أعياد النصر: الجزء الثاني: أسطورة العنصرية/ هادي حمودة

كنا قد تحدثنا في الجزء الأول عن الدوافع الاستراتيجية للحرب العالمية الثانية  ، و ضرورة مراجعة التاريخ ، و كنا قد ناقشنا الأمور التي كانت قد تكون شكلت عقلية هتلر و النازية مع إلقاء الضوء على حقيقة أن التاريخ كما يكتبه الغرب يحتاج منا إلى الكثير من المراجعات لأنه ينعكس على ثقافتنا و طريقة تفكيرنا و تفكير صناع قراراتنا، و استكمالا لنفس السياق أود أن أتقدم بمقالي هذا لكي نحاول تفكيك تلك الأساطير و الخرافات التي لقنتنا القوى الغربية إياها لمحاولة تبرير أفعاله و تجميل وجهها القبيح.
العنصرية:
لا أنكر النزعة العنصرية الكبيرة التي اتشحت بها النازية، لكن و كما قلت أعتقد أن مثل تلك الأفكار ما كانت لتنموا لو لم تكن قد تواجدت في وجدان الشعب الألماني في تلك اللحظة، أو حتى بذورها التي كل ما فعله هتلر بها هو أن نماها، و لعل من غرس البذور هم الأوروبيون أنفسهم عندما حاولوا عزل و إذلال ألمانيا، أو تقويض قدراتها و تحجيمها على خلفية صراعات أوروبية سابقة منها الحرب الفرانكو- بروسية و التنافس الاقتصادي الرأسمالي، و مع هذا فهناك بعض من المفكرين الأوروبيين من ذوي الوزن الثقيل قد طالعونا بكتابات تشكك في حجم المذابح و جرائم الحرب و جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها النازيون، و منهم المفكر الفرنسي المتميز جارودي و الذي شكك في أن "الهولوكوست" كانت موجهة ضد اليهود فقط دون غيرهم و طبعا وصف بمعاداة السامية و عانى من المشاكل و التضييق، لكن حقا فلنتوقف قليلا عند هذا.
أعلم جيدا و مع بعض الجهود البسيطة التي بذلتها في محاولة تجميع بعض المواد التاريخية البعيدة قليلا عن التوجه الإعلامي الغربي العام، أن هتلر فعلا قد عادى "الصهيونية" في المقام الأول، لكن العديد من الأنظمة حتى هذه اللحظة هي معادية للصهيونية بل و يوجد هناك يهود و أحبار يهود يعادون الصهيونية! و لنتوقف قليلا عند هذا مرة أخرى لنجد أن حالة كراهية اليهود في ألمانيا لم يخترعها هتلر و لا النازيون أنفسهم، بل كانت قد بدأت في التواجد عقب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى نظرا للدور الذي لعبه اليهود الألمان في هزيمة ألمانيا أو إسلام  ألمانيا للولايات المتحدة، و بريطانيا و فرنسا لانتزاع العهود من بريطانيا بحقهم في تأسيس دولة إسرائيل و هو ما عرف بوعد بلفور فيما بعد!! و طبعا نجحوا نجاحا باهرا في ذلك و كان ذلك عن طريق مقايضة الغرب و خاصة بريطانيا العظمى التي كانت على شفير الإنهيار و الإفلاس على إدخال الولايات المتحدة على ساحة الحرب الأوروبية المروعة و ضخ الأموال من البنوك الأمريكية لإسعاف الاقتصاد البريطاني ناهينا عن المعدات العسكرية و الذخائر، علما بأن الولايات المتحدة حتى تلك اللحظة كانت تعتبر أن الحرب العالمية الأولى شأن أوروبي لا دخل للولايات المتحدة به و أن الولايات المتحدة كانت تنتهج سياسة عرفت مجازا" بالبراءة الأمريكية" أو عصر البراءة الأمريكية و التي كانت الولايات المتحدة تتمسك خلاله بعدم التدخل في الشؤون العالمية بصورة فجة و كانت تركز على تنمية اقتصادياتها، و طبعا نجحت الصهيونية العالمية و اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة بالزج بالولايات المتحدة في هذا الصراع، و قد لعب اليهود الألمان دورا كبيرا في ذلك حتى من قبل أن يعرف الألمان أي شيء عن هتلر. و أحب أن أشير إلى أن ما أقول في هذه النقطة ليس مجرد أضغاث أحلام و وساوس بل هناك بعض المصادر الغربية التي ذكرت هذا و لو على استحياء و بعيدا عن شخص هتلر و الحرب العالمية الثانية، بل و هناك محاضرة كاملة لأكثر من ساعتين لأحد مستشاري الرئيس الأمريكي في فترة الحرب العالمية الثانية أو الرئيس "ويلسون" تؤكد ما أقوله هنا، و قد قرر أن يكشف ستر هذه الحقائق في ستينيات القرن الماضي كشهادة على التاريخ و كنوع من الاستياء من نفوذ اللوبي الصهيوني في بلاده، لكن طبعا يصعب نشر هذه المحاضرة إلا أنها تسربت بصورة أو بأخرى و وجدت طريقها لمواقع الميديا الاجتماعية و يمكن البحث عنها.
إذا ماذا كان ينتظر من الأمة الألمانية و نظرتها إلى اليهود الألمان، أبناء وطنهم، و ماذا كان ينتظر إذا ما جاء هتلر أو أحدهم و نبش هذا الجرج الذي أُحدث في وجدان الألمان حتى قبل وصول هتلر إلى سدة السلطة! و بهذا نقول أن عداء هتلر كان ضد الصهيونية أكثر منه ضد اليهودية حتى و إن انصب على بعض اليهود الذين لم يذنبوا في حق بلادهم ألمانيا (مع كامل إداناتي لمثل هذا السلوك)، بمعنى آخر أن عنفه ضد اليهود (و لا أبرره، بل أدينه) كان ضد الصهيونية و التي كانت البروباجاندا النازية توضح خطورتها و توَصِّفها بصورة أثبتت الأيام أنها صحيحة بالفعل فقد حصلت على أحد الأفلام النادرة للدعاية النازية، أو جزء منه في حقيقة الأمر،  و كان هذا الفيلم يشرح ارتباط الصهيونية بالنظام البنكي العالمي و الاقتصاد العالمي، و بالتالي القوى العظمى و كيفية صناعة القرار في العالم و النظام العالمي و كذا في داخل مراكز صناعة القرار في الولايات المتحدة خاصة و الغرب عامة، و كل هذه أمور كشفت الأيام عن حقيقتها و صحتها بالفعل.
إذا في رأيي أن النزعة العنصرية ضد اليهود كانت ذات منبع سياسي بحت حتى و إن ألبس زيا عنصريا و عرقيا بحتا، و هذا أقرب إلى آلية صنع القرارات السياسية و العسكرية و التي لايمكن أن تصنع لكي تهدر الأرواح و الأموال الطائلة لمجرد الكراهية العمياء دون المصالح و المكاسب الاستراتيجية حتى و لو كان المكسب هو التخلص من التهديد الوجودي على إحدى الدول، و هذا ما يقوله التاريخ الحديث  المعاصر، بل و حتى تاريخ الحملات الصليبية و التي توصف بأنها دينية عصبية بحته إلا أنها كانت تتحرك بآليات مشابهة لذلك إن لم تكن بنفسها.
ثانيا، ثبت بالفعل أن النازية لم تضهد اليهود فقط، و إنما عدة أعراق و أجناس أخرى و أن اليهود لم يكونوا استثناءا، فما ارتكب في حق اليهود ارتكب في حق الروس و السلاف من دول أوربا الشرقية، بل و في حق الغجر و أسرى الحرب الغربيين، و هذا يضعف الفكرة العنصرية المطلقة التي وصفت بها النازية و فكرة حصرها على اليهود، لكن طبعا الكل يعلم مقدار النفوذ الصهيوني في الغرب.
ثالثا، سياسات الإبادة الجماعية و التهجير و معسكرات التطهير العرقي. حقيقة و ببعض من البحث، و البعض البسيط من البحث سنعلم أن تاريخ تلك الفظائع لم يبدأ بولادة الفكر النازي، بل على العكس، أقول أن لأوروبا الاستعمارية باع طويل في ارتكاب مثل هذه الفظائع في المستعمرات، بل و لتركيا العثمانية باع آخر و سجل آخر في مثل هذه الممارسات و إن كانت أقل فظاعة كما و كيفا. و دون إعادة سرد للفظائع التي ارتكبها المستعمر الأوروبي في الشرق، و الغرب في حق السكان الأصليين للأمريكتين، و أسيا، و أفريقيا، و العبودية و السجون، و الانتقام، و الإبادة، سأذكر فقط أن الفكر العنصري كان جزءا من التفكير و التبرير الإعلامي الاستعماري الغربي و فلسفته، و البعض يعلم كيف أن المستعمر الأوروبي روج لنظريات التفوق الأوروبي و أن الاستعمار ما هو إلا لتهذيب الأمم و الرقي بهم بينما كان العكس تماما، و أن الإنسان الأبيض هو الأرقى و الأكثر تحضرا و علما و ثقافة، و هو من ينور العالم ،حتى ولو باحتلاله، و لا ننسى طبعا أن تلك الأفكار وجدت أرضا خصبة من المبررات العلمية المغلوطة في الداروينية أو الفلسفة الداروينية. أما عن معسكرات التطهير العرقي فلم تكن فكرتها فكرة نازية حصرية، فهي فكرة كان يتبعها الاتحاد السوفيتي و يطبقها على أبنائه و لكن كانت تعرف بمعسكرات العمل الإجباري "جولاج" و التي كان يرسل إليها أي سوفيتي يشتبه لمجرد شبهة تافهة في أنه خائن أو عميل، أو حتى معارض، لدرجة أن الإتحاد السوفيتي كان يتفوق على النازية في عدد رواد هذه المعسكرات، و عدد من مات و لم يرجع منها، و كانت سياسة تطبق على طول عمر الإتحاد السوفيتي الذي فاق عمر النازية ناهينا عن تصدر السوفييت قائمة العمل القسري و الإجباري الشاق  للمسجونين لدرجة أن ردحا كبيرا من الاقتصاد و القدرة الاقتصادية السوفيتية و البنية التحتية لاقتصاد السوفيت كانت قد بنيت بهذه الطريقة خاصة في عهد ستالين. أي أن الموضوع كله لم يكن في رأيي سوى حملة للتهويل و التضخيم المتعمد ضد هتلر الذي لم يأتي بالجديد على هذا الصعيد بل على العكس، كل ما فعله هو أنه أذاقهم بعضا مما كانوا يرتكبوه في حق الأخرين.
رابعا، و هو الأكثر محورية و تناقضا لما يروجه الغرب حتى الآن و الذي مفاده أن النازية و أفكار هتلر كانت عنصرية صميمة و بصورة مطلقة، إلا أن هتلر ذاته و النازيين لم يسجل عليهم ارتكاب جرائم حرب، أو تطهير عرقي ضد الجاليات المسلمة في الدول التي اجتاحها النازيون، و التي منها دول البلقان، و الدول العربية مثل تونس مثلا و مصر حتى جزءها الغربي، بل على العكس ببعض من البحث توصلت إلي أن هتلر نفسه كان له نظرة تحترم الإسلام – و إن كان يسميه المحمدية على نفس طريقة تسمية بعض الكهنة المسيحيين للإسلام - على الرغم من كم العنصرية التي وصف بها، بل و الأشد و الأشد بالفعل هو أنه قبل تجنيد مسلمي كوسوفو و البلقان في صفوف خيرة جنوده و قواته التي عرفت بقوات الـ " إس إس" التي لم ينضم إليها سوى خيرة الألمان النازيين و بعض القوميين من أجناس أخرى قليلة و هذا أيضا مناقض لما علمونا إياه، لكن الأغرب من ذلك هو أنه سمح لقوات الـ "إس إس" من المسلمين بأداء صلاتهم و شعائرهم كما شاؤوا بينما لم يكن يسمح الإتحاد السوفيتي بذلك مثلا، و هناك صورا عديدة تسربت في الفترة الأخيرة إلى الإنترنت و مقالات بدأت تعلق على ذلك و بدأت في التكاثر، حتى إن كان بعضها عنصريا لكي تشوه الإسلام كجزء من حملة الدعاية الظالمة ضد الإسلام و هو ما يزيد من قناعاتي بأن هتلر و ألمانيا النازية حتما كانوا قد تعرضوا إلى نفس الحملة من التهويل لسلبياته مع بعض من الكذب المختلق.
إن المعروف حتى في الأوساط الغربية أن هتلر لم يكن بالشخص البرجماتي بعد وصوله للسلطة و أنه كان شخصا عنيدا جدا في السلطة  مصاب بجنون العظمة و بالتالي لم يكن يتفاوض و لا يساوم على مبادئه، و كان ذلك أحد أسباب خسارته للحرب، و لقد رفض الانسحاب من "ستالينجراد" على الرغم من هول خسائره هناك ضاربا عرض الحائط بنصائح جنرالاته و مستشاريه، و لقد لعبت معركة ستالينجراد دورا محوريا في إضعاف الجيش النازي و كانت نقطة التحول على الجبهة الشرقية لألمانيا و بداية التدهور على تلك الجبهة، إلا أن التناقض هنا هو كيف أنه سمح للمسلمين بكل هذا على الرغم من تصلبه العنصري و الاليديولوجي! و لا أرى أن السبب كان لمجرد مشاركة المسلمين للنازيين في كراهيتهم للصهيونية! و أقول لا يستوي هذا الأمر، فمثلا لماذا لم يفعل الشيء نفسه مع السوفييت الذين لم يكونوا على ود مع اليهود أيضا، و الذين عزولوا اليهود في أحياء محددة في موسكو فيما يشبه "الجيتو" كما فعل هتلر، و لم يكن الإتحاد السوفيتي أبدا حليفا لإسرائيل أو الفكر الصهيوني منذ البداية حتى النهاية، و كانت العلاقات بين ألمانيا النازية و السوفييت حسنة في بداية الحرب بل و تقاسما بولندا، إذا هذا ينسف النظرية الغربية المرتكزة على العنصرية ضد اليهود حتى النخاع من الأساس.
مسجل لهتلر و لبعض مفكريه و قادته العديد من المقولات التي لا تعادي الإسلام، و منها التي تحترمه و تحترم عقيدة جهاده خاصة، و منها ما يعترف بأن أوروبا كانت ستصبح مسلمة و كذا ألمانيا و الجنس الآري لو لم يفشل المسلمون في فتح فرنسا، و بهذا كان الآريون سيكونون أفضل مزيج قتالي في العالم، و مسجل له و لقادته أحاديث عن أهمية دعم حركات الاستقلال العربية، ليس حبا في قيم الحرية و العدالة و لكن على أقل تقدير نقول أنه لم يكن للعرب و المسلمين نفس الكم من الكراهية و العنصرية النابعتان من رؤيته السياسية و القومية، بل وجدت النازية أرضية لها في العالم العربي المسلم فكريا و لو بصورة محدودة، و ألهمت العديد من الأحزاب الناشئة أو حتى الضعيفة في تلك اللحظة من التاريخ، بل كان العرب يوقرون "روميل" الغني عن التعريف و كانوا يطلقون عليه لقب "الفوهرر" و هو لقب هتلر، و في سوريا المستعمرة من فرنسا في تلك الأيام ازدادت حدة المواجهات بين السوريين و الجيش الامبريالي الفرنسي على خلفية سقوط فرنسا في قبضة هتلر، و كان العديد من السوريون يلصقون الملصقات و يكتبون على الجدران و يتحدثون بأن الله في السماء و من بعده على الأرض هتلر،. إذا هل يجب أن نصدق أن هتلر كان الشيطان الأعظم و المطلق؟ لا أستطيع أن أرى الأمور بهذه الصورة، و إنما أراه و فكره مجرد الشيطان الأعظم الذي سلط على الغرب الرأسمالي الامبريالي و الصهيونية العالمية ليس أكثر، و لم يرتكب ما لم يرتكبوه هم أنفسهم.
أضيف أنه بحسب العديد من المصادر و الوثائق، سنجد أن هتلر كان قد التقى بمفتي القدس في وقته، و بعض شخصيات عربية و مسلمة أخرى، و تم تبادل الوفود و الزيارات بينهم و لقد قلد مفتي القدس تقليدا فريدا من نوعه و هو الآرية الفخرية!
الاستنتاج:
في نهاية المطاف لا يسعني سوى أن أقول أنه على الرغم من كل مايروج من مغالطات تاريخية مبنية على التشويه المبالغ فيه و المتعمد لكل من يعادي السياسات الصوهيو- غربية و يحاول فرض رؤية جديدة مغايرة لما يريدون، سيتعرض لنصيب كبير من التشويه و المغالطة، و هذه هي نفس اللعبة القذرة التي تلعبها الآلة الإعلامية الغربية ضد الإسلام اليوم، و التي لعبتها ضد السوفييت سابقا بدعم إسلامي و مساندة إسلامية من قيادات العالم الإسلامي المحورية و التي تناست في فترة ما من التاريخ أن الإتحاد السوفيتي كان القوة العظمى الوحيدة التي ساندت قوى التحرر العربية و ساندت الاقتصاد و القضايا العربية و منها القضية الفلسطينية، و معها المجهود العربي العسكري السوري و المصري حتى تحرير الأرض، و كانت السند الوحيد بعد الله تعالى في استرجاع قناة السويس، و ساندت ليبيا و العراق لكن على أية حال هي نفس اللعبة القذرة التي لا يريد حكامنا التعلم منها، أو إخراجنا من دائرتها.
لم يتصرف هتلر من وجهة نظري كشخص مجنون أو أحمق، لأن التخطيط الاستراتيجي، و التفكير و البحث، و التأثير في الجماهير و الخطابة، و تفهم ما كان يدور في وجدان الأمة ليسوا من سمات الشخصيات المختلة، و لا أتفق معه و لا أدافع عنه، و إنما أقول أنه و بالرغم من شجبي و مقتي التام لأي صورة من صور العنصرية و العنف  أننا في حاجة لإعادة النظر في التاريخ ككل و علينا أن لا نستورد الكتابات التاريخية و إنما علينا و على مفكرينا و مؤرخينا العمل على قراءة التاريخ بصورة أكثر حيادية لأن ما لفق أو هول ضد الغير بالأمس هو نفسه ما يلفق ضدنا اليوم، و هذا سيقودنا و يقود صناع قرارنا إلى رؤى أكثر عمقا، إن كانوا يعقلون. نعم علينا أن نطلع و نقتبس و نترجم، لكن لا يجب علينا الوقوف عند ذلك الحد بل علينا أن ننتقد، و نطور، و بهذا تصنع و تتطور الحضارات.
في النهاية أقول وصف هتلر بالمجنون لأنه أراد أن يغير العالم حسب رؤيته هو و لكنه خسر، و لو لم يكن الخاسر لكان سيوصف بالعبقري الآن و لبتنا و العالم نستورد منه و من بلاده – النازية - القيم و المثل و الحضارة، و نفس الشيء بالنسبة للشيوعية و الإتحاد السوفيتي، و سيكون هو نفس الشيء الذي سنفعله كأمة مفلسة، و العديد من شعوب العالم عندما تسود الصين و/أو دول شرق أسيا على العالم. لذا أتمنى أن يكون لنا نموذجا ورؤية حقيقية قائمة على فكر، و اقتصاد و صناعة، و علم، و ليس على استنساخ نماذج العصور الوسطى للحضارة الإسلامية، و ليس على استيراد كل ما ينتجه الخواجة و الاعتماد عليه و كان الله بالسر عليم، و الله بالسر عليم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق