وجهان
22-4-1986 ـ في القطار المتجه من بغداد الى الموصل
وجهان عليك ان تختار احد منهما
الاول ! ساذج وعاري
يكتنفه الوهن
ممتلئ .. بالخدع
والثاني ...
قناعه درع ...
مادته ثقافة
يتهرب من الحقيقة ويطعنك من الظهر
انه ... ماكر
في قلبه يكمن البغض
رشح احد الوجهين
اختار من بينهم الاصلح
الى الشهيد جلال يوسف
16-5-1986
كنا ... سبع اشخاص
نتقاسم الخبز والخمر
نتقاسم الابتسامات والسلام
كنا ..
ندرس سوية .. ونبتسم
كنا نقول ... كنا نكتب ... نشرب ... ناكل ...
ولكن آه ..
فاحدهم اسير .. والثاني مفقود ... والثالث
شهيد ... والرابع جريح
اما الخامس ! فقطعت اخباره عني
والسادس !!!
لا اراه الا في التعازي ... او الشارع
اما انا السابع ! من يدري
ان كان هناك من يكتب عني شئ
هذه .. هي الحرب ...
لا بل الدمار
سبع اشخاص ... كنا نتقاسم الاحاديث
وقصصات الورق
اردنا ان نرسم الوطن
فبدأنا من القرية ... الى القضاء
وقبل ان نصل المدينة افترقنا
ولكننا اقسمنا ان نواصل المسير
في الجامعة ... او في ساحة الوغى
لنكمل صورة الوطن
ولاننا افترقنا ..
فلم استطيع ان اتعلم الرسم
يبقى صديقنا جلال
وحده وبلحظة
رسم الوطن بدمائه
على رمال العمارة
وكلمة الشهيد
احبك .. ام لا احبك
الى قنتا ...22-3-1986
احبك .. ام لا احبك
حين اراك ...
يرتجف جسمي
وتتسارع دقات قلبي
واقرر ان لا اراك ثانية
وفي لحظة الفراق
يتاجج حبي
فاشتاق لرؤياك واقرر ان لا افارقك الا في
الممات
احبك .. ام لا احبك
اتركك ام .. لا اتركك
اي صراع انا فيه
فان تركتك ولدت ضمآنا في الصحراء
وان بقيت على حبك
يغتالني كبرياؤك
وان كنت تجهلين حبي
فاسألي حدائق المسبح
لتقول لك كم من مرات طبعت حبي على المصطبات
لتعرفي ... رغم اني عاشرت المئات
ولكن لم اختار غيرك من بين الجميلات
كم مرة اصطدم شعاع عينيك بشعاعي
ليمد جسرا يربط بطينة قلبك بشرياني
ومن خوفي عليك استعرت لك اسما يلائم الحاني
فكل الاسماء توشحت باسمك
حتى صرت اسما للديار
البائع المتجول
24-3- 1986 مهدات الى الشهيد دانيال
كل صباح كان ينهض ليدفع عربته
ويودع اولاده بالتمنيات
وزرع الابتسامات
يسير .. وتسير العربة وهو يقول :
برغل .. حبية .. جريش ...
لم يكن يتصور يوما ... لحظة الفراق
ولم يكن يتصور الحرب والاهات
فلولا اطفاله .. لاكتفى برغيف خبز
كل ما كان يهمه ان يعود وفي كيسه الشمس والقمر
لتتوشح بهما عائلته وتزهو في العيد
لم يكن يتصور يوما
ان يستبدل القدر
الشمس والقمر بليل حالك السواد
او ان تحمل عربته تابوته
فشكرا ايتها العربة
سيتذكرك الاخرون بما كان لديك من الامجاد
اريد البياض
24-3-1986
اماه ...
اريد ان امشط شعري واتوشح بالبياض
اريد غصنة زيتون وانشودة الميلاد
غدا.. سنفرش ارض الكنيسة بالبياض
وغصن الزيتون ... وستتعالى اصواتنا في الاعالي
وسنقول في استقبال المسيح
المجد لله في العلى وعلى الارض السلام
فالسلام يا اماه .. لا يحب السواد
فدعيني .. ولو لبرهة اغتال السواد
لاتوشح بالبياض والابتسامات
فالمسيح قام ... وقامت معه حناجر الاجداد
اه .. يا جميلتي
لقد اغتال الطغاة البياض والافراح
وقلعوا الزيتون من الديار
فانى لي ان اجلب لك البياض
والحيطان مزينة بالسواد
الى الشهيد منير بطرس
24-3-1986
انتظري ... ايتها الزوجة
فانا قادم
غدا ... ساضع في جيبي عقد الزواج
لاقول لامر الكتيبة البارحة كان حفل الزفاف
وساعود ... ومعي كل البطولات
لنسافر .. الى حيث الشمس وزقزقة العصاقير
لنقول للشمس توقفي عن المغيب
فاليوم هو عرسي من جديد
جلست .. في الصباح وهي تودعه
وعيناها ابت ان تفارقه
وهي تنتظر دقة الباب
ها سياتي منير ... قبل الغروب
ليكمل العرس
ولكن ... اه
ففي الفاو كان عرس جديد
وسماؤها ... زغردت بوابل رصاصات
وتحول صوت الطبل والاوركن .. الى قرقعة الدبابات
ومن تحت اقدامها كست الرمال الجثث
عشرة ايام ... والجميع يفتشون عن منير
وزوجته ... تقف في الباب لتصلب اشعة الشمس
وهي تقول سيأتي منير ومعه عقد الزواج
لم تكن تدري انه في اجازة الى اللاعودة
لم تكن تدري سياتي وهو راكب التابوت
لم تكن تدري ... سيكون شهر العسل مع البندقية والرمل
في الجنوب
لم تكن تدري ... اشجار الفاو قد حبلت بالبنادق والمدافع
ها قد عاد منير الى البيت
ولكنه ...
طريق الحرية17-9-1986
طريق الحرية صعب
حاولوا ان يجتازوه السود والبيض
ولكنهم لم يفلحوا
مشى فيه الانبياء ولا يزال وعر
مشوا فيه الاف السنين
ولا يزال الجميع يراوح في نقطة
فطرها الصفر
مشكلتنا ... ليس لكوننا ضعفاء
ولا لاننا نخاف السير او الجوع
فاراضينا ... تفوح برائحة الازهار
وصوت الخرير ..
وطعم البترول
نسير ... ولا نفكر الا بما تشتهيه البطون
ترانا !
نشرب لكي نسكر
نقرا لكي نثرثر
نتزوج .. لكي نشبع
لذا ترانا .. عميان يقودهم جاهل اعمى
نسير .. ولا ندري الى اين
نكافح .. ولا ندري الا ترديد الشعارات
مئات السنين ... والنتيجة تحت الصفر
طريق الحرية صعب
أهل تريد الحرية ؟
وهل تسنطيع ان تدفع الثمن
ولكن !!
الحرية ليست شرب الخمر وممارسة الجنس
طريق الحرية صعب
ولكن من يستطيع اجتيازه ؟
مئات السنين نحارب ونكافح
والنتيجة هي الصفر
مئات السنين نقول :
يسقط الاستعمار
ونحن مقتنعون باننا مستعمرين للابد
مئات السنين نفتش عن حقوق الانسان
ونحن مقنعون بالذل والفقر
ونمارس الارهاب
طريق الحرية صعب
لانه اقتحموه من هم اكثر برابرة
من نيرون وهولاكو وسلاطين العثمان
22-4-1986 ـ في القطار المتجه من بغداد الى الموصل
وجهان عليك ان تختار احد منهما
الاول ! ساذج وعاري
يكتنفه الوهن
ممتلئ .. بالخدع
والثاني ...
قناعه درع ...
مادته ثقافة
يتهرب من الحقيقة ويطعنك من الظهر
انه ... ماكر
في قلبه يكمن البغض
رشح احد الوجهين
اختار من بينهم الاصلح
الى الشهيد جلال يوسف
16-5-1986
كنا ... سبع اشخاص
نتقاسم الخبز والخمر
نتقاسم الابتسامات والسلام
كنا ..
ندرس سوية .. ونبتسم
كنا نقول ... كنا نكتب ... نشرب ... ناكل ...
ولكن آه ..
فاحدهم اسير .. والثاني مفقود ... والثالث
شهيد ... والرابع جريح
اما الخامس ! فقطعت اخباره عني
والسادس !!!
لا اراه الا في التعازي ... او الشارع
اما انا السابع ! من يدري
ان كان هناك من يكتب عني شئ
هذه .. هي الحرب ...
لا بل الدمار
سبع اشخاص ... كنا نتقاسم الاحاديث
وقصصات الورق
اردنا ان نرسم الوطن
فبدأنا من القرية ... الى القضاء
وقبل ان نصل المدينة افترقنا
ولكننا اقسمنا ان نواصل المسير
في الجامعة ... او في ساحة الوغى
لنكمل صورة الوطن
ولاننا افترقنا ..
فلم استطيع ان اتعلم الرسم
يبقى صديقنا جلال
وحده وبلحظة
رسم الوطن بدمائه
على رمال العمارة
وكلمة الشهيد
احبك .. ام لا احبك
الى قنتا ...22-3-1986
احبك .. ام لا احبك
حين اراك ...
يرتجف جسمي
وتتسارع دقات قلبي
واقرر ان لا اراك ثانية
وفي لحظة الفراق
يتاجج حبي
فاشتاق لرؤياك واقرر ان لا افارقك الا في
الممات
احبك .. ام لا احبك
اتركك ام .. لا اتركك
اي صراع انا فيه
فان تركتك ولدت ضمآنا في الصحراء
وان بقيت على حبك
يغتالني كبرياؤك
وان كنت تجهلين حبي
فاسألي حدائق المسبح
لتقول لك كم من مرات طبعت حبي على المصطبات
لتعرفي ... رغم اني عاشرت المئات
ولكن لم اختار غيرك من بين الجميلات
كم مرة اصطدم شعاع عينيك بشعاعي
ليمد جسرا يربط بطينة قلبك بشرياني
ومن خوفي عليك استعرت لك اسما يلائم الحاني
فكل الاسماء توشحت باسمك
حتى صرت اسما للديار
البائع المتجول
24-3- 1986 مهدات الى الشهيد دانيال
كل صباح كان ينهض ليدفع عربته
ويودع اولاده بالتمنيات
وزرع الابتسامات
يسير .. وتسير العربة وهو يقول :
برغل .. حبية .. جريش ...
لم يكن يتصور يوما ... لحظة الفراق
ولم يكن يتصور الحرب والاهات
فلولا اطفاله .. لاكتفى برغيف خبز
كل ما كان يهمه ان يعود وفي كيسه الشمس والقمر
لتتوشح بهما عائلته وتزهو في العيد
لم يكن يتصور يوما
ان يستبدل القدر
الشمس والقمر بليل حالك السواد
او ان تحمل عربته تابوته
فشكرا ايتها العربة
سيتذكرك الاخرون بما كان لديك من الامجاد
اريد البياض
24-3-1986
اماه ...
اريد ان امشط شعري واتوشح بالبياض
اريد غصنة زيتون وانشودة الميلاد
غدا.. سنفرش ارض الكنيسة بالبياض
وغصن الزيتون ... وستتعالى اصواتنا في الاعالي
وسنقول في استقبال المسيح
المجد لله في العلى وعلى الارض السلام
فالسلام يا اماه .. لا يحب السواد
فدعيني .. ولو لبرهة اغتال السواد
لاتوشح بالبياض والابتسامات
فالمسيح قام ... وقامت معه حناجر الاجداد
اه .. يا جميلتي
لقد اغتال الطغاة البياض والافراح
وقلعوا الزيتون من الديار
فانى لي ان اجلب لك البياض
والحيطان مزينة بالسواد
الى الشهيد منير بطرس
24-3-1986
انتظري ... ايتها الزوجة
فانا قادم
غدا ... ساضع في جيبي عقد الزواج
لاقول لامر الكتيبة البارحة كان حفل الزفاف
وساعود ... ومعي كل البطولات
لنسافر .. الى حيث الشمس وزقزقة العصاقير
لنقول للشمس توقفي عن المغيب
فاليوم هو عرسي من جديد
جلست .. في الصباح وهي تودعه
وعيناها ابت ان تفارقه
وهي تنتظر دقة الباب
ها سياتي منير ... قبل الغروب
ليكمل العرس
ولكن ... اه
ففي الفاو كان عرس جديد
وسماؤها ... زغردت بوابل رصاصات
وتحول صوت الطبل والاوركن .. الى قرقعة الدبابات
ومن تحت اقدامها كست الرمال الجثث
عشرة ايام ... والجميع يفتشون عن منير
وزوجته ... تقف في الباب لتصلب اشعة الشمس
وهي تقول سيأتي منير ومعه عقد الزواج
لم تكن تدري انه في اجازة الى اللاعودة
لم تكن تدري سياتي وهو راكب التابوت
لم تكن تدري ... سيكون شهر العسل مع البندقية والرمل
في الجنوب
لم تكن تدري ... اشجار الفاو قد حبلت بالبنادق والمدافع
ها قد عاد منير الى البيت
ولكنه ...
طريق الحرية17-9-1986
طريق الحرية صعب
حاولوا ان يجتازوه السود والبيض
ولكنهم لم يفلحوا
مشى فيه الانبياء ولا يزال وعر
مشوا فيه الاف السنين
ولا يزال الجميع يراوح في نقطة
فطرها الصفر
مشكلتنا ... ليس لكوننا ضعفاء
ولا لاننا نخاف السير او الجوع
فاراضينا ... تفوح برائحة الازهار
وصوت الخرير ..
وطعم البترول
نسير ... ولا نفكر الا بما تشتهيه البطون
ترانا !
نشرب لكي نسكر
نقرا لكي نثرثر
نتزوج .. لكي نشبع
لذا ترانا .. عميان يقودهم جاهل اعمى
نسير .. ولا ندري الى اين
نكافح .. ولا ندري الا ترديد الشعارات
مئات السنين ... والنتيجة تحت الصفر
طريق الحرية صعب
أهل تريد الحرية ؟
وهل تسنطيع ان تدفع الثمن
ولكن !!
الحرية ليست شرب الخمر وممارسة الجنس
طريق الحرية صعب
ولكن من يستطيع اجتيازه ؟
مئات السنين نحارب ونكافح
والنتيجة هي الصفر
مئات السنين نقول :
يسقط الاستعمار
ونحن مقتنعون باننا مستعمرين للابد
مئات السنين نفتش عن حقوق الانسان
ونحن مقنعون بالذل والفقر
ونمارس الارهاب
طريق الحرية صعب
لانه اقتحموه من هم اكثر برابرة
من نيرون وهولاكو وسلاطين العثمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق