لا أجمل من الشهادة ولا أجَلَّ من المقاومة فعلا وانتماء وعقيدة، فإنهما تجعلان الإنسان أطهر وأنقى وأصلب إرادة، وتجعلان المحتل مرعوبا يحسب ألف حساب. فما ترك قومٌ الجهاد إلا ذلوا، وهذا ثابت في الطبيعة البشرية عند أي أمة؛ فالأمة الحية لا تفرط بحقها حتى وإن كانت تمرّ بفترات ضعفها المهين، وهذا ما يرفع الروح المعنوية في نفوس أفرادها ويمنحها الأهلية الكاملة لتعيش الحياة بكل تفاصيلها البشرية، وتمارس طقوسها بكل ما فيها من اتّزان أو جنون!
ولا بدّ من أجل ذلك أن تظلّ الأمة ساعية إلى بث روح الحماسة المستندة إلى العقل والإعداد المفضي إلى تحقيق نسبة من التوازن بينها وبين أعدائها المتربصين بها، وتتخذ كل ما من شأنه أن يقضي على كل عناصر الخور والضعف، ومع ذلك فإن الأمة بشكل عام وليس الشعب الفلسطيني فقط، يخسر كل يوم أشجعَ أبطاله في معارك هي في منطق الحروب جولات خاسرة، وكأن هذه الأرواح ليس عزيزة، وليس لها هدف سوى "الموت المجاني".
ماذا أعدت الأمة لتجعل ازدحام هؤلاء الشباب على كف الموت ذَا معنى حقيقي؟ إن العمل والإعداد الحقيقيين بدون ضجيج إعلامي مهيجٍ للعواطف ليس ضعفا، ولكنما الفرار من الضعف إلى الموت بهذه الطريقة هو خسارة مضاعفة، فلا البلاد ستتحرر ولا المحتل سيخسأ زيادة على الفقدان، وما يتبعه من حسرة وألم في النفوس.
ليس علينا أن نتذكر أن الأرض غالية بل علينا أن نعي أن الدماء الزكية الطاهرة والأرواح الفتية أغلى منها إن كانت ستذهب دون أن تحقق ولو جزءا يسيرا من الانتصار في جولة من معركة. لقد كانت العمليات الاستشهادية وقبلها عمليات الثورات الفلسطينية عمليات موجعة وشكّلت علامة فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني والعربي والإنساني، وعلّمت الشعوب الأخرى دروسا في المقاومة حتى غدت مدرسة نضالية ذات فلسفة عملية، ولكن ما يحدث اليوم من فوران دم الفتيان والفتيات والشباب والله إنه لمؤلم ألما ليس له حدّ. زيادة على ما سيتعرض له الأهل والنَّاس أجمعين إلى إجراءات عقابية جماعية لن يستطيع لها الناس دفعا ولا ردا.
كلنا يحب فلسطين ويكره المحتلين ونتمنى زوالهم، وهم طارئون لن تدوم لهم دولة ولكن علينا أن نستعد لذلك اليوم الذي "يعزّ الله فيه من يَشَاءُ"، دون أن يكون شباب في عمر الورد وقودا لنار لن تأكل إلا أجسادنا المبتلاة بكل أنواع الضعف والخسارة، وعلينا أن نجنب أبناءنا هذه المعمعات المفضية لما أفضت إليه، ففي كل يوم نودّع شهيدا لنستقبل آخر في اليوم الذي يليه، حتى صجّ الموت من هذا الذي غدا فائضا عن حاجة القبور المزدحمة بأحلام الشباب الفتي، كأن الموت غدا بِنَا صائحا متوسلا ليقول: "كفى ازدحاما على كفيّ واتزنوا!"
ولا بدّ من أجل ذلك أن تظلّ الأمة ساعية إلى بث روح الحماسة المستندة إلى العقل والإعداد المفضي إلى تحقيق نسبة من التوازن بينها وبين أعدائها المتربصين بها، وتتخذ كل ما من شأنه أن يقضي على كل عناصر الخور والضعف، ومع ذلك فإن الأمة بشكل عام وليس الشعب الفلسطيني فقط، يخسر كل يوم أشجعَ أبطاله في معارك هي في منطق الحروب جولات خاسرة، وكأن هذه الأرواح ليس عزيزة، وليس لها هدف سوى "الموت المجاني".
ماذا أعدت الأمة لتجعل ازدحام هؤلاء الشباب على كف الموت ذَا معنى حقيقي؟ إن العمل والإعداد الحقيقيين بدون ضجيج إعلامي مهيجٍ للعواطف ليس ضعفا، ولكنما الفرار من الضعف إلى الموت بهذه الطريقة هو خسارة مضاعفة، فلا البلاد ستتحرر ولا المحتل سيخسأ زيادة على الفقدان، وما يتبعه من حسرة وألم في النفوس.
ليس علينا أن نتذكر أن الأرض غالية بل علينا أن نعي أن الدماء الزكية الطاهرة والأرواح الفتية أغلى منها إن كانت ستذهب دون أن تحقق ولو جزءا يسيرا من الانتصار في جولة من معركة. لقد كانت العمليات الاستشهادية وقبلها عمليات الثورات الفلسطينية عمليات موجعة وشكّلت علامة فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني والعربي والإنساني، وعلّمت الشعوب الأخرى دروسا في المقاومة حتى غدت مدرسة نضالية ذات فلسفة عملية، ولكن ما يحدث اليوم من فوران دم الفتيان والفتيات والشباب والله إنه لمؤلم ألما ليس له حدّ. زيادة على ما سيتعرض له الأهل والنَّاس أجمعين إلى إجراءات عقابية جماعية لن يستطيع لها الناس دفعا ولا ردا.
كلنا يحب فلسطين ويكره المحتلين ونتمنى زوالهم، وهم طارئون لن تدوم لهم دولة ولكن علينا أن نستعد لذلك اليوم الذي "يعزّ الله فيه من يَشَاءُ"، دون أن يكون شباب في عمر الورد وقودا لنار لن تأكل إلا أجسادنا المبتلاة بكل أنواع الضعف والخسارة، وعلينا أن نجنب أبناءنا هذه المعمعات المفضية لما أفضت إليه، ففي كل يوم نودّع شهيدا لنستقبل آخر في اليوم الذي يليه، حتى صجّ الموت من هذا الذي غدا فائضا عن حاجة القبور المزدحمة بأحلام الشباب الفتي، كأن الموت غدا بِنَا صائحا متوسلا ليقول: "كفى ازدحاما على كفيّ واتزنوا!"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق