11 ديسمبر عام 1917 , سقطت سقطت مدينة القدس بيد التحالف بقيادة الجنرال الاسترالي ادمون اللنبي . وقد عينته بريطانيا الحاكم العسكري لمدة 3 سنوات , أما بقية فلسطين بحلول شهر أكتوبر 1918 أصبحت بيد القوات البريطانية وفتحت الطريق على وسعها أمام تحقيق الفكرة الصهيونية . لكن الشعب الفلسطيني لم يقف مكتوف الايدي بل من البداية كانت القيادات الفلسطينية تعترض على الهجرة وكان يحصل اشتباكات بين الطرفين حتى في عهد الخليفة العثماني السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1909 وقعت اشتباكات بين المهاجرين اليهود والفلسطينيين في دينة يافا سقط لليهود عدد من القتلى والجرحى وكانت المعركة بسبب انشاء مدينة تل ابابيب في شمال يافا . لقد اصيب الفلسطينيون بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى بخيبة أمل من الدول الغربية والقيادات العربية وراودهم شعور بالخوف والقلق على مصيرهم ومصير فلسطين عندما انتشر أنباء الاتفاقيات السرية بين الدول الغربية وخصوصا ما عرف بوعد بلفور حول تقسيم فلسطين وسينشأء وطن قومي لليهود على ارض فلسطين . كان الشعب الفلسطيني وقيادته يخالجهم الشك بأن هنالك مؤامرة عالمية تدور حول فلسطين والشعب الفلسطيني , ولكنهم كانوا يأملوا ببصيص أمل بالخلافة العثمانية بالرغم من ضعفها . بدأت الصهاينة تعمل على ترويج الكذب من خلال تيدور هرتسل عندما أشار الى الشعب الفلسطيني بأنهم سكان غير شرعيين فهم تجمعات يعيشون على ارض ليست ملكا لهم . بل هي يهودية لهم بها ارتباط منذ عهد الانبياء ( انه ادعاء صهيوني باطل ) والادلة تثبت انه لم ينسب لهم أي نبي وانهم ليسوا من سكان فلسطين , لقد أرسل السيد يوسف ضيا باشا الخلدي هو نشيط ضد الصهيونية فقد وقد وجه الخطاب الى تسادوق كاهن رئيس حاخامات فرنسا حثه فيه على البحث عن مكان آخر غير فلسطين ألآهلة بسكانها الاصليين واصحابها . بعد أن قرأ الخطاب رئيس حاخامي فرنسا أسرع بالرسالة الى تيودور هرتسل زعيم الحركة الصهيونية ليقرأ ما ورد بخطاب الخالدي , ان داود وسليمان كانا من الاراميين تكلموا لغة الارامية ويعقوب واسماعيل واسحاق وابيهم ابراهيم عليهم السلام كانا من الحثيين وتكلموا اللغتين الارامية والعربية وان النبي يوسف لم يكن له صلة يهودية ايضا وكانت لغته الارامية وهو ابن يعقوب . حتى ان النبي موسى لم يكن يهوديا لانه تربى في بيت فرعون منذ ان كان رضيعا وجدوه في اليم فأناشدكم باسم الله ان تتركوا فلسطين لاهلها . فيما كان هرتسل الا ان رد على الخالدي بعد شهر برسالة في 19 اذار مارس 1899, يقول مأكدا أننا سنبحث عن مكان آخر اذا كان أهل فلسطين لا يريدون استقبال اليهود ( يوجد نسخة عن الرسالتين ) لقد رفض الفلسطينيون هذه الاكاذيب الصهيونية لان الشعب الفلسطيني مان يمثل أكثر من 95 يالمئة من السكان وايضا لم يكن يعيش من اليهود داخل فلسطين سوى ما يقارب 150 نفر يعملون بالتجارة وقسم منهم يعملون بتأمين التموين للجبش البريطاني في المنطقة . لكن الفلسطينيون لم يسكتوا للصهاينة لقد غضبت القيادات العربية على بريطانيا لانها خدعتهم بعد ان تحالفوا معها ضد الخلافة العثمانية . لان كانت وعدتهم بالنيل من الاستقلال عن الدولة العثمانية لان رأت بريطانياان هؤلاء القياديين العرب كانوا يسعون لمصالحهم الخاصة كل واحد منهم يريد تنضيب نفسه ملك وامير او سلطان ., لو رات بريطانيا أن العرب يقفون بوجه الدولة العثمانية , وقفة قوة موحدة وتتحدى من اجل الاستقلال لكانت بريطانيا حسبت لهم الف حساب . لذا تفاجئ العرب بأن المنطقة محتلة احتلال لم يكن أرحم من الاحتلال العثماني وان المنطقة مقبلة الى التقسيم وفلسطين ستكون وطن قومي لليهود بعد ان يطردون أهلها الاصليين . وقد اجتمعت الاحزاب الفلسطينية ليتوحدوا جبهة واحدة ينطوي تحت جناحها كل الشعب الفلسطيني الرافض للاحتلال البريطاني و المشروع الصهيوني . والتحقوا بالحركة الوطنية بقيادة الشريف حسين وتعهدوا بالتصدي لوعد بلفور ومقاومة الاحتلال . ودعوا الى مؤتمر لجميع الاحزاب والحركات العربية في عام 1919 في دمشق اجتمعوا لينصبواالامير فيصل بن الشريف حسين ملك على بلاد الشام ( الامة السورية )باجماع عربي لكن الحلم لم يكتمل في مدة حكمه الذي لم يدم طويلا لانه عزله الفرنسيونفي تموز عام 1920 , واستلموا حكمهم على الكيان الشامي ( سورية الحديثة ) ولبنان بعد ان تم سلخه . عن سورية عام 1920 , طبقا لاتفاقية سايكس – بيكوحول تقسيم العالم العربي وبالذات الامة السورية الى دويلات متصارعة وبعد ان قطعوا الامل من المؤتمر العربي الذي عقد في دمشق . علقوا آمالهم على لجنة تحقيق كينج كرين و التي اوفدها رئيس الولايات المتحدة الامريكية أدنذاك وودرو ويلسون في أيار مايو عام 1919 , لاستطلاع رغبات ومطالب الشعب الفلسطيني فيما يتعلق بمستقبلهم . وفيما بعد قدمت اللجنة تقريرا عن مخاوف الشعب الفلسطيني من أطماع الصهاينة الا وهي : الاستيلاء على جميع المدن والارياف والبيوت والاراضي ومن ثم طرد الاهالي من فلسطين . لقد اعترضت اللجنة على ما كشفته من أطماع الصهاينة ومضايقتهم للشعب الفلسطيني أصحاب الارض وبمساندة البريطانيين . وقدمت اللجنة التقرير الى الرئيس الامريكي ويلسون . لكن مجلس الشيوخ الامريكي امتنع عن الموافقة على توقيع الوثيقة التي قدمتها اللجنة لصالح الشعب الفلسطيني أثناء معاهدة فرساي . لم يبقى امام الشعب الفلسطيني سوى خيار واحد هو خيار المقاومة . في نيسان أبريل عام 1920 , اندلعت الاشتباكات بين الفلسطينيين والصهاينة قتل فيها 5 مسلحين صهاينة وجرحوا مئتان . لكن الاحتلال البريطاني ساعد الصهاينة ومدهم بالسلاح بحجة الدفاع عن انفسهم وساعدوا بتدريب عصابات صهيونية . وقد سمت بريطانية دفاع الفلسطينيين عن ارضهم وعرضهم وبيوتهم بالارهاب وعمل تخريبي قد يأثر على امن بريطانيا والعالم وقد يؤثر ايضا على حياة الصهاينة ومستقبلهم في الوطن الموعود واقتصاد البلد ا1ا استمر العنف . وقد قررت حكومة بريطانيا تنفيذ وعد بلفور . وأقامت نظامها في حكم فلسطين بعد ان عزلت رئيس بلدية القدس السيد موسى كاظم باشا الحسيني . في تموز عام 1920 , وزجت به في السجن هو ومن كان معه من انصاره , والجنرال ادمون اللنبي يردد هذه العبارة أرجو لئلا ينتابكم الخوف ( يتبعمن مصادر موثقة من الارشيف الفلسطيني .
الحزب السوري القومي الاجتماعي
موسى مرعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق