شهدت المرحلة الثانية , وهي مرحلة ما بعد الحرب لعامي 1945 و1947, تصعيد الصهاينة لحملة المواجهة مع البريطانيين , وفسح المجال للاحداث التي ادت ببريطانيا الى احالة المشكلة الفلسطينية الى الامم المتحدة , كمقدمة لتخلي بريطانيا المخزي عن الانتداب . وقد شنت الحملة الصهيونية ضد البريطانيين على ثلاثة مستويات : الدبلوماسي والعسكري والدعائي , فعلى مستوى الدبلوماسي وجد الصهاينة حليفا قويا في شخص الرئيس الامريكي هاري ترومان , بمجرد تنصيبه في أثر وفاة الرئيس فرانكلين روزفيلت الفجائية . فقد سعى ترومان أول الامر للضغط على الحكومة البريطانية في موضوع الهجرة , ودعا مرارا في آب أغسطس 1945 وفي حزيران يونيو 1946 الى السماح الفوري وبلا شروط بهجرة 100000 يهودي صهيوني الى فلسطين وقد قضي تماما على نص الكتاب الابيض لسنة 1939 . وفي آب أغسطس وتشرين الاول اكتوبر 1946 , خطا ترومان خطوة وسع في تأييده للصهيونية لانه وافق على خطة الوكالة اليهودبة الرامية الى تقسيم فلسطين الى دولتين : احداهما يهودية اسرائيلية والاخري فلسطينية عربية . وانطوت الخطة على ادخال نحو 60% من فلسطين ضمن حدود الدولة اليهودية الاسرائيلية المقترحة , في وقت لم تكن الملكية اليهودية للأرض تتجاوز 7% من مساحة فلسطين وعلما ان المساحة التي يمتلكها اليهود 7% هي كلها مسروقة ومنها تم شرائها بالغش والخداع عن طريق الرشاوي لموظفي حكومة الخلافة العثمانية الفاسدة في آخر عهدها . واتخذ الهجوم العسكري الصهيوني شكل هجمات ارهابية ضد الافراد البريطانيين والمنشآت البريطانية . واستندت هذه الهجمات بشدة الى استعمال الالغام وغيرها من المتفجرات فضلا عن الاغتيالات أيضا . ففي هذه بدأ أول مرة في تاريخ الشرق الاوسط استخدام السيارات الملغومة والمحشوة بالقنابل . وذلك من قبل المنظمتين الارهابيتين ايرغون تسفائي ليئومي يالتنصيق مع المنظمة الاخرى الهاغاناه وكان معظمهما ضد منشآت مثل الجسور والموانئ ومرافق المواصلات ...ألخ . لكنهم قرروا التوقف في بداية صيف 1946 , خشية القصاص البريطاني على نطاق واسع , ولكن استمر بمواصلة الهجمات العسكرية كل من منظمتي الارغون وشتيرن . وفي واقع الامر كانت ردة فعل البريطانيين على حملة الارهاب الصهيوني كانت خفيفة على نحو يبعث الدهشة , استنادا الى ثلاثة عوامل : أحدها الاعياء الذي أصاب بريطانيا بعد الحرب , والثانية ما تلقته الصهيونية من دعم من الولايات المتحدة الامريكية , والثالث عزوف بريطانيا عن استخدام الاجراءات الوحشية ضد اليهود الاروبييين . وعلى هذا نجد مثلا , ان اللجنة العربية العليا ظلت محظورة قانونيا لمدة ثماني سنوات , لكن أعضاء الوكالة اليهودية الذين كانوا قد اعتقلوا في 29 حزيران يونيو 1946 ما لبث ان افرج عنهم بعد أشهر من نفس العام وقد قتل 169 بريطانيا على يد اليهود الصهاينة في مقابل 37 صهيونيا ارهابيا على يد البريطانيين . لكن كان أشد التكتيكات الدعائية الصهيونية أثرا وفعالية خلال مرحلة ما بعد الحرب . كان تنظيم عمليات الهجرة الغير المشروعة على نطاق واسع , فقد استخدمت عشرات السفن لنقل اللاجئين اليهود من عدة موانئ أوروبية باشراف وحدات خاصة من الهاغاناه لتفرغ حمولتها على شواطئ فلسطين . وكانت هذه العمليات تهدف من النيل من الكتاب الابيض لسنة 1939 , فقد نجحت تلك السفن في تفادي الدوريات البحرية في الدول الاوروبية الغربية والشرقية من خلال ماروجته الجمعيات اليهودية بتوجيهات قيادات صهيونية أمام العالم باعتباره محاولة انسانية لانقاذ ما تبقى من المجموعات اليهودية الناجية من معسكرات النازية والمحرقة , لكن هذه الادعاءت معظمها كانت كاذبة لان لان الحرب كانت قد انتهت ومن كانوا في المعتقلات من اليهود وضعوا تحت الرعاية الانسانية للحلفاء في اوروبا . وقد توفر وقتها فرص كبيرة أمام الدول الغربية المعينة حقا على أنسا انساني للمساهمة في تخفيف محنة اللاجئين وساعدوا على رفع القيود المفروضة على هجرة اللاجئين عبر حدود هذه الدول الغربية الكبرى القادرة على استيعابهم في بلادهم ولكن ساهموا في تنفيذ المخطط تاسيس وطن قومي لليهود على أرض فلسطين وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه , وحتى بريطانيا أيضا قد تراجعت في تشرين الاول نوفمبر 1945 عن مضمون كتابها الابيض لسنة 1939 الذي نص على تخفيف الهجرة اليهودية الى فلسطين على الرغم من عدم الموافقة الفلسطينية المنصوص عليها في هذا الكتاب .
نظر الفلسطينيون والدول العربية المجاورة لفلسطين الى هذه التطورات بانزعاج متزايد , وقد اثيرت الآمال في وقت مبكر بشأن انصاف السياسة الامريكية على أساس الاجتماع الذي عقد في منطقة قناة السويس في شباط فبراير 1945 بين الرئيس الامريكي فرانكلين روزفيلت والملك عبد العزيز بن سعود ملك المملكة السعودية , ففي ذلك اللقاء أكد روزفلت للملك عبد العزيز ان الولايات المتحدة الامريكية لن تتخذ اي اجراء بخصوص المشكلة الفلسطينية يكون معاديا للعرب , جاء وعد روزفلت للملك عبد العزيز ارضاء له لانه قدم تنازل عن دولة فلسطين بموافقته تسليم فلسطين لاقامة وطن قومي لليهود المساكين مقابل ان يستلم منطقة العقبة الاردنية ليضمها الى مملكته . لكن فلم يمضي بضعة أشهر حتى شرع الرئيس ترومان في أثر وفاة الرئيس روزفلت في نفس السنة 1945 . أعلن الرئيس الامريكي الجديد تبنيه للمطالب الصهيونية في الاستحواز على المزيد من الاراضي ضمن الدولة اليهودية الموسعة في مشروع التقسيم الذي تبناه والملك عبد العزيز بن سعود لم ينال حلمه من العقبة وخرج من الموسم بدون حمص . وبسلوك ترومان بدأ حوار الطرشان فيما يتعلق بفلسطين وهو حوار دام حتى هذه الساعة والزمن 2016 بين الولايات المتحدة الامريكية والعالم العربي , ادى دفع العرب الى السير في طريق الجفاء المتزايد يوما بعد يوم مع الولايات المتحدة الامريكية . يتبع
الحزب السوري القومي الاجتماعي / مفوضية سيدني : أعدها موسى مرعي
صادرة عن وثائق فلسطينية موثقة
نظر الفلسطينيون والدول العربية المجاورة لفلسطين الى هذه التطورات بانزعاج متزايد , وقد اثيرت الآمال في وقت مبكر بشأن انصاف السياسة الامريكية على أساس الاجتماع الذي عقد في منطقة قناة السويس في شباط فبراير 1945 بين الرئيس الامريكي فرانكلين روزفيلت والملك عبد العزيز بن سعود ملك المملكة السعودية , ففي ذلك اللقاء أكد روزفلت للملك عبد العزيز ان الولايات المتحدة الامريكية لن تتخذ اي اجراء بخصوص المشكلة الفلسطينية يكون معاديا للعرب , جاء وعد روزفلت للملك عبد العزيز ارضاء له لانه قدم تنازل عن دولة فلسطين بموافقته تسليم فلسطين لاقامة وطن قومي لليهود المساكين مقابل ان يستلم منطقة العقبة الاردنية ليضمها الى مملكته . لكن فلم يمضي بضعة أشهر حتى شرع الرئيس ترومان في أثر وفاة الرئيس روزفلت في نفس السنة 1945 . أعلن الرئيس الامريكي الجديد تبنيه للمطالب الصهيونية في الاستحواز على المزيد من الاراضي ضمن الدولة اليهودية الموسعة في مشروع التقسيم الذي تبناه والملك عبد العزيز بن سعود لم ينال حلمه من العقبة وخرج من الموسم بدون حمص . وبسلوك ترومان بدأ حوار الطرشان فيما يتعلق بفلسطين وهو حوار دام حتى هذه الساعة والزمن 2016 بين الولايات المتحدة الامريكية والعالم العربي , ادى دفع العرب الى السير في طريق الجفاء المتزايد يوما بعد يوم مع الولايات المتحدة الامريكية . يتبع
الحزب السوري القومي الاجتماعي / مفوضية سيدني : أعدها موسى مرعي
صادرة عن وثائق فلسطينية موثقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق