حكاية عروس اسمها فلسطين لن ننساها 4/ موسى مرعي

( الجزء الرابع)                                    
في أب أغسطس عام 1929, تاسست الوكالة اليهودية التي نص عليها نظام الانتداب لتمثيل كل التجمعات اليهودية في العالم من الصهاينة وحلفائهم معا . لذلك ازدادت مخاوف الفلسطينيين من النفوذ السياسي الصهيوني في بريطانيا , وقد انفجرت مشاعر الفلسطينيين    المكبوتة من تنظيم مظاهرة سياسية للصهاينة لم يسبق لها مثيل ولم يكن هناك اي مبرر لهذه المظاهرة الصهيونية وكانت قرب حائط المبكى المجاور للحرم الشريف . الذين نظموا المظاهرة كانوا يمينيين متشددين في الحزب الصهيوني الاصلاحي وقد سميه بهذا الاسم لانه كان يدعو الى اصلاح دولة صهيون وطرد الفلسطينيين من ارضهم فلسطين وشرق الاردن . تأسس هذا الحزب الارهابي الاصلاحي عام 1925 على يد الصهيوني البولندي فلاديمير جابونتسكي . لقد اكتشف الفلسطينيين من خلال هذه المظاهرة ان الصهاينة يهدفوا لمسجد قبة السخرة والاقصى وقد اقتربت المظاهرة الى منطقة الحرم وأدت الى اشتباكات عنيفة قتل فيها 123 يهوديا وجرح 229 , وفي آذار مارس 1930 , صدر عن لجنة تحقيق بريطانية تقرير عن اشتباكات سنة 1920 , أول مرة ينسب التقرير حقيقة الفلسطينيين وقالوا أنهم ادركوا ان الهجرة اليهودية ليست مجرد تهديد لحياتهم فحسب بل هي نذير بطموح اليهود الى أن يصنعوا مستقبليا وطن قومي وممكن ان يفرضوا بوجودهم الهيمنة على البلاد المجاورة , وقد جاء تقري آخر من مصدر خبير بريطاني في تشرين الاول اكتوبر في نفس العام 1920 يقول ليس هناك أرض اضافية ممكن ان تتوفر للاستيطان الزراعي فيها للمهاجرين الصهاينة الجدد . أصدرت الحكومة البريطانية في الحال كتاب أبيض اعترفت فيه بالنتائج التي توصل اليها هذا التقرير ودعت الى توجيه اهتمام أكبر الى التظلمات الفلسطينية . كما كان متوقعا انتقدت الزعامة الصهيونية بشدة ما ورد بالكتاب الابيض سنة 1930 واستخدمت الزعامة الصهيونية نفوذها لخشيتها احتمال أن تؤدي أية سياسة بريطانية متوازنة الى اثارة العراقيل أمام تحقيق الاهداف الصهيونية , وقد زعنت الحكومة البريطانية في واقع الامر للضغوط الصهيونية وسحبت الكتاب الابيض في شباط فبراير عام 1931 وأوفدت الى الفلسطينيين مندوبا ساميا جديدا هو الجرال سير آرثر واكهوف وزودته بتعليمات تقضي بالاسراع في انشاء الوطن القومي اليهودي . وقد تأثر الفلسطينيون في سحب الكتاب الاول وتراجع البريطانيون انصافهم لمظالمهم , وفي كانون الاول ديسمبر 1931 عقد في القدس مؤتمر اسلامي شهده مندوبون من اثنين وعشرين دولة اسلامية وصدرت من المؤتمر تحذيرات من المخاطر السياسية البريطانية الداعمة والميالة للصهيونية . ولم تعبأ بريطانية بذلك ولم تحترم الدول الاسلامية التي اجتمعت بخصوص الظلم الذي وقع على الفلسطينيون بل رد مجلس العموم البريطاني بالاجماع في بيان هو ان بريطانيا ستبقى دائما الداعمة والراعية والمشجعة للهجرة اليهودية الجماعية لانشاء الوطن القومي لهم . ومن خلال هذا البيان ازدادت الهجرة الصهيونية وكان معظمها من يهود بولندا . بين عامي 1931 و1936 , انشئت 64 مستعمرة وازدادت نسبة ملكية الصهاينة للاراضي الفلسطينية كما ارتفع عددهم من 17,8 بالمئة الى نسبة 29,5 بالمئة بين هذين التاريخين 1931 الى 1935 أزداد عدد المهاجرين اليهود الى 61000 مهاجر في خلال 4 سنوات . وعلما انه كان عدد سكان اليهود في اواخر القرن التاسع عشر في جميع انحاء فلسطين 150 يهوديا  يعملون في التجارة وعيون لبريطانيا على معسكرات الخلافة العثمانية في فلسطين .                                                
هذه المعلومات موثقة من مصادر قيادية وسياسية في الارشيف الفلسطيني  ( يتبع                 
الحزب السوري القومي الاجتماعي : مفوضية سيدني المستقلة 
نقلها وأعدها الرفيق موسى مرعي             

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق