شهداء الكلمة الفلسطينيون يخيفون الصهانية وهم في قبورهم/ فؤاد شريدي

اذهب عميقا في دمي .. واذهب عميقا في الطحين
لتصاب بالوطن  البسيط .. وباحتمال الياسمين

                                      محمود درويش

   كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش  تحولت الى كوابيس  تؤرق المحتل الصهيوني  ..محمود درويش وهو في قبره  يخيف بكلماته قادة العدو الاستيطاني العنصري ..

   كلمات  الشاعر محمود درويش تحملنا الى يرقد .. لنرى عشبة خضراء نبتت على قبره  تراقصها الريح .. وكانها تقول للدنيا.. هنا يرقد محمود درويش .. ما انا مجرد عشبة نبتت فوق هذا الضريح .. انا عشبة تحمل في وريقاتها  قصة كل شهيد وكل اسير .. وكل جريح سقط من اجل فلسطين ..

   الاحتلال الصهيوني  لفلسطين  سيظل صفحة سوداء في تاريخ الانسانية..

   الحركة الصهيونية اخذت العالم الى حربين عالميتين .. ومن يتسنى له مراجعة ارشيفهما سيدرك ان الحركة الصهيونية قد تركت بصماتها عليهما .. ولا يتسع المجال في هذا المقال لنؤكد هذه الحقيقة ولندرك ان هذه الحركة لم يقتصر خطرها على فلسطين ومحيطها القومي على امتداد الهلال السوري الخصيب  وهذا ما حظر منه مؤسس الحزب السوري القومي  الاجتماعي  انطون سعادة  في الثلاثينيات من القرن الماضي ..

  الحركة الصهيونية تحاول الغاء كل خير وكل حق وكل جمال  في حياة شعبنا الفلسطيني .. انها الباطل يقاتل الحق .. انها القبح يحارب الجمال .. انها الشر يحاول القضاء على الخير ..

  عندما احتل الصهاينة فلسطين توهموا اننا كهنود اميركا الحمر يمكن اقتلاعنا من ارضنا  والغاء هويتنا القومية  وتقطيع جذورنا الانسانية ..

   الحركة الصهيونية تحاول ازالة والغاء وجهنا الانساني .. فهي دترتعد وتخاف من الكلمة والقصيدة  واللوحة والموسيقى ..

    مسيرتنا النضالية الفلسطينية فيها العديد من شهداء الكلمة والقصيدة واللوحة  وانا اذكرهم مع قهوتي الصباحية ومع كل رغيف خبز  وكل كوب ماء .. ومع اشراقة كل صبح وغروب كل مساء .. انهم الحاضرون دائما في فضاء قلبي وروحي ..
غسان كنفاني الذي بدأت رواياته تؤرخ الوجع الفلسطيني .. خافته الحركة الصهيونية  فاغتاله الموساد  ( الاسرائيلي ) في الثامن من تموز عام ١٩٧٢ في بيروت ..

   الشاعر الفلسطيني كمال ناصر يومها بكى غسان كنفاني وقال لمن حوله في موكب الجنازة
( هكذا يكون عرس الكاتب الشهيد .. فهل ستتاح لي هذه الجنازة يوما  واوصي ان ادفن الى جانب الشهيد غسان كنفاني  )

  وفي العاشر من نيسان عام ١٩٧٣ اهتز قلب بيروت وهي تشهد استشهاد الشاعر الفلسطيني كمال ناصر هو ومحمد يوسف النجار وكمال عدوان .. لقد وصلت اليه يد الموساد المجرمة .. وكما اوصى دفن الشاعر الشهيد كمال بطرس ناصر  المسيحي في مقبرة الشهداء الاسلامية في بيروت ..

    الرسام الفنان ناجي العلي لم يكن يحمل بندقية .. بندقيته كانت ريشته.. ريشته اخافت الحركة الصهيونية .. واصبح الطفل الفلسطيني حنظلة  الذي ولد من رحم ريشته رمزا لاجيال فلسطينية لم تولد بعد .. لتحرضهم على مقارعة الاحتلال  والقتال بلحم الاظافر والحجر.. ناجي العلي اخافهم  فاغتاله الموساد ( الاسرائيلي ) في لندن في ٢٢ـ٨ ـ ١٩٨٧...

   ناجي العلي يرقد في قبره في مقبرة روك وود الاسلامية في لندن .. ولكن الطفل الفلسطيني حنظلة ما  زال يمشي في ازقة مخيم عين الحلوة  وفي مخيم نهر البارد  وفي مخيم البداوي .. وحيث يوجد مخيم فلسطيني يرتفع كشاهد على جريمة الاحتلال  الصهيوني .. الذي احتل فلسطين ليشرد اهلها ويحولهم الى لاجئين  يسكنون الخيام والاكواخ ..

   ميري ريغيف  وزيرة الثقافة في حكومة الاغتصاب الصهيونية والتي تنتمي الى حزب الليكود  اليميني  غادرت احتفالا كان يقام في مدينة اسدود الفلسطينية .. احتجاجا وخوفا من اغنية غناها مغني الراب الفلسطيني تامر نفار وهي قصيدة لمحمود درويش ( بطاقة هوية ..سجل انا عربي  ).. هذه الوزيرة اخافتها كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش .. وقالت للصحافيين  ( تركت الحفل  خلال  اغنية قصيدة محمود درويش .. لانني لا املك ذرة صبر على محمود درويش وعلى كل من يريد شعب ودولة اسرائيل  )..

    من يقتل من .. يا ميري ريغيف .. ومن يدمر من .. هل تركتم شيئا في حياتنا ولم تدمروه ..

  ولكن يجب ان تعلمي  ايتها الليكودية الحمقاء.. ان روايات غسان كنفاني  وقصائد كمال ناصر  وقصائد محمود درويش .. وقصائد الشاعر سميح القاسم .ستظل تلاحقكم وتقض مضاجعكم  .. وستظل الشاهد على قيم الحق  والخير والجمال  المتجذرة في انسانيتنا .. والشاهد على اجرامكم .. وبشاعة الغدر  والحقد والشر المتجذر في قلوبكم وعقولكم ..
  والتاريخ يشهد انكم قتلة الانبياء والقديسيين.. وسيأتي يوم اما سترحلون او تنتحرون على ارضنا الفلسطينية

سدني ـ استراليا                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق