اذا لم يكن السراب ماء
فلماذا ازداد عطشا
في ممرات الندى
يكفيني بلع ريقي
وملح البحر لا يعنيني
ورمله لا يشفي غليلي
ولا يغذي شراييني
وحيد كغمامة الصيف
اجوب فضاء المتاهات
غريق في رغوة السراب
وشريد كشمعة هزيلة
تحتضر في سرمدية الليل البهيم
أمشي على جسر
ضفافه تستحم في طين
ورماله مهوسة بفراغات ساحلية
يجرفها المد والجزر
السحاب الكثيف
يتزحلق على صفحة الماء الفاتر
ويتناثر رذاذه
على الانواء الكئيبة
ارتوي بشظايا الظمأ
ولا اريد ان استحم في مستنقع
يبلع ضباب الظهيرة
بل ارغب في لعق
ما تبقى من ملح الشمس
عندما تندس في طيات الشفق
السراب مثل الزئبق
ليس الا مخاضا موسميا
وعشبا طريا
تضاجعه الديدان
فتتناسل حبات المطر
بين مسالك الغيوم الشاردة
لوكان السراب مطرا
لوضعناه
في قوارير من ذهب
واهديناها للسحاب
قربانا لغيوم الصيف القائظ
لندن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق