المسرح العراقي اليوم بين مطرقة النقاد وسندان الدولة/ علي التاجر

مرة اخرى سادلو بدلوي المثقوب ، فانا ممثلٌ ما انا بناقد ، ودافعي ، انني ارى المسرح العراقي الان ، يئن بين مطرقة النقاد وسندان الدولة ، مطرقة لا يُعجبها العجب العجاب وسندان لا يفقه شيئا عن فن المسرح ، او انه يفقه ويدرك دور واهمية المسرح في حياة الشعوب ، فأضمر له العداء ، لانه ، المسرح يكشف بشكل جلي عورات السندان....

ويبدو لي ان مسرحيّينا بعد 2003 في ظل مساحة الحرية المتاحة قد نسيوا أو تناسوا بان المسرح رسالة ، وان المسرح مدرسة للشعب ، وان مدرسة المسرح هي ارقى مؤسسة لجني ثمار الحضارات ، تناسوا وعملوا على ان يكون المسرح سلعة كمالية لا يقتنيها سوى النخبة من المثقفين والفنانين والمهتمين بشؤون المسرح  ، ولا اريد الاطالة إذ انني لا اود ان اكون قاسيا بحق احد ، فالتجاوزات كثيرة و ( الشللية ) فاعلة ، أما تهميش المحافظات فحدث ولا حرج ...

لقد افرز الاحتلال معطيات اجتماعية سلبية تندرج في خانة الكوارث . سلطة تدعي انها تخاف الله نهبت بلدنا بلا رحمة وتركته كبيت بلا ابواب او نوافذ ليدخله سفلة جاؤوا من كل بقاع الدنيا ، وطن يتفتت وكفاءات غادرته لتبحث عن مكان آمن ، خريجون صُرفت عليهم امولٌ طائلة ، هاجروا لان فرص العمل امامهم معدومة ، اما من لم يستطع الهجرة ، فان من الطبيعي ان يكون فريسة سهلة لحواضن شريرة كالارهاب والجريمة المنظمة وتجارة الممنوعات . ومما زاد الطين بلة غياب او ايقاف قوانين تلعب دورا كبيرا في الحدّ من ضياع الشباب ، كالخدمة الالزامية للعلم وقانون الزامية التعليم ، والأخير أدى الى تسرب اعداد كبيرة من طلبة المدارس ....

المسرح المدرسة ، المسرح الرسالة  ومدرسة المسرح تلعب دورا ايجابيا كبيرا في بث روح الوعي بكل اشكاله في عقول ووجدان الناس . ان على الدولة والمهتمين بالمسرح ، في هذه المرحلة الاصعب لوطننا ان يعودوا الى نقطة الصفر ، فرق شبابية تتشكل لتجوب القرى لتقدم عروضا تعبوية تفتح عقول الناس ومن القرى الى القصبات والنواحي والاقضية وسينجح المسرح الرسالة والمدرسة نجاحا كبيرا .......

هل من يسمع  ..... هل من يفهم .....هل من يحب العراق قبل اي شيئ
**
علي التاجر في سطور

علي التاجر ممثل وكاتب عراقي قدير وهو أحد أبرز فناني الدبلجة للأعمال الكارتونية ، فمن أعماله الخالده في ذهن الاطفال الصغار واليوم أصبحوا آباء وأمهات دور "سامر" في مسلسل رنا ، و "صقر" في مسلسل الحوت الابيض وشخصيتي "فرفور والعقرب الكبير" في مسلسل سفينة الاصدقاء  و"كركوب"في مسلسل نوال و"الفزاعة" في رحلة العجائب وغيرها من البرامج التربوية والتوعوية للأطفال.

    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق