في مقالة سابقة لي قلت (( إن الفكرة الروسية عن خيار الفدرالية كمدخل للسلام في سورية والتي أعتقد بانها تخفي خلفها تفاهمات روسية امريكية وأنها المقصودة بالخطة باء التي تحدث عنها الوزير كيري لن تؤدي للسلام في سورية بل ستنقلنا إلى صراعات أخرى ذات طابع جديد أشد قسوة , صراع بين الكرد والعرب , بين الاسلاميين والعلمانيين .... , والأهم صراع بين الارادات الاقليمية على الأرض السورية , صراع سيكون أقسى وأصعب من الصراع الحالي)).
صحيح إن الحكم الفدرالي واسع الانتشار عالمياً حيث تقسم فيه السلطات دستورياً بين حكومة المركز وحكومات الاقاليم التي تعتبر وحدات دستورية لكل منها نظامها السياسي . ولكن الأكثر صحة هو أن النظم الفدرالية في العالم من الولايات المتحدة الى روسيا مرورا بكندا والنمسا وبلجيكا والارجنتين والبرازيل واثيوبيا والمانيا والهند ..الخ فرضتها المصلحة العليا لهذه البلاد حيث المساحة الكبيرة والتمايز الجغرافي والحدود الطبيعية بين الأقاليم , لذلك نجد أن أكبر ثمان دول مساحةً في العالم تُحكم بشكل فدرالي . كما أن هناك فدراليات فرضها وجود أعراق كبيرة ولغات متعددة في اقليم الدولة الواحدة كما هو في الهند وأثيوبيا وباكستان واسبانيا .... أما في سورية فإن وحدة الجغرافية والانتماء وصغر المساحة والفكر الوحدوي المسيطر وذوبان الاثنيات والفوبيا التي تعتري الجمهور من فكرة التقسيم , وكذلك فشل فكرة الاعراق والمذاهب التي تم العمل عليها أثناء الحرب والتي ربما حققت بعض النجاحات على مستوى الافراد وبعض الجماعات إلا أنها فشلت في تشكيل محركاً ينعش الوعي والسلوك الانقسامي في سورية . كل ذلك من أسباب تجعل من فكرة الفيدرالية فكرة عقيمة لن تكتب لها الديمومة والنجاح وهي في حقيقتها الفكرة أو الخطة أو المسعى الدولي لإتمام ما بدأته اتفاقية سايكس بيكو وحاول تنفيذه الانتداب الفرنسي الذي فشل في تقسيم سورية لدويلات متحاربة متباعدة . وهنا أشير إلى بعض الأصوات التي تدعي بنجاح تجربة الفدرالية في دولة الامارات العربية المتحدة وأقول أنه لا مجال للمقارنة بين سورية ودولة الامارات لهذه الناحية فدولة الامارات تجمعت من امارات حكمتها عائلات متوالفة مع الاستعمار البريطاني الذي أعاق اندماجها وجعل كل منها مستقل عن الآخر بينما سورية كافح شعبها ومنذ الأزل ضد شرذمتها وتقطيع أوصالها ونجح في لملمة وتوحيد بعض ترابها. أما ما يسوغه البعض من أن سورية مقسمة عملياً وأن الخيار الفيدرالي الأفضل للملمتها فهو في غير محله , صحيح أن هناك مناطق خارجة عن سلطة الدولة السورية وهناك مناطق محتلة من قبل مليشيات محلية تقودها وتوجهها قوى خارجية , إلا أن الشعب السوري بكل مكوناته يعي مخاطر الأفكار الانقسامية ويعي بأنها ستنقله من حرب إلى حرب أقسى وأصعب ويعي هذا الشعب بأن الهدف من الفدرالية هو اضعاف سلطة الدولة وهيبتها واضعاف دور سورية في الاقليم والانتقال بها الى دويلات فقيرة ذات ولاءات متعارضة ومتخالفة ومشرذمة ومتصارعة وتعمل من خلال سياسات مرهونة لمصلحة العديد من القوى الدولية والاقليمية .
لقد صمدت سورية رغم الابتلاعات ومحاولات التقزيم التي تعرضت لها منذ سلخ الموصل عنها واعطائه للعراق بالتواطؤ بين بريطانيا وفرنسا , وكذلك سلخ لواء إسكندريون وما يحيط به وتسليمه لتركيا من قبل الانتداب الفرنسي , وكذلك ضم الكيان الاسرائيلي لهضبة الجولان السورية المحتلة . لقد صمدت سورية وبنت دولتها الوطنية وتمكنت من كسر الارادات الدولية الهادفة لعزلها وتحجيم دورها فمنذ عام 1970 استقرت سورية وتوقفت عمليات الابتلاع لأراضيها وانتقلت لبناء مؤسساتها وبناها التحتية من جهة والتصدي لمحاولات الهيمنة على مصالحها الوطنية . إن المواطن السوري يعي بأن النظام الدولي الذي تقوده أمريكا يريد تحجيم ما يسمى بدولة الخلافة ( داعش ) ودون القضاء عليها وهو يعي السعي الدولي لخلق كيان كردي مستغلاً الأخطاء التي تقع فيها القيادات الكردية منذ العصر العثماني وهذين الأمرين سأتحدث بهما في مقال لاحق .......
صحيح إن الحكم الفدرالي واسع الانتشار عالمياً حيث تقسم فيه السلطات دستورياً بين حكومة المركز وحكومات الاقاليم التي تعتبر وحدات دستورية لكل منها نظامها السياسي . ولكن الأكثر صحة هو أن النظم الفدرالية في العالم من الولايات المتحدة الى روسيا مرورا بكندا والنمسا وبلجيكا والارجنتين والبرازيل واثيوبيا والمانيا والهند ..الخ فرضتها المصلحة العليا لهذه البلاد حيث المساحة الكبيرة والتمايز الجغرافي والحدود الطبيعية بين الأقاليم , لذلك نجد أن أكبر ثمان دول مساحةً في العالم تُحكم بشكل فدرالي . كما أن هناك فدراليات فرضها وجود أعراق كبيرة ولغات متعددة في اقليم الدولة الواحدة كما هو في الهند وأثيوبيا وباكستان واسبانيا .... أما في سورية فإن وحدة الجغرافية والانتماء وصغر المساحة والفكر الوحدوي المسيطر وذوبان الاثنيات والفوبيا التي تعتري الجمهور من فكرة التقسيم , وكذلك فشل فكرة الاعراق والمذاهب التي تم العمل عليها أثناء الحرب والتي ربما حققت بعض النجاحات على مستوى الافراد وبعض الجماعات إلا أنها فشلت في تشكيل محركاً ينعش الوعي والسلوك الانقسامي في سورية . كل ذلك من أسباب تجعل من فكرة الفيدرالية فكرة عقيمة لن تكتب لها الديمومة والنجاح وهي في حقيقتها الفكرة أو الخطة أو المسعى الدولي لإتمام ما بدأته اتفاقية سايكس بيكو وحاول تنفيذه الانتداب الفرنسي الذي فشل في تقسيم سورية لدويلات متحاربة متباعدة . وهنا أشير إلى بعض الأصوات التي تدعي بنجاح تجربة الفدرالية في دولة الامارات العربية المتحدة وأقول أنه لا مجال للمقارنة بين سورية ودولة الامارات لهذه الناحية فدولة الامارات تجمعت من امارات حكمتها عائلات متوالفة مع الاستعمار البريطاني الذي أعاق اندماجها وجعل كل منها مستقل عن الآخر بينما سورية كافح شعبها ومنذ الأزل ضد شرذمتها وتقطيع أوصالها ونجح في لملمة وتوحيد بعض ترابها. أما ما يسوغه البعض من أن سورية مقسمة عملياً وأن الخيار الفيدرالي الأفضل للملمتها فهو في غير محله , صحيح أن هناك مناطق خارجة عن سلطة الدولة السورية وهناك مناطق محتلة من قبل مليشيات محلية تقودها وتوجهها قوى خارجية , إلا أن الشعب السوري بكل مكوناته يعي مخاطر الأفكار الانقسامية ويعي بأنها ستنقله من حرب إلى حرب أقسى وأصعب ويعي هذا الشعب بأن الهدف من الفدرالية هو اضعاف سلطة الدولة وهيبتها واضعاف دور سورية في الاقليم والانتقال بها الى دويلات فقيرة ذات ولاءات متعارضة ومتخالفة ومشرذمة ومتصارعة وتعمل من خلال سياسات مرهونة لمصلحة العديد من القوى الدولية والاقليمية .
لقد صمدت سورية رغم الابتلاعات ومحاولات التقزيم التي تعرضت لها منذ سلخ الموصل عنها واعطائه للعراق بالتواطؤ بين بريطانيا وفرنسا , وكذلك سلخ لواء إسكندريون وما يحيط به وتسليمه لتركيا من قبل الانتداب الفرنسي , وكذلك ضم الكيان الاسرائيلي لهضبة الجولان السورية المحتلة . لقد صمدت سورية وبنت دولتها الوطنية وتمكنت من كسر الارادات الدولية الهادفة لعزلها وتحجيم دورها فمنذ عام 1970 استقرت سورية وتوقفت عمليات الابتلاع لأراضيها وانتقلت لبناء مؤسساتها وبناها التحتية من جهة والتصدي لمحاولات الهيمنة على مصالحها الوطنية . إن المواطن السوري يعي بأن النظام الدولي الذي تقوده أمريكا يريد تحجيم ما يسمى بدولة الخلافة ( داعش ) ودون القضاء عليها وهو يعي السعي الدولي لخلق كيان كردي مستغلاً الأخطاء التي تقع فيها القيادات الكردية منذ العصر العثماني وهذين الأمرين سأتحدث بهما في مقال لاحق .......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق