منذ أيام قلائل...كنت أرتب أوراق مكتبي...أتخفّف قليلاً من فوضويته، أستجمع أرقاماً هاتفية..كنت قد كتبتها على عجلٍ، في زحمة الساعات العابرة.
استوقفني رقم لصديقةٍ قديمةٍ، كانت بجلساتها..تدخل السرور إلى قلبي...لطيفة المعشر، دافقة الحديث، كلماتها كالعسل المسال، حين تلفظها، تنفث دخان نرجيلتها، بمزاجٍ رائقٍ.
أجد بها نكهة الشام العتيقة، ومقاهيها، أترنّم بردودها العفوية البسيطة، المرحة..التي غالباً ما تجعلني، أغوص بنوبة ضحكٍ متواصلة، من غير أن تتكلّف ذلك...أو تتعمّد.
نحّيتُ الرقم جانباً..على أن أتصل بها لاحقاً، في وقت مناسب، أعتذر لها عن تقصيري في عدم التواصل، بعد مكالمتها الأخيرة لي، لأسبابٍ نعيشها جميعاً، وكنت مسبقاً..أعرف بأنها ستعذرني ..لطيبتها، وتسامحها، وانسيابية تعاملها...وقلبها الأبيض الذي لم يدخله اللؤم، والحقد، والغلّ يوماً.
وانشغلتُ عنها من جديد...سرقتني أخبار حلب وهجيرها، والهدنة وأكاذيبها، ومسارح جنيف وحواتها، وتدابير أمور حياة معيشية، وخدميّةٍ ، نزيحها عن كواهلنا يوماً، بيومٍ...
أختي الصغرى ( بيان) المقيمة في دبي..اتصلت بي صباحاً، ورنة حزنٍ شفيفٍ، تعلو صوتها الطفولي البريئ الذي لم يكبر..وبعد حديثٍ مناوِرٍ بنقل الخبر: همستْ:
ــ اليوم صباحاً..ماتت هيام...ماكنت أودّ أن أصدمك...ولكني جدّ متعبة، وحزينة.
صحت: ـــ يا الله!!! كبف؟؟!! ..هل كانت مريضة؟؟!! هل أصيبتْ بحادث؟؟!! هل من مكروهٍ أصابها، من تبعات الحرب اللعينة؟؟!!
أجابتني، والقهر يتضاعف في زوايا جوابها:
ــ أبداً لقد كانت تتحادث مع إخوتها على السكايب..بقيتْ معهم إلى قبيل الفجر، استأذنتْهم من أجل تلاوة القرآن، والصلاة..بعدها بقليلٍ شعرت بوخزات في صدرها، انتقلت على إثرها، إلى رحمة الله سريعاً بثوانٍ، لم يلحق أحد أن يسعفها..وكأنها انتقلت من دارٍ، إلى دار ..دون عناء.....
.(.وأغلقنا الخطّ والألم يعتصرنا.)..
حادثتُ طيف هيام...ـــ كنت أودّ أن أسمع صوتك وأنت في تمام عافيتك، أو حتى في مرضك حين تتوجعين، فأكون إلى جانبك ،لا أن أذكرك بعد الممات، راجية من الله لك الرحمة...كنت أودّ لو أعبّ من طلاوة حديثك قبل الرحيل..لتعرفي كم أفتقدك، وكم تعنين لي؟؟!!
آااه هيااام...كم من أحاديث فارقةٍ، مضى أصحابها مودّعين، من غير أن تقال فيما بينهم ! كم من عتبٍ..أجّله كبرياء فارغ، فمات الودّ، وانقطعت الجسور..! كم من مواعيد نضربها في الخيال، لا نحقّقها، فيصيب خطواتنا العطب،! كم من اعترافاتٍ نودّ لو نصارح بها من يهمنا أمره، ربما يحتاجها، ونضنّ بها عليه، ننتظر الفرصة الأنسب، لنبوح بها..ويمضي العمر بنا..هكذا بكلّ بساطة..لنتجرّع بعدها كأس الفراق، والألم، والندامة.وتمزّقنا كلمة : لوووو.
من فضلكم...بادروا بالاتصال بأحبابكم، بكل من يتخاطر معكم في الروح، عبّروا عمّا تشعرون به من شوق،، وافتقاد..ومحبة...وتأسّفوا واعتذروا........فالحياة قصيرة..بل أقصر مما نظنّ.... وباقة زهر بسيطة، يشمّ شذاها من نحب...أفضل من أكاليل زهر بعد الممات..
إني آسفة ..إلى جنات الخلد ياهيااااااام...وأعرف بأنك ستسامحين...حيّة، وميّتة
استوقفني رقم لصديقةٍ قديمةٍ، كانت بجلساتها..تدخل السرور إلى قلبي...لطيفة المعشر، دافقة الحديث، كلماتها كالعسل المسال، حين تلفظها، تنفث دخان نرجيلتها، بمزاجٍ رائقٍ.
أجد بها نكهة الشام العتيقة، ومقاهيها، أترنّم بردودها العفوية البسيطة، المرحة..التي غالباً ما تجعلني، أغوص بنوبة ضحكٍ متواصلة، من غير أن تتكلّف ذلك...أو تتعمّد.
نحّيتُ الرقم جانباً..على أن أتصل بها لاحقاً، في وقت مناسب، أعتذر لها عن تقصيري في عدم التواصل، بعد مكالمتها الأخيرة لي، لأسبابٍ نعيشها جميعاً، وكنت مسبقاً..أعرف بأنها ستعذرني ..لطيبتها، وتسامحها، وانسيابية تعاملها...وقلبها الأبيض الذي لم يدخله اللؤم، والحقد، والغلّ يوماً.
وانشغلتُ عنها من جديد...سرقتني أخبار حلب وهجيرها، والهدنة وأكاذيبها، ومسارح جنيف وحواتها، وتدابير أمور حياة معيشية، وخدميّةٍ ، نزيحها عن كواهلنا يوماً، بيومٍ...
أختي الصغرى ( بيان) المقيمة في دبي..اتصلت بي صباحاً، ورنة حزنٍ شفيفٍ، تعلو صوتها الطفولي البريئ الذي لم يكبر..وبعد حديثٍ مناوِرٍ بنقل الخبر: همستْ:
ــ اليوم صباحاً..ماتت هيام...ماكنت أودّ أن أصدمك...ولكني جدّ متعبة، وحزينة.
صحت: ـــ يا الله!!! كبف؟؟!! ..هل كانت مريضة؟؟!! هل أصيبتْ بحادث؟؟!! هل من مكروهٍ أصابها، من تبعات الحرب اللعينة؟؟!!
أجابتني، والقهر يتضاعف في زوايا جوابها:
ــ أبداً لقد كانت تتحادث مع إخوتها على السكايب..بقيتْ معهم إلى قبيل الفجر، استأذنتْهم من أجل تلاوة القرآن، والصلاة..بعدها بقليلٍ شعرت بوخزات في صدرها، انتقلت على إثرها، إلى رحمة الله سريعاً بثوانٍ، لم يلحق أحد أن يسعفها..وكأنها انتقلت من دارٍ، إلى دار ..دون عناء.....
.(.وأغلقنا الخطّ والألم يعتصرنا.)..
حادثتُ طيف هيام...ـــ كنت أودّ أن أسمع صوتك وأنت في تمام عافيتك، أو حتى في مرضك حين تتوجعين، فأكون إلى جانبك ،لا أن أذكرك بعد الممات، راجية من الله لك الرحمة...كنت أودّ لو أعبّ من طلاوة حديثك قبل الرحيل..لتعرفي كم أفتقدك، وكم تعنين لي؟؟!!
آااه هيااام...كم من أحاديث فارقةٍ، مضى أصحابها مودّعين، من غير أن تقال فيما بينهم ! كم من عتبٍ..أجّله كبرياء فارغ، فمات الودّ، وانقطعت الجسور..! كم من مواعيد نضربها في الخيال، لا نحقّقها، فيصيب خطواتنا العطب،! كم من اعترافاتٍ نودّ لو نصارح بها من يهمنا أمره، ربما يحتاجها، ونضنّ بها عليه، ننتظر الفرصة الأنسب، لنبوح بها..ويمضي العمر بنا..هكذا بكلّ بساطة..لنتجرّع بعدها كأس الفراق، والألم، والندامة.وتمزّقنا كلمة : لوووو.
من فضلكم...بادروا بالاتصال بأحبابكم، بكل من يتخاطر معكم في الروح، عبّروا عمّا تشعرون به من شوق،، وافتقاد..ومحبة...وتأسّفوا واعتذروا........فالحياة قصيرة..بل أقصر مما نظنّ.... وباقة زهر بسيطة، يشمّ شذاها من نحب...أفضل من أكاليل زهر بعد الممات..
إني آسفة ..إلى جنات الخلد ياهيااااااام...وأعرف بأنك ستسامحين...حيّة، وميّتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق