احتضن متحف محمود درويش، مؤخراً، حفلا لتوقيع ديوان "وأنت وحدك أغنية" للشاعر فراس حج محمد، الصادر عن دار "ليبرتي بوكس"، ويقع فيما يزيد عن ثلاثمائة صفحة، معبراً عبر عدة طرق عن حالة عشق كانت، ولا تنتهي.
وقدمت الديوان د. لينا الشخشير، حيث تطرقت إلى ما قدمه الشاعر في سابق دواوينه، وحللت مضامين "وأنت وحدك أغنية" بشيء من التفصيل، مقدمة قراءة أدبية شاملة لديوانه.
وشددت الشخشير خلال تقديمها لديوان فراس حج محمد الجديد، إن المرأة هي النواة المركزية لقصائد الديوان .. وقالت: هي امرأة واحدة ينشدها الشاعر من بين النساء، لكن صورتها بدت بتجليات متنوعة، فهي الملهمة، والروحية، والحسية الجسدية، كما تناولت طقوس ولادة القصيدة لدى الشاعر، والمخزون الثقافي في الديوان، والصور والتعابير ومهارة النظم، وجميعها عوامل جعلت منه، وفق رأيها، عملاً مميزاً.
وأضافت الشخشير: وعلى صعيدٍ آخر يلجأ الشاعر إلى الكتابة لإشباع شهواته وغرائزه الجسدية، إذ نراه في أكثر من قصيدة يصوّر مفاتن المحبوبة، ويركز عدسته على مواضع الإثارة في جسدها، ويكثر من ذكر الماء والمطر والاغتسال في إشارة منه إلى العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة ... هكذا تتكامل صورة الأنثى الملهمة بشقيها الروحي والحسي الجسدي في حياة الشاعر، ويتكامل هو نفسه معها، ولكن؛ هل كانت هذه الأنثى من صنع الخيال أم حقيقة واقعة؟ على الأرجح أنها امرأة من الواقع لكن يظهر أن السبل الموصلة إليها جميعها موصدة لظروف معينة يدركها الشاعر، مما جعل منها امرأةَ محالٍ أشبه ما يكون وصلها بالخيال.
وتابعت: حضور صوت المحبوبة في بعض قصائد الديوان قد يثبت حقيقة وجودها، ففي بعض القصائد وتحت العنوان مباشرة كان الشاعر يستعير عبارات المحبوبة نفسها، تبدو علاقة الشاعر بالليل متينة، فالشاعر كان يختلي فيه بنفسه ليمارس طقوس عشقه المجنون، فيقضي ليله متجولا بخياله في مملكة العشق بما فيها من متناقضات، تورثه النعيم تارة، وتارة أخرى تذيقه ألوان العذاب.
وشددت الشخشير: يكشف الديوان عن سعة المخزون الثقافي لدى الشاعر، وقد تجلّى ذلك في التناص الواعي وغير الواعي. ففي قصيدتيْ "هي لا تحبك في مجازك" و"غير أمي" يتناص الشاعر عن قصد مع الشاعر محمود درويش للتعبير عن تشابه الحالتين ... ويبرز التناص غير الواعي في عدة مواضع نتيجة سعة ثقافة الشاعر، فنراه في عدة مواضع يقتبس لغة القرآن الكريم، وفي مواضع أخرى يظهر تأثر الشاعر بشعراء آخرين، منهم: الأخطل وعبد اللطيف عقل وأبي سلمى، وفي بعض الأبيات التي نظمها على الشعر العمودي يستحضر بعض الشعراء الذين تشابه حالهم مع حاله ... ناهيك عما ورد في الديوان من اطلاع الشاعر على كتب الفلسفة والروايات، حيث استعار نصا من رواية أحلام مستغانمي "الأسود يليق بك"، وتعرّض لمبدأ الحلول والاتّحاد عند الصوفية، والعناصر الأربعة التي يتألف منها الكون.
ولفتت الشخشير إلى "حضور الأغنية بشكل كبير في الديوان، ففي عدة مواضع أورد الشاعر ذكر أم كلثوم وفيروز وكاظم الساهر ومحمد عبده، فهؤلاء جميعا غنّوا الحب في قصائدهم، وأكبر مثال على ذلك كاظم الساهر الذي اختصّ بقصائد نزار قباني، وكأني بالشاعر يلجأ إلى هذه الأغاني ليعبر عن الحالة النفسية المضطربة التي يمر بها العشّاق، فهو يختزل المشاعر من خلال نقل المستمع إلى كلام الأغنية، ومن ثمّ يستكمل العاشقان بوحهما على طريقتهما الخاصة.
وخلصت الشخشير إلى أن نصوص "وأنت وحدك أعنية" للشاعر فراس حج محمد "تنوّعت ما بين النص الخفيف، الأنشودة، والنص العمودي طويل النفس والنص النثري والشعر الحرّ، والنص الذي ينحو منحى الفلسفة، كلٌ حسب ما ينسجم مع التجليات المتنوعة التي استلزمتها صورة المرأة في الديوان، إذ استخدم الشاعر الأنشودة أثناء وصفه المحبوبة بطفلة يداريها ويدللها، ونحا منحى الفلسفة في حديثه عن المرأة الملهمة والعشق الصوفي في عدة قصائد، ووصف مكابدة العشق ومعاناته في قصائد الشعر العمودي، في حين لجأ إلى الشعر الحرّ أثناء ميله إلى الرمزية، لأن هذ النص أقدر على استيعاب اللغة المكثّفة.
وقدّم الشاعر فراس حج محمد قراءات متنوّعة مختارة من قصائد ديوانه "وأنت وحدك أغنية"، متحدثاً عن ظروف كتابة قصائد الديوان، وإطلاق العنوان الذي جاء مصادفة، وسط تفاعل واضح بينه وبين الحضور، وحضور ذي نكهة خاصة، لم تخل من روح الفكاهة التي يتمتع بها الشاعر، موجهاً الشكر للشخشير، وللشاعر محمد حلمي الريشة، مدير عام بيت الشعر الفلسطيني، وكان بين الحضور، على دوره الكبير في ظهور الديوان إلى العلن، وفي أكثر من اتجاه.
وقدمت الديوان د. لينا الشخشير، حيث تطرقت إلى ما قدمه الشاعر في سابق دواوينه، وحللت مضامين "وأنت وحدك أغنية" بشيء من التفصيل، مقدمة قراءة أدبية شاملة لديوانه.
وشددت الشخشير خلال تقديمها لديوان فراس حج محمد الجديد، إن المرأة هي النواة المركزية لقصائد الديوان .. وقالت: هي امرأة واحدة ينشدها الشاعر من بين النساء، لكن صورتها بدت بتجليات متنوعة، فهي الملهمة، والروحية، والحسية الجسدية، كما تناولت طقوس ولادة القصيدة لدى الشاعر، والمخزون الثقافي في الديوان، والصور والتعابير ومهارة النظم، وجميعها عوامل جعلت منه، وفق رأيها، عملاً مميزاً.
وأضافت الشخشير: وعلى صعيدٍ آخر يلجأ الشاعر إلى الكتابة لإشباع شهواته وغرائزه الجسدية، إذ نراه في أكثر من قصيدة يصوّر مفاتن المحبوبة، ويركز عدسته على مواضع الإثارة في جسدها، ويكثر من ذكر الماء والمطر والاغتسال في إشارة منه إلى العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة ... هكذا تتكامل صورة الأنثى الملهمة بشقيها الروحي والحسي الجسدي في حياة الشاعر، ويتكامل هو نفسه معها، ولكن؛ هل كانت هذه الأنثى من صنع الخيال أم حقيقة واقعة؟ على الأرجح أنها امرأة من الواقع لكن يظهر أن السبل الموصلة إليها جميعها موصدة لظروف معينة يدركها الشاعر، مما جعل منها امرأةَ محالٍ أشبه ما يكون وصلها بالخيال.
وتابعت: حضور صوت المحبوبة في بعض قصائد الديوان قد يثبت حقيقة وجودها، ففي بعض القصائد وتحت العنوان مباشرة كان الشاعر يستعير عبارات المحبوبة نفسها، تبدو علاقة الشاعر بالليل متينة، فالشاعر كان يختلي فيه بنفسه ليمارس طقوس عشقه المجنون، فيقضي ليله متجولا بخياله في مملكة العشق بما فيها من متناقضات، تورثه النعيم تارة، وتارة أخرى تذيقه ألوان العذاب.
وشددت الشخشير: يكشف الديوان عن سعة المخزون الثقافي لدى الشاعر، وقد تجلّى ذلك في التناص الواعي وغير الواعي. ففي قصيدتيْ "هي لا تحبك في مجازك" و"غير أمي" يتناص الشاعر عن قصد مع الشاعر محمود درويش للتعبير عن تشابه الحالتين ... ويبرز التناص غير الواعي في عدة مواضع نتيجة سعة ثقافة الشاعر، فنراه في عدة مواضع يقتبس لغة القرآن الكريم، وفي مواضع أخرى يظهر تأثر الشاعر بشعراء آخرين، منهم: الأخطل وعبد اللطيف عقل وأبي سلمى، وفي بعض الأبيات التي نظمها على الشعر العمودي يستحضر بعض الشعراء الذين تشابه حالهم مع حاله ... ناهيك عما ورد في الديوان من اطلاع الشاعر على كتب الفلسفة والروايات، حيث استعار نصا من رواية أحلام مستغانمي "الأسود يليق بك"، وتعرّض لمبدأ الحلول والاتّحاد عند الصوفية، والعناصر الأربعة التي يتألف منها الكون.
ولفتت الشخشير إلى "حضور الأغنية بشكل كبير في الديوان، ففي عدة مواضع أورد الشاعر ذكر أم كلثوم وفيروز وكاظم الساهر ومحمد عبده، فهؤلاء جميعا غنّوا الحب في قصائدهم، وأكبر مثال على ذلك كاظم الساهر الذي اختصّ بقصائد نزار قباني، وكأني بالشاعر يلجأ إلى هذه الأغاني ليعبر عن الحالة النفسية المضطربة التي يمر بها العشّاق، فهو يختزل المشاعر من خلال نقل المستمع إلى كلام الأغنية، ومن ثمّ يستكمل العاشقان بوحهما على طريقتهما الخاصة.
وخلصت الشخشير إلى أن نصوص "وأنت وحدك أعنية" للشاعر فراس حج محمد "تنوّعت ما بين النص الخفيف، الأنشودة، والنص العمودي طويل النفس والنص النثري والشعر الحرّ، والنص الذي ينحو منحى الفلسفة، كلٌ حسب ما ينسجم مع التجليات المتنوعة التي استلزمتها صورة المرأة في الديوان، إذ استخدم الشاعر الأنشودة أثناء وصفه المحبوبة بطفلة يداريها ويدللها، ونحا منحى الفلسفة في حديثه عن المرأة الملهمة والعشق الصوفي في عدة قصائد، ووصف مكابدة العشق ومعاناته في قصائد الشعر العمودي، في حين لجأ إلى الشعر الحرّ أثناء ميله إلى الرمزية، لأن هذ النص أقدر على استيعاب اللغة المكثّفة.
وقدّم الشاعر فراس حج محمد قراءات متنوّعة مختارة من قصائد ديوانه "وأنت وحدك أغنية"، متحدثاً عن ظروف كتابة قصائد الديوان، وإطلاق العنوان الذي جاء مصادفة، وسط تفاعل واضح بينه وبين الحضور، وحضور ذي نكهة خاصة، لم تخل من روح الفكاهة التي يتمتع بها الشاعر، موجهاً الشكر للشخشير، وللشاعر محمد حلمي الريشة، مدير عام بيت الشعر الفلسطيني، وكان بين الحضور، على دوره الكبير في ظهور الديوان إلى العلن، وفي أكثر من اتجاه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق