ما يحتاجه بيتك يحرم على الجامع/ إيمان حجازى

حتى وإن كانت المقولة مشكوك فى مدى صحتها ِ لكن تذكرتها وأتذكرها كلما مررت من ميدان طلعت حرب ِ بعد فلفلة وريش كافيه هناك رجل كبير صحيح معافى قوى البنية يجلس بإستمرار بجلبابه الأبيض منذ العام 1998 ِ وكل يوم أراه يطالب الناس بالتبرع لبناء جامع مرة وكفالة يتيم مرة ِ ربما تغير أو ربما يتبدل مع غيره ِ إنما دائما هو رجل ليس مسنا وليس مترهلا ولا يبدو عليه المرض .

لو كان الموضوع كفالة يتيم ِ فهو أمر مستحب ِ ولكن السؤال الذى يحيرنى ِ أهذه القعدة التى يتخذها لنفسه ذلك الرجل تعد بمثابة عمل !؟
كيف لرجل مكتمل البنية صحيح معاف لا يعمل ويسأل الناس كل يوم حتى وإن كان لكفالة يتيم ِ ألم يرد عليه أن اليد العليا أفضل من اليد السفلى ِ لماذا لم يذهب هو يعمل عمل شريف ويتبرع بنفسه لكفالة اليتيم !؟

فأما عن بناء الجامع فأنا أعتقد ِ وهذا معتقد شخصى تماما ِ أننا ربما لابد أن نكتفى بالشروع فى بناء جوامع ِ فالأفضل أن نتوجه لبناء مدارس نعلم فيها الناس أصول وقواعد العبادة والتعامل مع الحياة بشرف  ِ الأفضل أن نتوجه لبناء مشافى تعالج الأمراض اللا متناهية التى تصيبنا يوما بعد يوم . أن نتوجه لبناء منازل تحفظ للمواطن السلامة والصحة النفسية بدلا من ترك الزوج والزوجة والأولاد وربما يجتمع معهم أم الزوج أو أخواته البنات أو أخيه الأصغر ِ وطبعا لا خصوصية ولا سلامة دينية ولا دنيوية .

ليس معنى كلامى إستبدال التبرع للجامع بالتبرع للمدرسة أو المستشفى ِ بالطبع لأ ِ إنما بالأساس كل ما أردته هو إرساء مبدأ العمل عبادة فوق الجلوس وطلب التبرع مهما تعالت الغاية .

وعلى هذا الأساس يأتى أيضا الرفض التام لكل المؤسسات أو الجهات المختلفة التى تبيت تستجدى من المواطن ليل نهار ِ حتى كاد يبيع الحديدة لا ليأكل بل ليتبرع بها .

أصبح التبرع شيئا خانقا للروح وليس طريقا للترويح عن النفس ِ ولما لا فقديما قالو إن الشئ إن زاد عن حده إنقلب الى ضده ِ وموضوع التبرع فاق كل إحتمال للبشر .

إرحمونا يرحمكم الله .....
ألا هل بلغت اللهم فأشهد ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق