في بدايات القرن العشرين , على اثر انتهاء الحرب العالمية الاولى خرج شعبنا من تحت نير الاحتلال التركي الخزري , وما لحق ليفرح شعبنا من انتهاء الويلات التي جلبتها علينا تركيا واذ يفاجأ بالدخول تحت تأثير الاحتلال الفرنسي والبريطاني الذين كانوا السبب بتجزأتنا . ثم دخلت على الخط الولايات المتحدة الامريكية لتشارك بالمخطط التقسيمي لسايكس – بيكو وما جاء بالمعاهدة وتبنت وعد بلفور , لقد اصبح مصير امتنا السورية بجميع الكيانات رهن لمصالح الدول المنتدبة باسم الديمقراطية . التقسيم هو نزع لبنان عن الخاصرة السورية , ثم تسليم فلسطين للصهاينة لانشاء وطن قومي يهودي وطرد سكانها الاصليين , ثم تسليم كيليكيا والاسكندرون مع كثير من القرى والمساحات في الشمال السوري الى تركيا , ونزع الاردن عن فلسطين عام 1932 انتهت بريطانيا من تأسيس مملكة بني سعود في نجد والحجازبعد ان انتهت من تأسيس الحركة النورانية ( الوهابية ) والبستها العباءة الاسلامية وغيرت الاسم التاريخي من نجد والحجاز الى اسم هذه العائلة وحفظتهم دروسهم والمطلوب منهم .
يقول الفيلسوف ومؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي انطون سعاده عن الحركة الوهابية وبني سعود في مقالة له عام 1937 نشرتها جريدة النهضة : لقد ازدادت الدعاية لعبد العزيز بن سعود في الامة حتى ان كثيرا من السوريين أخذوا بنظرون اليه كأنه المنقذ المنتظر . وان هذه الدعايات الاذاعية لابن سعود تعتبر تمهيدا جديدا لفتح عربي سعودي لسورية : لابن سعود هدف او فكرة التوسع تدعمه الحاجة المادية وموارد العيش , وابن سعود يرى ان مملكته تحتاج الى موارد ثابتة وجديدة لان ليس بالنفظ فقط تدوم المملكة بل بالموارد البشرية و الاراضي الخصبة من اراضينا لتستطيع الثبات في الازمات السياسية والاقتصادية والا سوف تنهار . ويتابع سعاده بقوله لقد وجدت القبائل العربية في عهد النبي محمد (عليه الصلاة والسلام ) أغراضها المادية تكون في اتحاد القبائل العربية اسلاميا وهذا ما اشتغل عليه ورثة ابن سعود و سوقوا الدعايات باسم الوهابية المعادية للسنة والشيعة وللتمدن المسيحي الاسلامي عامة . ويقول سعاده ان فكرة فتح عربي لا يمكن ان تتولد من نظرة فاهمة في الحاجة الاقتصادية والاستعمار لان العقل العربي لا يزال على حال الفطرة بعيدة عن فهم العوامل النظامية المركبة . وهذا الامر قاله ابن خلدون في دراسته احوال العرب وشؤونهم في مقدمته المشهورة . العرب لا يقوم لهم ملك او سلطة الا من خلال دعوة دينية او نبوة وغيرها . أرادت السعودية غزو الامة من جهة العقبة شرق الاردن ولكنها فشلت بسبب وعي حرس حدود الاردن وايضا ردهم جيش الاستعمار البريطاني , كان عبد العزيز بن سعود قد طالب بريطانيا تسليمه العقبة قبل ان تصبح الاردن امارة او مملكة مقابل التنازل عن فلسطين وحين وقع على التنازل تراجعت بريطانيا عن وعدها لابن سعود . بدأ بني سعود بتنفيذ المخطط المشترك مع اعداء الامة بحرب العراق والمخطط الذي فشل عام 2006 اثناء حرب تموزعلى لبنان ووقفوا مع العدو الاسرائيلي , واغتيالهم لرفيق الحريري وموجة الاغتيالات والتفجيرات في لبنان والحرب الكونية على سوريا كلها , ومساعدة العدو الاسرائيلي على ابادة شعبنا في فلسطين . ان لبني سعود تاريخ طويل وكبير مليئ بالخيانات والمؤامرات على امتنا والعالم العربي باسم الدين من خلال حركتهم الوهابية الهدامة للدين الاسلامي . بزمن محمد بن عبد الوهاب المؤسس للحركة الوهابية كان هو وعبد الرحمن والد الملك عبد العزيز بن سعود يغزو العراق وغزا والدهم عبد العزيز الكويت بعد ان ساعدوه عندما لجأ اليهم مع والده عبد الرحمن فكانوا في غزواتهم يذبحون الاطفال والكبار ويشقون بطون الحوامل وكانوا ايضا يغزون اليمن ويفعلون ما حرمه الله وانبيائه . وشاركوا في الفتن بين اليمنيين والمصريين عام 1962 وكانت النتيجة خسارة مصرمن جيشها ستون الف جندي . هم ايضا شاركوا باغتيال مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي انطون سعاده عام 1949 . وكان لهم اليد الطايلة باشتعال الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975. خرج مواطن سعودي رجل دين معمم ليطالب بحقوق الانسان للمواطن السعودي دون ان يميزمذهبيا بين السعوديين هو الشيخ نمر باقر النمر وبالفعل نمر كلمة حق قالها في وجه الملك جائر, قال لهم ان المملكة من اغنى دول العالم وشعبها يعاني من الفقر, والخيرات التي وهبها الله من باطن الارض للمسلمين قد توزع الثروات على عائلة بني سعود فقط وهم ينفقونها على ملذاتهم وشهواتهم . مثل بسيط وحقيقة عشاء يومي للملك مع بضع امراء يتناولونه كل ليلة تأتيهم به طائرة خاصة من جميع بلدان العالم تكلفة العشاء في الليلة تقارب المئة مليون دولار والثروة النفطية توزع في الاولوية على 3000 امير بعد الملك والحاشية والباقي على 22000 الف امير في العائلة , وكل قصر من قصورهم يوجد بداخله نساء لتلبية شهواتهم من جميع نساء العالم والشعب السعودي محروم من ابسط الحقوق والفقراء المسلمين والعرب الاكثر فقرا في العالم . لقد اعتقلوه وعذبوه بأبشع انواع التعذيب ثم حكموا عليه بالاعدام رميا بالرصاص وقطع رأسه بالسيف . هذا هو اسلام محمد بن عبد الوهاب وعبد الرحمن بن سعود الذين تتلمذوا على يد بريطانيا . اغتيل النمر واتهموه بالتحريض الارهابي على المملكة وهم اساتذة الارهاب وعدموا معه مجموعة من السنة حتى لا نقول انهم عدموا الشيخ لانه شيعي وبالتأكيد معظم الذين اغتيلوا معه في نفس الليلة هم ضد النظام وفساده . من يقف في وجه الظلم لا يمكن ان يكون طائفي ولا سني ولا شيعي حتى ولا مسيحي ايضا لان من يطالب برفع الظلم ويضحي بنفسه لا يمكن ان يكون طائفي او عنصري , انطون سعاده كان مسيحي ضحى بحياته شهيدا في سبيل الامة والامة بحر من المسلمين و كذلك الامام الحسين ع لم يقف ويقول لهم انا شيعي بل قال جئت لارد ظلم يزيد بن معاوية عن الناس واستشهد مع الامام الحسين جون ووهب وهما مسيحيان , وكذلك الثائر غيفارا . انا اقول ان بني سعود قد نصروا الشيخ النمر ودخل التاريخ شهيدا بطلا ولكنهم هم أعدوا ونصبوا لانفسهم أعمدة المشانق وعقدوا حبالها ليعلقون انفسهم بأنفسهم و حينها نقول انتصر النمر على الثعالب
يبدو ان كاتب المقال لم ينقل بأمانة ما قاله أنطون سعادة في ال سعود والوهابيين
ردحذفالاستاذ مرعي ينسب الى سعادة ما لم يقوله. على سبيل المثال:
"ابن سعود يرى ان مملكته تحتاج الى موارد ثابتة وجديدة لان ليس بالنفظ فقط تدوم المملكة بل بالموارد البشرية و الاراضي الخصبة من اراضينا لتستطيع الثبات في الازمات السياسية والاقتصادية والا سوف تنهار"
لكن الصحيح هو أن سعادة يقول:
"ابن سعود يرى أن مملكته تحتاج إلى موارد تثبتها ويليق بها الملك. فإذا لم تحصل على موارد جديدة لم تستطع الثبات في الأزمات السياسية والاقتصادية وآذنت بالتفكك والانهيار"
وأيضاً يكرر الكاتب نفس الخطأ مرة أخرى:
"لقد وجدت القبائل العربية في عهد النبي محمد (عليه الصلاة والسلام ) أغراضها المادية تكون في اتحاد القبائل العربية اسلاميا وهذا ما اشتغل عليه ورثة ابن سعود و سوقوا الدعايات باسم الوهابية المعادية للسنة والشيعة وللتمدن المسيحي الاسلامي عامة.
في حين أن سعادة يقول "وكما وجدت القبائل العربية لعهد النبي أغراضها المادية في الاتحاد في الإسلام كذلك تجد القبائل العربية اليوم أغراضها المادية في العصبية الدينية الوهّابية فترمي إلى فتح جديد والاستيلاء على الأمصار المجاورة باسم الرسالة الوهّابية المعادية للسنّة والشيعة والتمدّن المسيحي الإسلاميّ العام"