التعليم بين التخلف والفساد/ زهير الفتلاوي

تتعدد اوجه الفساد في بلادي ، فلم تعد تلك الملفات قاصرة على السياسيين وكبار اللصوص  وحديثي النعمة ، بل زحفت لتشمل اساتذة الجامعات والاطباء وعمداء الكليات لتصل الى هرم رئيس الجامعة ودوائر ومفاصل  وزارة  التعليم .

لقد كثر الحديث عن فساد الجامعات وخاصة الكليات والجامعات الاهلية والاعتراف بكليات الكرفانات التي لا تخضع للضوابط  والتعليمات المخصصه لهذا الغرض وتباع وتشترى الشهادات العلمية والذي يدفع اكثر يحصل على شهادة اعلى  والاقسام الداخلية ، والبعثات الدراسية ، ومعادلة الشهادات ، وتهميش الكفاءات التدرسية مشاكل لا تنتهي  .

وتبقى مشكلة المزايدات وتقديم العطاءات التجارية قائمة  ، بيع وشراء وتزوير الشهادات ، بعض الملفات للفساد الاخلاقي وحتى ممثليات العراق للشؤون العلمية  في السفارات خارج البلاد فهي تخضع للمحاصصةالحزبية والمحسوبية والمنسوبية ويكتمل" لغف" المسؤول  داخل العراق وتفتح ملفاته في الجهات الرقابية ثم ينقل ليمثل العراق في الخارج وهذا تكريم للفاسدين والمفسدين . لم نستغرب سلوك واهمال الوزير السابق على الاديب بترك عشرات الطلبة يداهمهم الخطر وعدم الموافقة على نقلهم من الجامعات في محافظة الموصل الى الجامعات  الامنة مما ادى الى مقتلهم من قبل تنظيم داعش الارهابي قبل سقوط مدينة الموصل  ،  ولعنة الله على الاميركان والأتراك وعلى كل من يحبهم أو يؤيدهم بأي شكل من الأشكال بدءً من  الذي سلم الموصل  وانتهاء بكل سافل ومنحط باع مؤخرته وكشف عورته لشيوخ النفط وعاهرات الغرب وسلاطين بنو عثمان واصبح ديدنه العماله والاستجداء من الامريكان .
لقد نخر الفساد الاداري والاخلاقي  وزارة التعليم  العاني والبحث الراوي ، وخبر المهزلة الكبرى بصرف رئيس الجامعة المستنصرية لمبلغ 100  ميلون دينار على عزيمه دسمه للزلم الخشنة على الرغم من التقشف الذي يواجه البلاد والعباد (خل ياكلون مادام خالهم طيب) خير دليل على الاستهزاء بالشعب والدولة ولم يكتفي رئيس الجامعة بهذه العزيمه بل حتى رسوم الدعوة القضائية التي رفعها ضد جريدة المشرق لنشرها الخبر  دفعها من ميزانية الجامعة . ومن سخرية القدر قيام رئيس الجامعة المستنصرية فلاح الاسدي برفع دعوى ضد رئيس تحريرجريدة المشرق الزميل حميد عبدالله على خبر تقول الجامعة انه يتضمن اساءة للجامعة ولرئيسها (فوك مايخمطون وياكلون ويرفعون دعاوى ضد الصحفيين ) .  
وعلى الرغم من قول الاديب والشهرستاني بتغيير عمداء الجامعات والكليات لمن قضى اكثر من خمسة سنوات في المنصب وتقيم داقوس خير دليل على فشلهم  ولكن تبقى  تلك المناصب محتكرة على نفس الاشخاص ، والبعض منهم يبطش ويستغل ويتاجر ويسافر ويحتقر الناس ، ولايهتم بالبحوث والدراسات وطرائق التدريس ومازالت الجامعات العراقية متخلفة ولا تواكب واقع التطور والتقدم الحاصل بشتى المجالات.  المهزلة الاخرى ان هناك نفس الاشخاص متمركزين بتلك المناصب ، وينتقلون بين الجامعات والكليات فيما بينهم  ، مثل ما تفعل امانة بغداد حين يغرق المطر  بغداد ، اذ ينقل مدراء البلديات بين الكرخ والرصافة ،  وحتى مشكلة  كسر بيوت التدرسين والمتاجرة بها  والاستحواذ عليها بالقوة اصبح امرا  شائعا بين الجامعات والوزير يلتزم الصمت ، وقد شبعنا من وعود الشهرستاني من تصدير الكهرباء الى جولات التراخيص الخدمه   ، الى نهضة التعليم ، ولا نعلم متى نشاهد الاصلاحات الحقيقة في وزارة التعليم والى متى يبقى التخلف قائم ، نتمنى ان تصل الرسالة الى من يهمه الامر وفي مجلس الوزراء وهيئة النزاهة ويردع وينقل الفاسد والمفسد وتجرى الاصلاحات الجذرية  ويصبح التقيم والنجاح في العمل هو المعيار و المغزى ليتطور التعليم و العلم ونرى كفاءات وطنية مخلصة  واهتمام بهذا المفصل الحيوى والمهم في شتى دول العالم  .
zwheerpress@gmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق