هل عزمت القوى الكبرى المتورطة بالحرب في سوريا على ضرورة حسم الأزمة؟ هل سنشهد تحريك للمياه الراكدة في المستنقع السوري؟!
أعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة المصادف 29 كانون الثاني عام 2016 عن بدء مفاوضات الأزمة السورية ، وأضافت المنظمة في بيان لها أن السيد ستيفان دي مستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالأزمة سيبدأ بلقاء وفد الحكومة السورية ثم يواصل إجتماعاته مع قوى المجتمع المدني والمعارضة السورية ، مشيراً إلى ان المحادثات ستكون غير مباشرة .
قال رئيس الوزراء السوري المنشق ورئيس اللجنة العليا للمفاوضات رياض حجاب أن روسيا وبشار الأسد "لا يريدان حلا سياسيا للازمة " . رغم ان الأخير لا يشكل سوى الحلقة الأظعف في صناعة القرار ضمن دائرة واسعة النطاق من القوى الدولية والاقليمية تعتبر مراكز قوى رئيسية في إدارة الحرب والمشهد السوري ، من بينها موسكو التي لا تزال صاحبة قرار في الحرب ، وان موقف الاسد ليس إلا ترجمة حرفية للموقف الروسي .موسكو خاضت بثقلها الدبلوماسي والعسكري الحرب السورية بإعتبارها البوابة الوحيدة للعودة من جديد إلى المكانة العالمية التي فقدتها عقب إنهيار الإتحاد السوفيتي!.
مثلما الإرهاب يجب أن يدرس من زوايا سياسية ، الحرب السورية يفترض أن توضع في رؤية سياسية واسعة ايضا ، فالاتفاق الامريكي – الايراني بخصوص الملف النووي الذي أفضى عن رفع العقوبات الإقتصادية عن طهران يكون قد مر قبل بلوغه مرحلة الإعلان بمحطات ومراحل ومفاوضات سرية وعلنية ، حتى خلال التصريحات النارية الرسمية المتبادلة بين واشنطن وطهران جانب كبير منها كانت رسائل مشفره سواء من الاميركيين لحلفاءهم والعرب منهم، الذين تتسرب اليهم بعض تفاصيل المباحثات الامريكية الايرانية ، كذلك للضغط أحدهما على الآخر مع إستمرار المفاوضات التي ربما كانت تستخدم فيها الدبلوماسية السرية و القنوات المباشرة والغير مباشرة والقنوات الخلفية لنقل الرسائل بين الجانبين!. لا ننسى أن جانب مهم من السياسة الخارجية الامريكية لايزال متأثر بأفكار وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر عراب العلاقة الأمريكية – الصينية! الذي مزج بين العنف والتهديد من جهة ، وبين الدبلوماسية من جهة اخرى!.
أمريكا رفعت العقوبات الإقتصادية عن طهران وهرول رئيسها حاملاً حقيبته الإقتصادية لأوربا التي أخذته بالأحضان لإسعاف الإقتصاد الإيراني المنهك! ، فماذا ستقدم طهران لأمريكا بالمقابل؟! ، هل القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي كافية لطمأنة الحكام العرب من إيران الخمينية ما بعد رفع العقوبات؟ هل سينسى حكام طهران مشروع تصدير الثورة للدول العربية في خضم بحبوحة إقتصادية قدمتها لهم واشنطن؟؟! أم أنهم ماضون في عدوانيتهم المعهودة ودعم الفوضى بالمنطقة العربية؟!. زار نائب الرئيس الامريكي جو بايدن قبل أيام تركيا التقى خلالها مع أردوغان وأوغلو، رغم المعلن عن اللقاء أنه شابه جواً من التوتر بسبب شعور تركي متزايد بتقارب أمريكي – روسي بشأن سوريا بالتالي تراجع فرص فرض الحل في سوريا على الطريقة التركية!، وكذلك نظرة واشنطن غير المشجعة لحد كبير من وجهة نظر أنقرة حيال ملف حزب العمال الكردستاني ، لكن المؤكد أن بايدن حمل رسالة أمريكية لأنقرة بخصوص سوريا ، غالباً أنها تحث الأتراك على إبداء مرونة حقيقية في حل الملف السوري على الطريقة الأمريكية الدولية! ، خاصة أن المحطة التركية في هذا النزاع لايمكن تجاهلها في حال أريد التوصل لحل حقيقي للأزمة السورية ، دعم الحكومة التركية لجماعات مسلحة سورية وإيواء النازحين والمعارضين السياسيين وتبني القضية دبلوماسيا على الصعيد الدولي يجعل منها رقما صعبا في المعادلة السورية المعقدة!. من المحتمل ان واشنطن ستتغاضى عن أي إجراء قد تتخذه أنقره ضد حزب العمال الكردستاني مقابل تعاونها بالضغط على جماعات المعارضة السورية المرتبطين بها للمشاركة في مؤتمر جنيف وتقديم تنازلات للتوصل لصيغة حل للأزمة على الطريقة الدولية!.
أما روسيا التي تعيش حلم العودة لأمجاد الماضي في عهد بوتين! قد تحظى بشيئ من القيمة والمكانة الدولية الساعية خلفها إذا ساهمت في إنجاح مؤتمر جنيف!! ، رغم ان الأخبار الواردة عن الأزمة الأوكرانية شبه منعدمة في الاعلام العربي! ، لكن أي تحرك روسي سلبي في أوكرانيا قد يفجر أزمة جديدة بين موسكو وواشنطن وربما يخرب التقارب الحذر بينهما في الملف السوري!.
أما إيران التي لا ندري هل خلعت الحجاب! أم أمريكا أسلمت! أم لغة المصالح بينهما إرتفعت!! ، فهي تعيش نشوة الإنفتاح الإقتصادي الأوربي عليها ، بحبوحة إقتصادية ومعنوية تنتشلها من عبئ الإستنزاف المالي الذي عانت منه داخلياً جراء حروبها في العراق وسوريا واليمن ، على أي حال ستتضح طبيعة العلاقة الرسمية! بين طهران وواشنطن أقلها من خلال خطب الجمعة في طهران بعد عدة أشهر من الآن ، إذا إعتبرنا ان المنبر الخميني! سينشغل بالاشادة بالدبلوماسية الإيرانية خلال الاسابيع الاولى من رفع العقوبات! لكن تبقى شعارات " كلا كلا أمريكا ، كلا كلا إسرائيل "!!!" الموت لامريكا وإسرائيل"!! المتجذرة في أدبيات الثورة الخمينية! في مأزق! كيف ستجد طريقها نحو التغيير! ، رغم أنها لا تعني الكثير لمن قيل لهم الموت و كلا!! لكن من حسن حظ النظام الايراني أن الأمريكيين يحضون بروح دعابة وطول بال!! فيتقبلون الهتاف ضدهم طالما ليست سوى شعارات للإستهلاك المحلي!!!.
لربما ستتضح بنود الصفقة الامريكية – الايرانية من خلال مباحثات السلام في جنيف، إذا أبدى الايرانيون مرونة من خلال الحكومة السورية المحسوبة على طهران ، وكذلك القوى الميليشياوية المسلحة على الأرض لتمرير خارطة الطريق المطروحة دولياً .
كما لو تبين ان للصفقة الامريكية الايرانية بنود إقليمية متعددة ، سيتضع ذلك حتما على العراق ايضاً ، فقد نشر موقعا إيرانيا مقربا من الحرس الثوري الايراني معلومات قال أنها مسربه مفادها ان واشنطن إشترطت على بغداد الموافقة على تطبيق الفدرالية اللامركزية في البلاد بتقسيمها لثلاث أقاليم كما في الدستور العراقي ليتم إنهاء ملف داعش بالقضاء عليه كليةً ، وأن تنهي إيران نفوذها الكامل من العراق وتلتزم بوجودها الدبلوماسي فقط!!.
أما على صعيد الموقف السعودي فقد أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات السورية المدعومة من الرياض المشاركة بالمباحثات المنعقدة في جنيف ، وكانت وزارة الخارجية السعودية قد رحبت بموقف الهيئة السورية المعارضة بالمشاركة في محادثات السلام!. فالرياض ستهدأ مخاوفها من إيران إذا توافقت الاطراف السورية وسار الجميع على خارطة الطريق الموضوعة دوليا ، كذلك ستهدأ مخاوفها كثيراً إذا تحققت الرغبة الامريكية في العراق والتي تحجم النفوذ الايراني! ، كما أن خيار الحل المناسب للرياض بخصوص اليمن سيكون قاب قوسين أو أدنى إذا تحققت تلك الرؤية في العراق وسوريا! . يبقى السؤال القائم هو : هل تضمنت الصفقة الامريكية الايرانية بنود بهذا المستوى ؟ هل ستتخذ طهران سياسة أقل عدائية تجاه العرب ؟ هل مارست الإدارة الامريكية سياسة " الإحتواء المناسب " مع إيران وربما روسيا ايضا؟!.
أعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة المصادف 29 كانون الثاني عام 2016 عن بدء مفاوضات الأزمة السورية ، وأضافت المنظمة في بيان لها أن السيد ستيفان دي مستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالأزمة سيبدأ بلقاء وفد الحكومة السورية ثم يواصل إجتماعاته مع قوى المجتمع المدني والمعارضة السورية ، مشيراً إلى ان المحادثات ستكون غير مباشرة .
قال رئيس الوزراء السوري المنشق ورئيس اللجنة العليا للمفاوضات رياض حجاب أن روسيا وبشار الأسد "لا يريدان حلا سياسيا للازمة " . رغم ان الأخير لا يشكل سوى الحلقة الأظعف في صناعة القرار ضمن دائرة واسعة النطاق من القوى الدولية والاقليمية تعتبر مراكز قوى رئيسية في إدارة الحرب والمشهد السوري ، من بينها موسكو التي لا تزال صاحبة قرار في الحرب ، وان موقف الاسد ليس إلا ترجمة حرفية للموقف الروسي .موسكو خاضت بثقلها الدبلوماسي والعسكري الحرب السورية بإعتبارها البوابة الوحيدة للعودة من جديد إلى المكانة العالمية التي فقدتها عقب إنهيار الإتحاد السوفيتي!.
مثلما الإرهاب يجب أن يدرس من زوايا سياسية ، الحرب السورية يفترض أن توضع في رؤية سياسية واسعة ايضا ، فالاتفاق الامريكي – الايراني بخصوص الملف النووي الذي أفضى عن رفع العقوبات الإقتصادية عن طهران يكون قد مر قبل بلوغه مرحلة الإعلان بمحطات ومراحل ومفاوضات سرية وعلنية ، حتى خلال التصريحات النارية الرسمية المتبادلة بين واشنطن وطهران جانب كبير منها كانت رسائل مشفره سواء من الاميركيين لحلفاءهم والعرب منهم، الذين تتسرب اليهم بعض تفاصيل المباحثات الامريكية الايرانية ، كذلك للضغط أحدهما على الآخر مع إستمرار المفاوضات التي ربما كانت تستخدم فيها الدبلوماسية السرية و القنوات المباشرة والغير مباشرة والقنوات الخلفية لنقل الرسائل بين الجانبين!. لا ننسى أن جانب مهم من السياسة الخارجية الامريكية لايزال متأثر بأفكار وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر عراب العلاقة الأمريكية – الصينية! الذي مزج بين العنف والتهديد من جهة ، وبين الدبلوماسية من جهة اخرى!.
أمريكا رفعت العقوبات الإقتصادية عن طهران وهرول رئيسها حاملاً حقيبته الإقتصادية لأوربا التي أخذته بالأحضان لإسعاف الإقتصاد الإيراني المنهك! ، فماذا ستقدم طهران لأمريكا بالمقابل؟! ، هل القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي كافية لطمأنة الحكام العرب من إيران الخمينية ما بعد رفع العقوبات؟ هل سينسى حكام طهران مشروع تصدير الثورة للدول العربية في خضم بحبوحة إقتصادية قدمتها لهم واشنطن؟؟! أم أنهم ماضون في عدوانيتهم المعهودة ودعم الفوضى بالمنطقة العربية؟!. زار نائب الرئيس الامريكي جو بايدن قبل أيام تركيا التقى خلالها مع أردوغان وأوغلو، رغم المعلن عن اللقاء أنه شابه جواً من التوتر بسبب شعور تركي متزايد بتقارب أمريكي – روسي بشأن سوريا بالتالي تراجع فرص فرض الحل في سوريا على الطريقة التركية!، وكذلك نظرة واشنطن غير المشجعة لحد كبير من وجهة نظر أنقرة حيال ملف حزب العمال الكردستاني ، لكن المؤكد أن بايدن حمل رسالة أمريكية لأنقرة بخصوص سوريا ، غالباً أنها تحث الأتراك على إبداء مرونة حقيقية في حل الملف السوري على الطريقة الأمريكية الدولية! ، خاصة أن المحطة التركية في هذا النزاع لايمكن تجاهلها في حال أريد التوصل لحل حقيقي للأزمة السورية ، دعم الحكومة التركية لجماعات مسلحة سورية وإيواء النازحين والمعارضين السياسيين وتبني القضية دبلوماسيا على الصعيد الدولي يجعل منها رقما صعبا في المعادلة السورية المعقدة!. من المحتمل ان واشنطن ستتغاضى عن أي إجراء قد تتخذه أنقره ضد حزب العمال الكردستاني مقابل تعاونها بالضغط على جماعات المعارضة السورية المرتبطين بها للمشاركة في مؤتمر جنيف وتقديم تنازلات للتوصل لصيغة حل للأزمة على الطريقة الدولية!.
أما روسيا التي تعيش حلم العودة لأمجاد الماضي في عهد بوتين! قد تحظى بشيئ من القيمة والمكانة الدولية الساعية خلفها إذا ساهمت في إنجاح مؤتمر جنيف!! ، رغم ان الأخبار الواردة عن الأزمة الأوكرانية شبه منعدمة في الاعلام العربي! ، لكن أي تحرك روسي سلبي في أوكرانيا قد يفجر أزمة جديدة بين موسكو وواشنطن وربما يخرب التقارب الحذر بينهما في الملف السوري!.
أما إيران التي لا ندري هل خلعت الحجاب! أم أمريكا أسلمت! أم لغة المصالح بينهما إرتفعت!! ، فهي تعيش نشوة الإنفتاح الإقتصادي الأوربي عليها ، بحبوحة إقتصادية ومعنوية تنتشلها من عبئ الإستنزاف المالي الذي عانت منه داخلياً جراء حروبها في العراق وسوريا واليمن ، على أي حال ستتضح طبيعة العلاقة الرسمية! بين طهران وواشنطن أقلها من خلال خطب الجمعة في طهران بعد عدة أشهر من الآن ، إذا إعتبرنا ان المنبر الخميني! سينشغل بالاشادة بالدبلوماسية الإيرانية خلال الاسابيع الاولى من رفع العقوبات! لكن تبقى شعارات " كلا كلا أمريكا ، كلا كلا إسرائيل "!!!" الموت لامريكا وإسرائيل"!! المتجذرة في أدبيات الثورة الخمينية! في مأزق! كيف ستجد طريقها نحو التغيير! ، رغم أنها لا تعني الكثير لمن قيل لهم الموت و كلا!! لكن من حسن حظ النظام الايراني أن الأمريكيين يحضون بروح دعابة وطول بال!! فيتقبلون الهتاف ضدهم طالما ليست سوى شعارات للإستهلاك المحلي!!!.
لربما ستتضح بنود الصفقة الامريكية – الايرانية من خلال مباحثات السلام في جنيف، إذا أبدى الايرانيون مرونة من خلال الحكومة السورية المحسوبة على طهران ، وكذلك القوى الميليشياوية المسلحة على الأرض لتمرير خارطة الطريق المطروحة دولياً .
كما لو تبين ان للصفقة الامريكية الايرانية بنود إقليمية متعددة ، سيتضع ذلك حتما على العراق ايضاً ، فقد نشر موقعا إيرانيا مقربا من الحرس الثوري الايراني معلومات قال أنها مسربه مفادها ان واشنطن إشترطت على بغداد الموافقة على تطبيق الفدرالية اللامركزية في البلاد بتقسيمها لثلاث أقاليم كما في الدستور العراقي ليتم إنهاء ملف داعش بالقضاء عليه كليةً ، وأن تنهي إيران نفوذها الكامل من العراق وتلتزم بوجودها الدبلوماسي فقط!!.
أما على صعيد الموقف السعودي فقد أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات السورية المدعومة من الرياض المشاركة بالمباحثات المنعقدة في جنيف ، وكانت وزارة الخارجية السعودية قد رحبت بموقف الهيئة السورية المعارضة بالمشاركة في محادثات السلام!. فالرياض ستهدأ مخاوفها من إيران إذا توافقت الاطراف السورية وسار الجميع على خارطة الطريق الموضوعة دوليا ، كذلك ستهدأ مخاوفها كثيراً إذا تحققت الرغبة الامريكية في العراق والتي تحجم النفوذ الايراني! ، كما أن خيار الحل المناسب للرياض بخصوص اليمن سيكون قاب قوسين أو أدنى إذا تحققت تلك الرؤية في العراق وسوريا! . يبقى السؤال القائم هو : هل تضمنت الصفقة الامريكية الايرانية بنود بهذا المستوى ؟ هل ستتخذ طهران سياسة أقل عدائية تجاه العرب ؟ هل مارست الإدارة الامريكية سياسة " الإحتواء المناسب " مع إيران وربما روسيا ايضا؟!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق