أولُ الغيثِ قَطْرَةُ مَاءْ ... وأولُ الحَربِ قَطْرَةُ دم
الجزء الثاني
ثانياً . التركمان والعرب وثلة من الأكراد ضحايا سياسة الأحزاب الكردية :
بُغية ربط الأحداث التي تعصف اليوم لابد من استعراض الماضي القريب ليكون الجميع على أرضيةٍ صُلبة ورؤية واضحة المعالم بلا غبش أو ضبابية للمشهد والأحداث الدراماتيكية ... لذا سنحط الرحال في كركوك (مدينة الذهب الأسود) ونعود بالذاكرة إلى سنة 1959م حيث وقعت ( مجزرة كركوك ) من خلال الشخصيات التي وثقت الأحداث آنذاك ونستعرض هنا شهادة د. ناظم توفيق / مركز الدراسات الدولية / جامعة بغداد :
في تمام الساعة السابعة وخمس وعشرون دقيقة من مساء 14 تموز 1959م في منطقة السوق العصري بشارع أطلس إفتعل أحد أتباع (ملا مصطفى البرزاني) مشاجرة حينما أطلق النار من فوهة مسدسه رصاصة واحدة خطط لها بكل إتقانٍ ودِقة مستهدفة أحد أشراف ووجهاء التركمان في مدينة كركوك أثناء حضور حفل إفتتاح ( الذكرى الأولى لثورة 14 تموز 1959) حيث عاش العرب والتركمان بمدينة كركوك ثلاثة أيامٍ بلياليها بحالةٍ من الرعب والموت والقتل على الهوية قام خلالها أكراد البرزاني يساندهم ثُلة من الشيوعيين بأعمال القتل والسحل والحرق والتهجير والتمثيل بجثث الأبرياء على مرأى ومسمع من العالم والحكومة ، ولم تكن الحادثة طارئة كما يدعي المنفذون لها ولكن الأمر كان مُرتباً سلفاً بعدما تم إستخدام رفع شعارات مؤيدة ( لحركة الشوّاف ) التي حصلت في مدينة الموصل والتي رفع مواطنون عرب وتركمان ضد الجلاوزة المحيطين بعبد الكريم قاسم والإعتراض على تلك الممارسات الإجرامية التي حصلت بحق العشرات من المواطنين الأبرياء بتهم سياسية مختلفة حيث قام أؤلئك الشُذّاذ والمنافقين بتوريط عبد الكريم قاسم بالميل إلى جهة دون أخرى وإلى حزبٍ دون آخر بالرغم من خروج التركمان والعرب بمظاهرات حاشدة لتأييد تلك الثورة ما لبثت أن أخفقت المظاهرات مع حلول ظهر يوم قيامها في 8 آذار 1959 لتستباح مدينة الموصل أياماً عديدة وتقتل نسائها وأطفالها وشيوخها وشبابها .....
نكتفي بإيراد هذا القدر من الأحداث التي عصفت بالتركمان والعرب وبعض الأكراد آملين أن يتم الإطلاع على المقال الموسوم (كركوك الذبيحة) للزميل الكاتب (عبد الرحيم العبسي ) المنشور على موقع كتابات بتأريخ 20 كانون الثاني 2015 م :
https://www.kitabat.com/ar/print/42810.php
ونسلط الضوء هنا على شهادة ( المحامي جرجيس فتح الله ) لما لها من أهميةٍ تأريخية كونه لا يحمل أفكاراً حيادية تجاه التركمان بشكلٍ خاص وبعض العرب وتأتي أهمية هذه الشهادة بإعتبار (المحامي جرجيس) أحد أعضاء الحزب الشيوعي العراقي المشارك فعلياً وبقوة في مع جماعة البرزاني بعمليات القتل والتنكيل التي حصلت للضحايا الأبرياء العُــزّل بقيادة (ملا مصطفى البرزاني ) بمساعدة ومساندة من الحركة الشيوعية المتحالفة معه في حينها ، جاء في شهادة جرجيس فتح الله :
إن مجزرة كركوك كانت عملاً مدبراً ومقصوداً وأن التركمان والعرب من أهالي كركوك الأصلاء كانوا الضحية الأساسية والوحيدة لتلك المجزرة الوحشية بعدما اضطر أهالي كركوك درء خطر الموت عن أنفسهم بإرتدائهم الزي الكردي التقليدي ، وأن جنود اللواء الرابع الذين كانوا أغلبهم من الأكراد الذين تم تسميم عقولهم بأفكار (ملا مصطفى) العنصرية انتهزوا فرصة الأحداث ووجهوا أسلحتهم لصدور العرب والتركمان العُزّل من الرجال والنساء والأطفال وممارسة أعمال القتل والسحل وحرق البيوت بشكل وحشي لم يسبق له مثيل .....
ومن الإنصاف هنا أن نشيركم إلى إحصائية ( تعداد ) عام 1957م وتحديداً في كركوك حيث أثبتت النتائج أن التركمان يشكلون الأغلبية القومية الأولى يليهم الأكراد ثم العرب آنذاك ، لكن الذي حدث بعد إجتياح العراق عام 2003م من قبل أميركا والدول المتحالفة معها ضد العراق ، عمدت الأحزاب الكردية إلى استقدام أكثر من (600,000) ستمائة ألف كردي ( من أكراد إيران وسوريا وتركيا) وإسكانهم في معسكرات الفيلق الأول وغيره من معسكرات الجيش السابق وفي العشوائيات ودور التجاوز بغية إحداث تغيير في التركيبة الديموغرافية لمدينة كركوك ، فضلاً عن إعطاء العرب مبلغ (20,000,000) عشرون مليون لنقل نفوسهم خارج محافظة كركوك في عملية شابها الكثير من الفساد والإبتزاز وأحياناً ما كان المواطن العربي ليحصل على مبلغ 5 إلى 10 ملايين كحد أعلى والبقية تذهب إلى السماسرة والمتنفذون وتأتي هذه العميلة لإعادة العرب الذين سكنوا كركوك إلى محافظاتهم الأصلية التي وفدوا منها إبان حكم الرئيس العراقي الأسبق (صدّام حسين) حينما شرع بمنح العرب الوافدين إلى كركوك مبلغ (10.000) عشرة الآف دينار وقطعة أرض لضمان إستقرار الأوضاع الأمنية في كركوك .....
ثالثاً : الصراع الأيدلوجي بين الحركات الإسلامية الكُردية والأحزاب الكُردية :
قبل أن نسترسل في بيان أوجه الصراع القومي الكُردي العربي آثرنا أن نتوقف قليلاً ونسلط الضوء على الصراع الأيدلوجي بين الحركات الإسلامية الكردية والحزبيين الكرديين الرئيسيين (البارتي واليكتي أو الديمقراطي والإتحاد) لما للأمر من تأثيره على ساحة الصراع القومي في محافظة نينوى وصراع الأديان بعد أحداث 10 حزيران 2014م ، حيث شهد شمال العراق بعد عام 1991م حالة انغلاق وإستقلال يكاد يكون تاماً في ظل فرض الإرادة الدولية حضر الطيران العراقي على خطوط عرض 32 و 36 وإنسحاب قطعات الجيش العراقي السابق من شمال العراق ، لتتبنى الأحزاب الكردية إدارة شؤونها حتى قيام حزب الإتحاد الكردستاني الذي يتزعمه السيد (جلال الطلباني) باجتياح محافظة أربيل بقتالٍ دامي ضد الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه السيد (مسعود البرزاني نجل ملا مصطفى البرزاني) الأمر الذي أضطر( مسعود) إلى طلب مساعدة الرئيس العراقي الأسبق (صدّام حسين) الذي أوعز الأمر إلى قطعات الحرس الجمهوري بإقتحام أربيل بتأريخ 29 آب 1996م وإنتزاع أربيل من أفراد حزب الإتحاد وإعادة زمام الموقف إلى الحزب الديمقراطي بعد إستتباب الأمور وهكذا إنسحب الحرس الجمهوري بعد إنجاز المهمة المناطة به .
وبالعودة إلى الفترة الممتدة منذ تسعينات القرن العشرين حتى 2003 م فقد كان الجميع في عزلة عما يدور في محيطنا الداخلي والإقليمي والدولي من أحداث عدا الأحداث التي ينقلها الإعلام الرسمي ، في ظل عدم وجود قنوات فضائية وإنعدام الإنترنيت طيلة فترة حكم الرئيس الأسبق (صدّام حُسين) وإقتصار الإعلام المرئي على قناتي العراق العامة وقناة الشباب الفتية كان الجميع ممن هم داخل العراق (وأنا منهم) في معزلٍ عما يطرأ من أحداث تعصف سيما في كردستان العراق ولكن بعد عام 2003 م إنتشرت الفضائيات وسرت كما النار في الهشيم فضلاً عن الأقراص المدمجة التي غزت الأسواق المحلية وخاصة تلك التي تجسد الأحداث والمعارك التي خاضتها الحركات الإسلامية خاصةً في كردستان العراق ، حيث شهد الإقليم قبيل نهاية الألفية الثانية نشأة ( تنظيم أنصار الإسلام) الذي إتخذ من منطقة (أحمد آوه) في السليمانية مقراً له ، جديرٌ بالذكر أن هذا التنظيم مغلقاً على الأكراد ويُعتبر الشيخ نجم الدين فرج أحمد الشهير بــ(الملا كريكار) الأب الروحي لأنصار الإسلام وهو من مواليد مدينة السليمانية 1954م وحاصل على درجة الماجستير في علوم الحديث من باكستان (وقد تم إعتقاله في النرويج ثم أخلي سبيله ...) وغالباً ما يكون قيد الإقامة الجبرية في النرويج .... خاض التنظيم معارك في جبهات عِدة كما هو الحال في معارك ( تبه كوره ، تبه درا وشكه .... ) وأصبح وجوده يهدد مصير الأحزاب الكردية خاصة (حزب الإتحاد) بسبب نشأة هذا التنظيم في السليمانية معقل حزب الإتحاد يُضاف إلى ما تقدم إن التنظيم أقام أول ( نظام حكم إسلامي أو خلافة إسلامية) في شمال العراق في منطقة (بياره وطويلَة و...) ومعسكرات للشباب وللشبيبة من الأطفال لتدريبهم وفق رؤية التنظيم الأيدلوجية الأمر الذي حدا بالأحزاب الكردية الطلب من طيران التحالف الذي تقوده أميركا إبان إحتلال العراق بقصف مقراتهم ومناطق نفوذهم وتواجدهم ، في ظل هذا القصف المُرّكز تفرق أعضاء التنظيم ما بين إيران والعراق حتى استطاع من إعادة ترتيب أوراقه وبرز بقوة في مدينة الموصل بعد الإحتلال بإعتباره أولى الجماعات والحركات الإسلامية المُسلحة العاملة في الموصل قبيل أن يتشظى إلى تنظيمات عِدة منها تنظيم التوحيد والجهاد الذي أصبح لاحقاً (تنظيم القاعدة) وسنأتي على تفصيل ذلك في إستعراضنا للتداعيات التي عصفت بمحافظة نينوى عامةً ومدينة الموصل بشكلٍ خاص .
الجزء الثاني
ثانياً . التركمان والعرب وثلة من الأكراد ضحايا سياسة الأحزاب الكردية :
بُغية ربط الأحداث التي تعصف اليوم لابد من استعراض الماضي القريب ليكون الجميع على أرضيةٍ صُلبة ورؤية واضحة المعالم بلا غبش أو ضبابية للمشهد والأحداث الدراماتيكية ... لذا سنحط الرحال في كركوك (مدينة الذهب الأسود) ونعود بالذاكرة إلى سنة 1959م حيث وقعت ( مجزرة كركوك ) من خلال الشخصيات التي وثقت الأحداث آنذاك ونستعرض هنا شهادة د. ناظم توفيق / مركز الدراسات الدولية / جامعة بغداد :
في تمام الساعة السابعة وخمس وعشرون دقيقة من مساء 14 تموز 1959م في منطقة السوق العصري بشارع أطلس إفتعل أحد أتباع (ملا مصطفى البرزاني) مشاجرة حينما أطلق النار من فوهة مسدسه رصاصة واحدة خطط لها بكل إتقانٍ ودِقة مستهدفة أحد أشراف ووجهاء التركمان في مدينة كركوك أثناء حضور حفل إفتتاح ( الذكرى الأولى لثورة 14 تموز 1959) حيث عاش العرب والتركمان بمدينة كركوك ثلاثة أيامٍ بلياليها بحالةٍ من الرعب والموت والقتل على الهوية قام خلالها أكراد البرزاني يساندهم ثُلة من الشيوعيين بأعمال القتل والسحل والحرق والتهجير والتمثيل بجثث الأبرياء على مرأى ومسمع من العالم والحكومة ، ولم تكن الحادثة طارئة كما يدعي المنفذون لها ولكن الأمر كان مُرتباً سلفاً بعدما تم إستخدام رفع شعارات مؤيدة ( لحركة الشوّاف ) التي حصلت في مدينة الموصل والتي رفع مواطنون عرب وتركمان ضد الجلاوزة المحيطين بعبد الكريم قاسم والإعتراض على تلك الممارسات الإجرامية التي حصلت بحق العشرات من المواطنين الأبرياء بتهم سياسية مختلفة حيث قام أؤلئك الشُذّاذ والمنافقين بتوريط عبد الكريم قاسم بالميل إلى جهة دون أخرى وإلى حزبٍ دون آخر بالرغم من خروج التركمان والعرب بمظاهرات حاشدة لتأييد تلك الثورة ما لبثت أن أخفقت المظاهرات مع حلول ظهر يوم قيامها في 8 آذار 1959 لتستباح مدينة الموصل أياماً عديدة وتقتل نسائها وأطفالها وشيوخها وشبابها .....
نكتفي بإيراد هذا القدر من الأحداث التي عصفت بالتركمان والعرب وبعض الأكراد آملين أن يتم الإطلاع على المقال الموسوم (كركوك الذبيحة) للزميل الكاتب (عبد الرحيم العبسي ) المنشور على موقع كتابات بتأريخ 20 كانون الثاني 2015 م :
https://www.kitabat.com/ar/print/42810.php
ونسلط الضوء هنا على شهادة ( المحامي جرجيس فتح الله ) لما لها من أهميةٍ تأريخية كونه لا يحمل أفكاراً حيادية تجاه التركمان بشكلٍ خاص وبعض العرب وتأتي أهمية هذه الشهادة بإعتبار (المحامي جرجيس) أحد أعضاء الحزب الشيوعي العراقي المشارك فعلياً وبقوة في مع جماعة البرزاني بعمليات القتل والتنكيل التي حصلت للضحايا الأبرياء العُــزّل بقيادة (ملا مصطفى البرزاني ) بمساعدة ومساندة من الحركة الشيوعية المتحالفة معه في حينها ، جاء في شهادة جرجيس فتح الله :
إن مجزرة كركوك كانت عملاً مدبراً ومقصوداً وأن التركمان والعرب من أهالي كركوك الأصلاء كانوا الضحية الأساسية والوحيدة لتلك المجزرة الوحشية بعدما اضطر أهالي كركوك درء خطر الموت عن أنفسهم بإرتدائهم الزي الكردي التقليدي ، وأن جنود اللواء الرابع الذين كانوا أغلبهم من الأكراد الذين تم تسميم عقولهم بأفكار (ملا مصطفى) العنصرية انتهزوا فرصة الأحداث ووجهوا أسلحتهم لصدور العرب والتركمان العُزّل من الرجال والنساء والأطفال وممارسة أعمال القتل والسحل وحرق البيوت بشكل وحشي لم يسبق له مثيل .....
ومن الإنصاف هنا أن نشيركم إلى إحصائية ( تعداد ) عام 1957م وتحديداً في كركوك حيث أثبتت النتائج أن التركمان يشكلون الأغلبية القومية الأولى يليهم الأكراد ثم العرب آنذاك ، لكن الذي حدث بعد إجتياح العراق عام 2003م من قبل أميركا والدول المتحالفة معها ضد العراق ، عمدت الأحزاب الكردية إلى استقدام أكثر من (600,000) ستمائة ألف كردي ( من أكراد إيران وسوريا وتركيا) وإسكانهم في معسكرات الفيلق الأول وغيره من معسكرات الجيش السابق وفي العشوائيات ودور التجاوز بغية إحداث تغيير في التركيبة الديموغرافية لمدينة كركوك ، فضلاً عن إعطاء العرب مبلغ (20,000,000) عشرون مليون لنقل نفوسهم خارج محافظة كركوك في عملية شابها الكثير من الفساد والإبتزاز وأحياناً ما كان المواطن العربي ليحصل على مبلغ 5 إلى 10 ملايين كحد أعلى والبقية تذهب إلى السماسرة والمتنفذون وتأتي هذه العميلة لإعادة العرب الذين سكنوا كركوك إلى محافظاتهم الأصلية التي وفدوا منها إبان حكم الرئيس العراقي الأسبق (صدّام حسين) حينما شرع بمنح العرب الوافدين إلى كركوك مبلغ (10.000) عشرة الآف دينار وقطعة أرض لضمان إستقرار الأوضاع الأمنية في كركوك .....
ثالثاً : الصراع الأيدلوجي بين الحركات الإسلامية الكُردية والأحزاب الكُردية :
قبل أن نسترسل في بيان أوجه الصراع القومي الكُردي العربي آثرنا أن نتوقف قليلاً ونسلط الضوء على الصراع الأيدلوجي بين الحركات الإسلامية الكردية والحزبيين الكرديين الرئيسيين (البارتي واليكتي أو الديمقراطي والإتحاد) لما للأمر من تأثيره على ساحة الصراع القومي في محافظة نينوى وصراع الأديان بعد أحداث 10 حزيران 2014م ، حيث شهد شمال العراق بعد عام 1991م حالة انغلاق وإستقلال يكاد يكون تاماً في ظل فرض الإرادة الدولية حضر الطيران العراقي على خطوط عرض 32 و 36 وإنسحاب قطعات الجيش العراقي السابق من شمال العراق ، لتتبنى الأحزاب الكردية إدارة شؤونها حتى قيام حزب الإتحاد الكردستاني الذي يتزعمه السيد (جلال الطلباني) باجتياح محافظة أربيل بقتالٍ دامي ضد الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه السيد (مسعود البرزاني نجل ملا مصطفى البرزاني) الأمر الذي أضطر( مسعود) إلى طلب مساعدة الرئيس العراقي الأسبق (صدّام حسين) الذي أوعز الأمر إلى قطعات الحرس الجمهوري بإقتحام أربيل بتأريخ 29 آب 1996م وإنتزاع أربيل من أفراد حزب الإتحاد وإعادة زمام الموقف إلى الحزب الديمقراطي بعد إستتباب الأمور وهكذا إنسحب الحرس الجمهوري بعد إنجاز المهمة المناطة به .
وبالعودة إلى الفترة الممتدة منذ تسعينات القرن العشرين حتى 2003 م فقد كان الجميع في عزلة عما يدور في محيطنا الداخلي والإقليمي والدولي من أحداث عدا الأحداث التي ينقلها الإعلام الرسمي ، في ظل عدم وجود قنوات فضائية وإنعدام الإنترنيت طيلة فترة حكم الرئيس الأسبق (صدّام حُسين) وإقتصار الإعلام المرئي على قناتي العراق العامة وقناة الشباب الفتية كان الجميع ممن هم داخل العراق (وأنا منهم) في معزلٍ عما يطرأ من أحداث تعصف سيما في كردستان العراق ولكن بعد عام 2003 م إنتشرت الفضائيات وسرت كما النار في الهشيم فضلاً عن الأقراص المدمجة التي غزت الأسواق المحلية وخاصة تلك التي تجسد الأحداث والمعارك التي خاضتها الحركات الإسلامية خاصةً في كردستان العراق ، حيث شهد الإقليم قبيل نهاية الألفية الثانية نشأة ( تنظيم أنصار الإسلام) الذي إتخذ من منطقة (أحمد آوه) في السليمانية مقراً له ، جديرٌ بالذكر أن هذا التنظيم مغلقاً على الأكراد ويُعتبر الشيخ نجم الدين فرج أحمد الشهير بــ(الملا كريكار) الأب الروحي لأنصار الإسلام وهو من مواليد مدينة السليمانية 1954م وحاصل على درجة الماجستير في علوم الحديث من باكستان (وقد تم إعتقاله في النرويج ثم أخلي سبيله ...) وغالباً ما يكون قيد الإقامة الجبرية في النرويج .... خاض التنظيم معارك في جبهات عِدة كما هو الحال في معارك ( تبه كوره ، تبه درا وشكه .... ) وأصبح وجوده يهدد مصير الأحزاب الكردية خاصة (حزب الإتحاد) بسبب نشأة هذا التنظيم في السليمانية معقل حزب الإتحاد يُضاف إلى ما تقدم إن التنظيم أقام أول ( نظام حكم إسلامي أو خلافة إسلامية) في شمال العراق في منطقة (بياره وطويلَة و...) ومعسكرات للشباب وللشبيبة من الأطفال لتدريبهم وفق رؤية التنظيم الأيدلوجية الأمر الذي حدا بالأحزاب الكردية الطلب من طيران التحالف الذي تقوده أميركا إبان إحتلال العراق بقصف مقراتهم ومناطق نفوذهم وتواجدهم ، في ظل هذا القصف المُرّكز تفرق أعضاء التنظيم ما بين إيران والعراق حتى استطاع من إعادة ترتيب أوراقه وبرز بقوة في مدينة الموصل بعد الإحتلال بإعتباره أولى الجماعات والحركات الإسلامية المُسلحة العاملة في الموصل قبيل أن يتشظى إلى تنظيمات عِدة منها تنظيم التوحيد والجهاد الذي أصبح لاحقاً (تنظيم القاعدة) وسنأتي على تفصيل ذلك في إستعراضنا للتداعيات التي عصفت بمحافظة نينوى عامةً ومدينة الموصل بشكلٍ خاص .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق