لا أدري إذا ما كان بعضنا لا يزال لم يدرك فعلا حقيقة ما مدى متعة أن يعيش الإنسان أحداث اللحظة وقت وقوعها في أقصى بقاع الأرض، أو أن يتفاعل فوريا مع قضايا شعوب أخرى تقطن في أقاصي الجهات الأربعة يشاهدوننا ونشاهدهم و نطلع جميعنا على مفردات الحياة اليومية وطبيعة النشاط الإنساني وإبداعاته في مختلف المجالات مهما كان الجنس واللون و الانتماء، كما لا أفهم سبب صراخ بعض من يقول إن التلفزيون.. نقمة ؟ وان عولمة الاتصالات.. لعنة ؟ وتستبد بي الحيرة من إصرار البعض على التهجم على الانترانيت وعلى الفضائيات وربما صب لعناته على الأقمار الصناعية التي تجوب الفضاء أو تلك التي ثبتت في موقعها الفضائي قبالة أرضنا الحبيبة أجمل كواكب المجموعة الشمسية بقدرة الخالق عز وجل وجهد الإنسان المكلف بأعمارها.
إن حقيقة الأشياء وواقع الأمور أراها تدفعنا طواعية وبإخلاص شديد أن نحمد الله تعالى على نعمة العقل الذي ابتكر وسائل الاتصالات، لقد أتيح لنا أن نعرف العالم دون أن نزوره، يجب الاعتراف بأن الكثير منا لا يمكنه برمجة زيارات سياحية ترفيهية في العطل السنوية لمختلف دول العالم كما يفعل ذلك الألمان أكثر شعوب الأرض سياحة، فإذا كنا عاجزين عن ذلك فهل يجوز أن نرفض أن نجيء نحن بالعالم كله إلى بيتنا بمجرد اقتناء هوائي مقعر؟
إن التواصل سلوك فضيل حثت عليه الديانات، وقد تعاظمت الفضائل أكثر بالتطور العلمي الهائل في ابتكار وسائله التي تتيح إتمامه بالسرعة الفائقة و بكل حرية وسهولة حتى أتقنها الصغار قبل الكبار، لقد أصبح بإمكان الجهد الإنساني أن ينجز في بضعة ثواني ما كان ينجزه الأجداد في شهور والأمثلة لا مجال لحصرها، فلا شك أن السهولة التي نجدها الآن في وسائل الاتصال لا تترك أي مجال لتبرير الغياب عن التواصل بين الأفراد مهما كانت طبيعته أسرية أو اجتماعية أو عملية، بل أصبح ممكنا عقد لقاءات ثنائية أو متعددة الأطراف عن بعد، بل وعقد صفقات أيضا عن بعد، اعلم جيدا أنني لا أضيف جديدا في هذا الموضوع للقارئ الكريم الذي يحيا معنى حضارة الإنسان في القرن (21) و لكنها بعض المواقف و المفاهيم السائدة عند بعض البسطاء وعند بعض الأدعياء باحتكارهم حكمة الزمان ورسالة الإنسان في هذا الوجود جعلتني أعتقد أني عشت للحظة في غياهب القرون الأولى وأنني اغتربت للحظات عن زماني و مكاني وان تحجرا أصاب عقلي وتراجعت أصول مفاهيمي وأن خرسا ألم بلساني، جمود مفاهيم جمد الدماء في عروقي، اضطراب أفكارهم أصابني باضطراب أقوى في التنفس، فمن ذا الذي بإمكانه تجنب ما اعتراني حين يسمع أن كل الانجازات العلمية الهائلة للعقل البشري هي بدعا وضلالة.
معروفا أن لكل شيء قيمة استعمالية معينة ، وأنه عند استغلال هذه القيمة سندرك ايجابيتها كما ستكتشف أيضا سلبيتها والعاقل من يستفيد من الايجابيات ،أما من في نفسه ضلالة فسيميل للسلبيات، فالسكين في مطبخنا اقتنيناه للقطع والتقشير ، ولكنه هو ذاته يمكن أن يكون أداة قتل .
فالفكرة تقع في النفس أولا وليس أسهل من إخراجها في الواقع الملموس وليس أسهل من إيجاد وسيلتها وأداتها ،لقد حمل الأولون سيوفا في معاركهم فكانت في يد المؤمنين أداة جهاد ، وكانت في يد الكافرين أداة بغي وعدوان وظلم وطغيان مع أن السيوف تشابهت ، وكذلك العلم في يد الخيرين وسيلة رقي ونمو وازدهار وعند آخرين وسيلة هدم ودمار وخراب، راودتني هذه الأفكار وأخذت أحدث نفسي بها وسط صخب أدعياء حكمة الزمان ،ورسالة الإنسان وجدلهم العقيم ، وبرغم حدة بعضهم وصوتهم العالي إلا أنني أحسست بأنس مع نفسي وهناء بال واطمئنان عميق ، وشعرت فجأة بحاجة ملحة لمداعبة قطة حتى أتأكد أنني لست بكماء ..
ولكنني تذكرت أن هناك فضفضة وأنها قد تكون متنفسي المناسب من هذا الجو القلق الخانق الذي لم يكسر حدته سوى رنين هاتف نقال من طراز حديث ورفيع ذو نغمة عذبة راقصة ، تلقى صاحبها خبرا عاجلا دفعه للاستئذان والانصراف مسرعا ولم يكن هذا الرجل سوى أحد أدعياء حكمة الزمان ورسالة الإنسان ، فالرحمة على من جعل من شغفه بالعلم سلوكا..
إن حقيقة الأشياء وواقع الأمور أراها تدفعنا طواعية وبإخلاص شديد أن نحمد الله تعالى على نعمة العقل الذي ابتكر وسائل الاتصالات، لقد أتيح لنا أن نعرف العالم دون أن نزوره، يجب الاعتراف بأن الكثير منا لا يمكنه برمجة زيارات سياحية ترفيهية في العطل السنوية لمختلف دول العالم كما يفعل ذلك الألمان أكثر شعوب الأرض سياحة، فإذا كنا عاجزين عن ذلك فهل يجوز أن نرفض أن نجيء نحن بالعالم كله إلى بيتنا بمجرد اقتناء هوائي مقعر؟
إن التواصل سلوك فضيل حثت عليه الديانات، وقد تعاظمت الفضائل أكثر بالتطور العلمي الهائل في ابتكار وسائله التي تتيح إتمامه بالسرعة الفائقة و بكل حرية وسهولة حتى أتقنها الصغار قبل الكبار، لقد أصبح بإمكان الجهد الإنساني أن ينجز في بضعة ثواني ما كان ينجزه الأجداد في شهور والأمثلة لا مجال لحصرها، فلا شك أن السهولة التي نجدها الآن في وسائل الاتصال لا تترك أي مجال لتبرير الغياب عن التواصل بين الأفراد مهما كانت طبيعته أسرية أو اجتماعية أو عملية، بل أصبح ممكنا عقد لقاءات ثنائية أو متعددة الأطراف عن بعد، بل وعقد صفقات أيضا عن بعد، اعلم جيدا أنني لا أضيف جديدا في هذا الموضوع للقارئ الكريم الذي يحيا معنى حضارة الإنسان في القرن (21) و لكنها بعض المواقف و المفاهيم السائدة عند بعض البسطاء وعند بعض الأدعياء باحتكارهم حكمة الزمان ورسالة الإنسان في هذا الوجود جعلتني أعتقد أني عشت للحظة في غياهب القرون الأولى وأنني اغتربت للحظات عن زماني و مكاني وان تحجرا أصاب عقلي وتراجعت أصول مفاهيمي وأن خرسا ألم بلساني، جمود مفاهيم جمد الدماء في عروقي، اضطراب أفكارهم أصابني باضطراب أقوى في التنفس، فمن ذا الذي بإمكانه تجنب ما اعتراني حين يسمع أن كل الانجازات العلمية الهائلة للعقل البشري هي بدعا وضلالة.
معروفا أن لكل شيء قيمة استعمالية معينة ، وأنه عند استغلال هذه القيمة سندرك ايجابيتها كما ستكتشف أيضا سلبيتها والعاقل من يستفيد من الايجابيات ،أما من في نفسه ضلالة فسيميل للسلبيات، فالسكين في مطبخنا اقتنيناه للقطع والتقشير ، ولكنه هو ذاته يمكن أن يكون أداة قتل .
فالفكرة تقع في النفس أولا وليس أسهل من إخراجها في الواقع الملموس وليس أسهل من إيجاد وسيلتها وأداتها ،لقد حمل الأولون سيوفا في معاركهم فكانت في يد المؤمنين أداة جهاد ، وكانت في يد الكافرين أداة بغي وعدوان وظلم وطغيان مع أن السيوف تشابهت ، وكذلك العلم في يد الخيرين وسيلة رقي ونمو وازدهار وعند آخرين وسيلة هدم ودمار وخراب، راودتني هذه الأفكار وأخذت أحدث نفسي بها وسط صخب أدعياء حكمة الزمان ،ورسالة الإنسان وجدلهم العقيم ، وبرغم حدة بعضهم وصوتهم العالي إلا أنني أحسست بأنس مع نفسي وهناء بال واطمئنان عميق ، وشعرت فجأة بحاجة ملحة لمداعبة قطة حتى أتأكد أنني لست بكماء ..
ولكنني تذكرت أن هناك فضفضة وأنها قد تكون متنفسي المناسب من هذا الجو القلق الخانق الذي لم يكسر حدته سوى رنين هاتف نقال من طراز حديث ورفيع ذو نغمة عذبة راقصة ، تلقى صاحبها خبرا عاجلا دفعه للاستئذان والانصراف مسرعا ولم يكن هذا الرجل سوى أحد أدعياء حكمة الزمان ورسالة الإنسان ، فالرحمة على من جعل من شغفه بالعلم سلوكا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق