أول دمعة/ لانا درويش

فى ساحة ذلك البيت الواسع الكبير تلهو سلمى قرب ذاك البئر العميق الذى كانت أمها تخشى عليها منه وتحذرها الاقتراب منه،
وفى يوم دون قصد كسرت سلمى بنت الخامسة ساعة أمها الغالية على قلبها التي ورثتها عن جدتها ، فغضبت أمها غضبآ شديدآ وعنفتها بشدة، فتوجهت سلمى نحو البئر لأول مرة، لتسقط فيه أول دمعة اقصد أول حجر ،،، وكبرت سلمى وهي تصاحبها تلك العادة نفسها، أنه كلما أهمها شىء او أحزنها ذهبت لبئرها وأسقطت فيه دمعة و الحقتها حجرا ،وشاء القدر أن تتزوج سلمى فى هذا البيت، لتكمل حياتها قرب بئرها ، وما ان قاربت سلمى على السبعين خريفآ وشعرت بدنو الأجل، نقشت عبارة على حافة البئر، وفى يومآ بعد ان ذهبت سلمى للقاء ربها ، ذهب أحد أبنائها ليجلس فى مكان غاليته المفضل ، إذا بعبارة منقوشة على حافة البئر 'أنا كبئر عميق تلقى فيه الأحزان (الحجارة) ولا تسمع آناته'
قرر ابنها ان ينظف البئر ويجمع حجارة أمه ، ليبني بها سور حول البئر ، لينقش عليه ما كتبت ويلحقها بعبارة أخرى "سامحينى يااا أمي فلربما كنت سببآ فى كثير منها "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق