الجمعة، 5 فبراير 2016

عن الثبات الإنفعالى/ ايمان حجازى

بات من الواضح جدا أننا كأفراد شعب ِ مواطن عادى ومواطن عسكرى سواء كان يتبع الداخلية أم الحربية ِ نعانى من حالة من التوتر العصبى وكأننا جميعا نلمس سلكا كهربيا مكشوفا .

يوم الخميس الماضى الموافق 3 فبراير 2016 إستيقظنا على تداول مواقع التواصل الاجتماعى لفيديو يظهر أحد رجال الشرطة يتطاول على سيدة بإحدى عربات مترو الأنفاق ضربا وسبا ِ ولم يكن بالنسبة لنا السبب الذى ذكره من قام بتصوير الفيديو منطقيا على الإطلاق ِ حيث لا يمكن إعتبار طلب سيدة ما من أحد الرجال الخروج من عربة المترو المخصصة للسيدات ِوهو الشئ الذى يسنه القانون ِ سببا منطقيا لحدوث هذا التطاول باللفظ وباليد .

ولم ينتهى يوم الخميس حتى حدث بالفعل أمامى شخصيا موقفين يعلنان عن الصدام المتوقع والمنتظر والذى نستبطأه قدر المستطاع غير أنه يفرض نفسه على الأحداث ِ بين المواطن بدرجة مواطن والمواطن بدرجة مجند شرطة ...

وأول هذان الموقفين كان هو إعتراض سيدات المترو فى العربة المخصصة للسيدات أيضا على إصطحاب إحدى السيدات لرجل معها فى العربة ورفضهما الإنصياع لرأى الأغلبية وتنفيذ القانون  ِ برغم الزحام المتناهى وتعرض السيدات للتلامس مع هذا الرجل أثناء الصعود وكذلك النزول ناهيك عما يحدث أثناء الفرملة التى يحدثها السائق بغير داعى ِ وعندما دخلنا محطة التحرير ووجدنا عددا كبيرا من المجندين ِ وكانت فرصة أن يحتكمن السيدات الى هؤلاء ِ فما كان من المجند إلا أن طلب من الرجل ترك العربة ِ ففعل ِ ولكن لشدة العجب فقد إنتحى الرجل بالمجند جانبا ودار بينهما كلاما بعده عاد الرجل الى عربة السيدات مخالفا للقانون وكأن الوضع كله يخرج لسانه للقانون وللمواطن صاحب الحق فى رؤية غامضة تماما ِ وعندما إعترضت السيدات على فعل المجند برر لهم بأن الرجل خطيب السيدة ويريد البقاء معها ِ قطعا عذر غير مبرر وبالأحرى غير مصدق ِفهى لو كانت قريبته بالأساس لكان حرص على شكلها ولصانها مما تعرضت له من إهانات لفظية وإيحاءات نتيجة لمخالفتها للقانون ِ أيضا هو لو كان خطيبها لكانت أحست بالغيرة عليه من وجوده وتلامسه مع هذا الجمع من السيدات . بالطبع موقف السيدة وخطيبها المزعزم حالة شخصية لا تهمنا فى شئ وإنما ما يسترعى الإنتباه هو إنحياز المجند لغير القانون .

أما عن الموقف التانى والذى لم يفصل بينه وبين الموقف الأول سوى محطتين فقط ِ فقد كانت تفاصيله التى تثبت أننا جميعا نفتقد للثبات الإنفعالى والهدوء المطلوب فى تعاملاتنا اليومية ِ حيث أنه فى أى موقف طبيعى عندما يصطدم أحدنا بالآخر بحكم الإندفاع أو التزاحم ِ وحتى إن وجه أحدنا للآخر لوم أو عتاب صارخ أو حاد فالرد بإعتذار حقيقي المفترض أنه ينهى الموقف ِ ولكن ما حدث هو أن إصطدم مواطن كان يبدو عليه الإرهاق أو التعب أو ربما لديه مشكلة ما فى رجليه بأحد المجندين  ِ وبينما كان الممر بين مترو مصر الجديدة ومترو شبرا فى محطة العتبة مزدحما جدا ومن المفترض أن كلا الرجلين المواطن بدرجة مواطن والمواطن بدرجة مجند شرطة معتادين على زحام المترو فى هذا الممر ِ غير أن تصرفهما معا كان خارجا عن المألوف فى مثل هذه المواقف ِ فكان التعامل بغلظة من الجانبين وبرغم تدخل الجمهور على إستحياء للفض بينهما إلا أن الموقف تصعد جدا حيث تم إستدعاء ضابطا من قوة المترو والذى أصر على إصطحاب المواطن معه ِ فى موقف لا يستأهل أبدا هذا الإصطحاب ِ وإنصرفنا والجميع يؤكد بشكل يعلن عن إنعدام الثقة فى جهاز الشرطة وإنعدام الأمان من جهة المواطن بدرجة مواطن لهذا الجهاز الخدمى والذى من المفترض أنه يعمل أساسا لحماية وأمان المواطن ِ حيث تم ترجمة الموقف على لسان الجمهور بشكل سلبيا جدا ِ فقد ذكر أحدهم أنهم _والمقصود رجال الشرطة _ سوف يشكلون عليه الليلة وقال آخر هيظبطوه ِ وبرغم أن الجمهور كان سباقا لبيع أخيه وتركه يواجه مصيره الذى تنبأ البعض به على الرغم من أن الجميع بدى متأكدا مما سيحدث لهذا المواطن إلا أنهم تركوه ومضو . وهذا التصرف من الجميع يفتقر للقانون والمنطق والعقل .

والخلاصة لو إستقر فى قرارة نفوس المواطنين جميعا أننا إخوة وأبناء لهذا الوطن وأن ما يمر بنا وما نعيشه من أيام هى لحظات فارقة وتستوجب التصالح والدعم لهدا الوطن ِ ولو إقتنعنا جميعا بأننا مستهدفون خارجيا ِ لو إستقر فى الضمير أننا لا يجب أن ننحاز الى الوضع الاجتماعى الشخصى أو المنفرد ِ ولو سلمنا أنه ليس وقتا لتصفية الحسابات ولا للتعالى من فئة على الأخرى لأخذ  تعاملنا معا شكلا أكثر تحضرا من هذا الذى يحدث .

وأخيرا ِ الى المواطن بدرجة مواطن والمواطن بدرجة مجند أو ضابط أو المواطن الذى ينتمى لأى جهة من الجهات التى تعتبر نفسها فوق العادى أو المتميزة عن الشعب ِ مصر فى هذا الوقت آخر ما تحتاج إليه هو الفرقة والإنقسام وإلا سيحدث مالا يحمد عقباه ِ وقتها لا تلومو إلا أنفسكم ِ جميعكم.
إتقو الله _يا كل شعب مصر _ فى مصركم
ألا هل بلغت اللهم فأشهد.......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق