ضفافُ العباس/ الدكتور نوري الوائلي

بمناسبة أربعينية شهداء الطف كتبت هذه القصيدة

سَلامٌ على القَمرِ الأذْهبِ...سَلامٌ على الفاضلِ الأطْيبِ

سَلامٌ عليكَ  شِهابُ السّماءِ ...... وفذّ منَ الفاتكِ  الأصْهبِ

أقومُ لذكْركَ والعالمينَ ......  جَلالاً الى قدْركِ الأرْحبِ

مَقامُكَ تحْبوْ إليّه القلوبُ …… فمنْ مُستغيْثٍ ومنْ مُنْدبِ

وبيْن الحُسينِ وبيْنُكَ فيضٌ ….. من العاشقينَ فلم يَنْضُبِ

فيا صَاحِبَ النّخْوةِ الباسلِ ….. وسيفَ الكرامةِ من يثْرِبِ

وساقي العُطاشى بيوْمِ الطُفوفِ…. وحامي الخدورَ وأهلَ النبي

تبَاركتَ منْ عالمٍ عابدٍ …. شُجاعٍ كفيلٍ وذي مَحْربِ

وبدرٍ يُنيرُ بلا أُخْسفِ  ….. وشمسٍ تُضيئُ بلا مغْربِ

عَرفتُكَ بَابَ الحَوائجِ منْذُ …. غَدوتُ غَريقًا بلا مَرْكبِ

فما ردّ ربّي دُعائي اليّه …. وكنُتَ الشفيعَ الى المطْلبِ

وَرثتَ الشّجاعةَمن والديْكَ…وَخيرَ الخِصالِ بلا أعْيُبِ

مِنَ الشامخينَ الفُحولِ الكرامِ  …. ولدْتَ ومنْ خيرةِ الأنْسُبِ

فأنتَ السّليلُ من الكبرياءِ….سَليلُ عليّ أبي الأترُبِ

وأنتَ الوليدُ لأُمِّ البنينَ  …. وَخيرِ الأمومُةِ من يَعْرُبِ

يا بنْتَ حُزامِ هنيّأّ إليكِ ....... بهذا الفضيْلِ المجيْدِ الأبي

فأنتِ رُزقتِ بخيرِ البنينَ…..من الضرْغمِ الأشْوسِ المُنْجبِ  

حَملتَ لواءَ الفتوْحِ العظيْمِ  ........  وكنُتَ الحِزامَ على الأصْعبِ

فَنازلتَ كالجحْفلِ الماردِ........  وَقاتلْتَ بالصّارمِ المقْضبِ

كرَرْتَ على الواثبينَ العُتاةِ……كِرارَ الأسودُ على الربْربِ

وقفْتَ عشيْقاً لأرضِ الوغى …….وما كانَ في الموتِ منْ مَهْربِ

تَسابقتَ والموْتُ للصّارمينَ......سِباقَ الجيْاعِ إلى المعْشبِ

طحنْتَ إلى الموْتِ من صَيْدحٍ ......  بكفّيكَ طحْناً ومنْ مُصْعبِ

رَبطتَ الرّدى مع كُلّ الحُشودِ ..... إلى حبْلكَ القابضِ المكْربِ

فلم يبقَ بدّ لوقعِ المنونِ ……. فناخوا إلى النيْطلِ المُرْعبِ

فما ضَرباتُكَ بالخاطِئاتِ  …… بلْ كنَّ كالأسهمِ الصيّبِ

كَشفْتَ الحُشوْدَ عنِ العلْقمِ……وَنلتَ الفُراتَ ولم تُقْربِ

ولجْتَ المياهَ ظميّاً وكانتْ……. زُلالاً إلى قلبكِ المُلْهبِ

مَلئتَ يَديكَ فسرّ الفُؤادُ…….ولكنْ ، أبيتَ ولم تَشْربِ

أبيتَ لأنّ الحُسينَ ظميٌّ …وأهلَ الرسولِ بلا مَشْربِ

حَملتَ القِرابَ إلى الظامئينَ…..وسيرُكَ فاقَ على المنْهبِ

فلانَ الحديدَ وأعيا الخيولَ  …..أليمُ القتالِ ولم تَتْعبِ

كَبحرِ الكليمِ فلقتَ الصّفوفَ …….وتابعتَ كالحَاشدِ الأصْلبِ

تَهاوتْ عليكَ السّهامُ ألوفاً…  وَعينُك رُجّتْ ولم تُرْعبِ

فَمالوا عليْكَ بكُلّ القُساةِ…….وجذّوا كفُوفَك بالمقْلبِ

ونالَ عُلاكَ عَمودُ الجبانِ…..فَجالدْتَ كالشامخِ القعْضبِ

نَزفتَ وقُوفاً فجفّ الفُؤادُ……وَسرْتَ إلى الأرضِ كالأشْهبِ

أتاكَ أخوْكَ يَشدُّ الجراحَ…..وما فيْكَ بضْع بلا مَضْربِ

قُتلتَ وفيّاً لسبطِ الرّسولِ ..... وزبْراً إلى الموتِ لم يُغْلبِ

تَرامَى الترابُ لهوْفاً فَخوراً ...... على جسْمكِ الظامئ المُخْضبِ

فصارَ لديكَ منارَ الأُباةِ .....  شُعاعاً من اللؤلؤِ المُذْهبِ

تركتَ العُطاشى كجدْبٍ ولكنْ  ….. بذلتَ المُحالَ فلم تُعْتبِ

وأنْجدْتَ حتّى أتاكَ اليقينُ  ….. طريقَ السّماءِ بلا مأربِ

سَلامٌ يظلُّ يديْك اللتين …… مقْطوْعتان منَ المنْكبِ

تركتَ وراءكَ فمن ميّتٍ …. بركبَ الحسينِ ومنْ مُسْلَبِ

تَنوحُ السّبايا ورأسُك يعلو…… مُضيئاً على الرمحِ كالكوْكبِ

شهدْتَ حروبَ أبيك الإمام….  ولكنْ كفاكَ إلى الأنْسبِ

كفاكَ لتحيا خُلودَ الحسينِ..... دليلاً إلى المُرسلِ الأهْيبِ

أبا الفضلِ تعلو قبابُك بدراً……كما البدرُ أنتَ على الغيْهبِ

وبين الحُسينِ وبينُك نورٌ…..يَشقُّ السّماءَ ولم يُحْجبِ

خِصالُكَ قولٌ وليسَ اللسانُ  ….. برغمِ البلاغةَ من أرْيبِ

فما قلتُ فيك غلوّ الجهولِ  ......  وما كنُتُ في العالمين الثبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق