفيس بوك عدة تساؤلات مطروحة بطريقة مباشرة من بينها السعي وراء ثقافة حديثة الكترونية تحقق احلامه من خلال التسويق الإعلامي الفردي الذي يعتمد في المقام الاول علي ملكاتهم الذاتية ولا يعتمد علي مؤسسة ثقافية بعينها هكذا يعيشون في (عالم الفيس بوك )ومن بين الاقلام الفيسبوكية العربية ايضا حلم التواصل مع عالم مفتوح وهذا ما تحقق بالفعل اليوم لا ريب مع عالم غير مغلق ؟
فقد تمت ترجمة بعض من اعمالهم الأدبية وتداولتها الصحف الالكترونية في العالم وحلقت في سماءه المفتوحة ليل نهار ؟
لكن ايضا تبقي لجلسات وندوات الثقافة التي تحتضنها مؤسسات عالمنا العربي متعة خاصة وقدرة تؤكد صوت الوطن عاليا وحنونا في كيفية التعبير والتواصل مع ابناءه من الشباب وهذا ما يجب أن نشجع عليه اليوم أكثر من الامس القريب بأن نجد شباب (الفيس بوك )موجودا بكثافة في ندوات وفعاليات ومؤتمرات الثقافة العربية من المحيط إلي الخليج علي أرض الواقع لكي يشاركوا في بناء اوطانهم بروح وجوهر وطن ويستفيدوا من تجارب الجيل الاكثر خبرة وتجربة في معترك الثقافة العربية وكان معرض الكتاب في العديد من العواصم العربية من بينهم مصر قطر السعودية الكويت الجزائر الاردن سلطنة عمان المغرب تونس الامارات الخ مبهرا لاحتضانهم الشباب العربي بلغة اليوم الفيس بوك وتويتر والموبايل واليوتيوب وأيضا لغة كل مبدعي الضاد من غير عشاق الفيس بوك !
لا ريب امتزجت تلك الثقافة التقليدية والثقافة الرقمية بعالم اسمه ( الضاد ) بعالم مفتوح فيه كل الثقافات العربية والغربية وعلينا الاختيار بين عالم اسمه الإبداع بلا حدود بلا حواجز بلا رقابة بلا نون مهاجرة بدون موعد !
وتحضرني هذه الابيات الشعرية للشاعر الراحل (أمل دنقل) في قصيدته ( العرافة المقدسة ) بكل معاناته التي رسمها في تلك السطور التي تكشف عن البعد النفسي والثقافي في أيقونة فكرية تبدو فارقة لكنها صوت وطن مهما اختلفنا مع الشاعر لأن الإبداع الشبابي يبقي جزء لا يتجزأ من معادلة التغيير الحياتي وفق جغرافيا الأدب والأبداع ؟
جئت إليك مثخنا بالطعنات والدماء
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدسة
منكسر السيف، مغبر الجبين والأعضاء
أسأل يا زرقاء
عن فمك الياقوت عن نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع .. وهو ما يزال ممسكا بالراية المنكسة
عن صور الأطفال في الخوذات... ملقاة علي الصحراء
عن جاري الذي يهم بارتشاف الماء
فيثقب الرصاص رأسه .. في لحظة الملامسة
عن الفم المحشو بالرمال والدماء
أسأل يا زرقاء
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدار
عن صرخة المرأة بين السبي والفرار
كيف حملت العار
ثم مشيت؟ دون أن أقتل نفسي؟ دون أن أنهار؟
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة؟
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي بالله باللعنة بالشيطان
لا تغمضي عينيك، فالجرذان
تلعق من دمي حساءها .. ولا أردها
تكلمي لشد ما أنا مهان
لا الليل يخفي عورتي .. ولا الجدران
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدها
ولا احتمائي في سحائب الدخان
.. تقفز حولي طفلة واسعة العينين.. عذبة المشاكسة
كان يقص عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادق
وحين مات عطشا في الصحراء المشمسة
رطب باسمك الشفاه اليابسة
وارتخت العينان
فأين أخفي وجهي المتهم المدان؟
والضحكة الطروب: ضحكته ..
والوجه .. والغمازتان
***
أيتها النبية المقدسة
لا تسكتي .. فقد سكت سنة فسنة لكي أنال فضلة الأمان
قيل لي اخرس
فخرست وعميت ائتممت بالخصيان
ظللت في عبيد عبس أحرس القطعان
أجتز صوفها
أرد نوقها
أنام في حظائر النسيان
طعامي الكسرة والماء وبعض التمرات اليابسة
وها أنا في ساعة الطعان
ساعة أن تخاذل الكماة والرماة والفرسان
دعيت للميدان
أنا الذي ما ذقت لحم الضان
أنا الذي لا حول لي أو شأن
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان
أدعي الى الموت ولم أدعَ الى المجالسة
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي تكلمي
فها أنا علي التراب سائل دمي
وهو ظمئ يطلب المزيدا
أسائل الصمت الذي يخنقني
ما للجمال مشيها وئيدا
أجندلا يحملن أم حديدا
فمن تري يصدقني؟
أسائل الركع والسجودا
أسائل القيودا
ما للجمال مشيها ويدا
ما للجمال مشيها وئيدا؟
***
أيتها العرافة المقدسة
ماذا تفيد الكلمات البائسة؟
قلت لهم ما قلت عن قوافل الغبار
فاتهموا عينيك، يا زرقاء بالبوار
قلت لهم ما قلت عن مسيرة الأشجار
فاستضحكوا من وهمك الثرثار
وحين فوجئوا بحد السيف: قايضوا بنا
والتمسوا النجاة والفرار
ونحن جرحي القلب
جرحي الروح والفم
لم يبقي الا الموت
والحطام
والدمار
وصبية مشردون يعبرون آخر الأنهار
ونسوة يسقن في سلاسل الأسر
وفي ثياب العار
مطاطئات الرأس، لا يملكن الا الصرخات التاعسة
* * *
ها أنت يا زرقاء
وحيدة، عمياء
وما تزال أغنيات الحب، والأضواء
والعربات الفارهات، والأزياء
فأين أخفي وجهي المشوها
كي لا أعكر الصفاء الأبله المموها
في أعين الرجال والنساء
وأنت يا زرقاء
وحيدة عمياء
وحيدة عمياء
رغم كل احزان شاعر في تعبيراته الشجنية التي نلمحها في قصيدة امل دنقل ( العرافة المقدسة ) إلا أن صوت الامل ينبع من بين ضمائر ثقافية عربية تعي طبيعة عصر مختلف وثورة شباب هي بلا مراء (ثورة الفيس بوك الثقافية ) والمعبرة عن لون من الوان تلك الثقافة عامة والتي يجب أن تستغل استغلالا جيدا في النهوض بثقافة عربية جادة تستطيع التغلب علي كل أزمات العقل العربي امام هيمنة عقل الآخر غير المنتمي للوطن محيطه وخليجه بأفكاره وتحريضاته المتعمدة علي اشعال كل ماهو أخضر لاسباب غير منطقية وغير مقبولة منا جميعا من وطن عربي !
فيجب أن تتبني كل مؤسساتنا العربية والمعنية بالثقافة والإبداع ( الشباب ) طاقاته وقدراته علي الوجه الأمثل والمعبرعن طموحاته بما لا يخل بالثقافة العامة للوطن ؟
حتي يصبح الجسر ممتدا بين جيل الفيس بوك وجيل لم يعرف من الفيس بوك غير اسمه لكنه الجيل الذي حارب ودافع بكل قوة في معارك حربية عربية في الجزائر فلسطين مصر المغرب ليبيا العراق الكويت السعودية سلطنة عمان تونس السودان الخ واستشهد فيها علي ارض عربية أباءه واجداده وهما ينزفون الدماء الذكية من اجل أن يسترد جيل قادم جيل الفيس بوك حريته التي يتمتع بها اليوم ؟
فالفيس بوك لا جدال اصبح يتردد عبر كل وسائل الاعلام العربية اليومية وكل مؤسسات الوطن الثقافية بكل سلبياته وايجابياته التي تمنحنا طاقة عمل ؟
ليصبح شباب الفيس بوكي معبرا عن عصره وبلغه حتما ستكون هي السائدة في المستقبل القريب وما نتمناه كتاب ومبدعين وأدباء أن نري الثقافة العربية تخاطب كل عقولنا بضمير إبداعي كما كانت علي أيدي مبدعيها في كل العصور السابقة كي نقرأ معا عبر كل القراءات العربية مستقبل عربي ثقافي يتفق مع حلم وواقع حفظ الله ثقافتنا العربية ووحدة الوطن الثقافية التي هي الدافع الأمثل لمولد كل إبداعاتنا كل ابداعات نجيب محفوظ الطاهروطار ياسيني الاعرج نزار قباني محمود درويش محمد شكري سميح القاسم طه حسين العقاد أنيس منصور أودنيس الجواهري الرصافي مفدي زكريا ابو القاسم الشابي بدر شاكر السياب نازك الملائكة غازي العريضي وغيرهما من مبدعي الضاد والتي هي دوما خالدة مع اقلام شباب الفيس بوك ؟!
بقلم
عبدالواحد محمد
كاتب وروائي عربي
abdelwahedmohaned@yahoo.com
وتُلهمها القيّمُ iiالخالدات
وأسطورة رددتها iiالقرونُ
فهاجت بأعماقنا iiالذكريات
ويا تُربة تاه فيها iiالجلال
فتاهتْ بها القممُ iiالشامخات
وألقى النهاية فيها iiالجمالُ
فهمنا بأسرارها الفاتنات
وأوى على قدميها iiالزمان
فأهوى على قدميها iiالطغاة
( للشاعر الجزائري مفدي زكريا )
الثقافة العربية دوما ودائما محل احتكاك عقلي ووجداني من قبل المبدعين والمثقفين وعشاق الكلمة التي تهدف إلي التعبير الراقي والمثمر والمنتمي عن مكنون وطن عربي بكل فلسفاته وقضاياه وغده ومستقبله الذي يغازلنا دوما عبر اقلام عربية ؟
والاقلام العربية القيس بوكية تجسد كثيرا من الملامح التي لها أكثر من عنوان أكثر من معني أكثر من ومضة مهما كانت الرؤية من قبل بعض النقاد لأننا أمام ظواهر ثقافية مختلفة وذات تساؤلات مفتوحة !
ويمثل اهتمام شباب الفيس بوك عدة تساؤلات مطروحة بطريقة مباشرة من بينها السعي وراء ثقافة حديثة الكترونية تحقق احلامه من خلال التسويق الإعلامي الفردي الذي يعتمد في المقام الاول علي ملكاتهم الذاتية ولا يعتمد علي مؤسسة ثقافية بعينها هكذا يعيشون في (عالم الفيس بوك )ومن بين الاقلام الفيسبوكية العربية ايضا حلم التواصل مع عالم مفتوح وهذا ما تحقق بالفعل اليوم لا ريب مع عالم غير مغلق ؟
فقد تمت ترجمة بعض من اعمالهم الأدبية وتداولتها الصحف الالكترونية في العالم وحلقت في سماءه المفتوحة ليل نهار ؟
لكن ايضا تبقي لجلسات وندوات الثقافة التي تحتضنها مؤسسات عالمنا العربي متعة خاصة وقدرة تؤكد صوت الوطن عاليا وحنونا في كيفية التعبير والتواصل مع ابناءه من الشباب وهذا ما يجب أن نشجع عليه اليوم أكثر من الامس القريب بأن نجد شباب (الفيس بوك )موجودا بكثافة في ندوات وفعاليات ومؤتمرات الثقافة العربية من المحيط إلي الخليج علي أرض الواقع لكي يشاركوا في بناء اوطانهم بروح وجوهر وطن ويستفيدوا من تجارب الجيل الاكثر خبرة وتجربة في معترك الثقافة العربية وكان معرض الكتاب في العديد من العواصم العربية من بينهم مصر قطر السعودية الكويت الجزائر الاردن سلطنة عمان المغرب تونس الامارات الخ مبهرا لاحتضانهم الشباب العربي بلغة اليوم الفيس بوك وتويتر والموبايل واليوتيوب وأيضا لغة كل مبدعي الضاد من غير عشاق الفيس بوك !
لا ريب امتزجت تلك الثقافة التقليدية والثقافة الرقمية بعالم اسمه ( الضاد ) بعالم مفتوح فيه كل الثقافات العربية والغربية وعلينا الاختيار بين عالم اسمه الإبداع بلا حدود بلا حواجز بلا رقابة بلا نون مهاجرة بدون موعد !
وتحضرني هذه الابيات الشعرية للشاعر الراحل (أمل دنقل) في قصيدته ( العرافة المقدسة ) بكل معاناته التي رسمها في تلك السطور التي تكشف عن البعد النفسي والثقافي في أيقونة فكرية تبدو فارقة لكنها صوت وطن مهما اختلفنا مع الشاعر لأن الإبداع الشبابي يبقي جزء لا يتجزأ من معادلة التغيير الحياتي وفق جغرافيا الأدب والأبداع ؟
جئت إليك مثخنا بالطعنات والدماء
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدسة
منكسر السيف، مغبر الجبين والأعضاء
أسأل يا زرقاء
عن فمك الياقوت عن نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع .. وهو ما يزال ممسكا بالراية المنكسة
عن صور الأطفال في الخوذات... ملقاة علي الصحراء
عن جاري الذي يهم بارتشاف الماء
فيثقب الرصاص رأسه .. في لحظة الملامسة
عن الفم المحشو بالرمال والدماء
أسأل يا زرقاء
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدار
عن صرخة المرأة بين السبي والفرار
كيف حملت العار
ثم مشيت؟ دون أن أقتل نفسي؟ دون أن أنهار؟
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة؟
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي بالله باللعنة بالشيطان
لا تغمضي عينيك، فالجرذان
تلعق من دمي حساءها .. ولا أردها
تكلمي لشد ما أنا مهان
لا الليل يخفي عورتي .. ولا الجدران
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدها
ولا احتمائي في سحائب الدخان
.. تقفز حولي طفلة واسعة العينين.. عذبة المشاكسة
كان يقص عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادق
وحين مات عطشا في الصحراء المشمسة
رطب باسمك الشفاه اليابسة
وارتخت العينان
فأين أخفي وجهي المتهم المدان؟
والضحكة الطروب: ضحكته ..
والوجه .. والغمازتان
***
أيتها النبية المقدسة
لا تسكتي .. فقد سكت سنة فسنة لكي أنال فضلة الأمان
قيل لي اخرس
فخرست وعميت ائتممت بالخصيان
ظللت في عبيد عبس أحرس القطعان
أجتز صوفها
أرد نوقها
أنام في حظائر النسيان
طعامي الكسرة والماء وبعض التمرات اليابسة
وها أنا في ساعة الطعان
ساعة أن تخاذل الكماة والرماة والفرسان
دعيت للميدان
أنا الذي ما ذقت لحم الضان
أنا الذي لا حول لي أو شأن
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان
أدعي الى الموت ولم أدعَ الى المجالسة
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي تكلمي
فها أنا علي التراب سائل دمي
وهو ظمئ يطلب المزيدا
أسائل الصمت الذي يخنقني
ما للجمال مشيها وئيدا
أجندلا يحملن أم حديدا
فمن تري يصدقني؟
أسائل الركع والسجودا
أسائل القيودا
ما للجمال مشيها ويدا
ما للجمال مشيها وئيدا؟
***
أيتها العرافة المقدسة
ماذا تفيد الكلمات البائسة؟
قلت لهم ما قلت عن قوافل الغبار
فاتهموا عينيك، يا زرقاء بالبوار
قلت لهم ما قلت عن مسيرة الأشجار
فاستضحكوا من وهمك الثرثار
وحين فوجئوا بحد السيف: قايضوا بنا
والتمسوا النجاة والفرار
ونحن جرحي القلب
جرحي الروح والفم
لم يبقي الا الموت
والحطام
والدمار
وصبية مشردون يعبرون آخر الأنهار
ونسوة يسقن في سلاسل الأسر
وفي ثياب العار
مطاطئات الرأس، لا يملكن الا الصرخات التاعسة
* * *
ها أنت يا زرقاء
وحيدة، عمياء
وما تزال أغنيات الحب، والأضواء
والعربات الفارهات، والأزياء
فأين أخفي وجهي المشوها
كي لا أعكر الصفاء الأبله المموها
في أعين الرجال والنساء
وأنت يا زرقاء
وحيدة عمياء
وحيدة عمياء
رغم كل احزان شاعر في تعبيراته الشجنية التي نلمحها في قصيدة امل دنقل ( العرافة المقدسة ) إلا أن صوت الامل ينبع من بين ضمائر ثقافية عربية تعي طبيعة عصر مختلف وثورة شباب هي بلا مراء (ثورة الفيس بوك الثقافية ) والمعبرة عن لون من الوان تلك الثقافة عامة والتي يجب أن تستغل استغلالا جيدا في النهوض بثقافة عربية جادة تستطيع التغلب علي كل أزمات العقل العربي امام هيمنة عقل الآخر غير المنتمي للوطن محيطه وخليجه بأفكاره وتحريضاته المتعمدة علي اشعال كل ماهو أخضر لاسباب غير منطقية وغير مقبولة منا جميعا من وطن عربي !
فيجب أن تتبني كل مؤسساتنا العربية والمعنية بالثقافة والإبداع ( الشباب ) طاقاته وقدراته علي الوجه الأمثل والمعبرعن طموحاته بما لا يخل بالثقافة العامة للوطن ؟
حتي يصبح الجسر ممتدا بين جيل الفيس بوك وجيل لم يعرف من الفيس بوك غير اسمه لكنه الجيل الذي حارب ودافع بكل قوة في معارك حربية عربية في الجزائر فلسطين مصر المغرب ليبيا العراق الكويت السعودية سلطنة عمان تونس السودان الخ واستشهد فيها علي ارض عربية أباءه واجداده وهما ينزفون الدماء الذكية من اجل أن يسترد جيل قادم جيل الفيس بوك حريته التي يتمتع بها اليوم ؟
فالفيس بوك لا جدال اصبح يتردد عبر كل وسائل الاعلام العربية اليومية وكل مؤسسات الوطن الثقافية بكل سلبياته وايجابياته التي تمنحنا طاقة عمل ؟
ليصبح شباب الفيس بوكي معبرا عن عصره وبلغه حتما ستكون هي السائدة في المستقبل القريب وما نتمناه كتاب ومبدعين وأدباء أن نري الثقافة العربية تخاطب كل عقولنا بضمير إبداعي كما كانت علي أيدي مبدعيها في كل العصور السابقة كي نقرأ معا عبر كل القراءات العربية مستقبل عربي ثقافي يتفق مع حلم وواقع حفظ الله ثقافتنا العربية ووحدة الوطن الثقافية التي هي الدافع الأمثل لمولد كل إبداعاتنا كل ابداعات نجيب محفوظ الطاهروطار ياسيني الاعرج نزار قباني محمود درويش محمد شكري سميح القاسم طه حسين العقاد أنيس منصور أودنيس الجواهري الرصافي مفدي زكريا ابو القاسم الشابي بدر شاكر السياب نازك الملائكة غازي العريضي وغيرهما من مبدعي الضاد والتي هي دوما خالدة مع اقلام شباب الفيس بوك ؟!
بقلم
عبدالواحد محمد
كاتب وروائي عربي
abdelwahedmohaned@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق