لحظة تم فيها تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة ولكنها لحظة فارقة لمصر كلها وبخاصة أقباطها فهذا العمل الجبان والذى ضرب به الإرهاب الدينى مصر هو نفس العمل الجبان الذى أصاب العالم فى 11 سبتمبر ففى 11 ديسمبر خرج شابا يعتنق فكرا ملوثا ليقتل أبرياء لا يعلمهم من أطفال ونساء تماما كما خرج 19 معتوها ملوثين بنفس الفكر ليقتلوا 3000 ضحية لا يعلمون من هم ولا تربطهم أدنى علاقة وبين 11 سبتمبر و11 ديسمبر خيطا رفيعا لا ينقطع لأن أصحاب هذا الفكر الملوث يعيثون فى كل الأرض فسادا ولا توجد نية صادقة فى إجتثاث هذا الفكر أو تغييره ولذلك ستستمر الكوارث ويتكرر رقم 11 إلى ما لانهاية لأن المرض خبيث وعلاجه مر حنضل.
وضخامة الحدث بالبطرسية ومثيلاته ليست بحجم عدد الضحايا ولا بالقيمة المادية للخسائر فقد يأتى زلزالا مدمرا وتنهدم مئات الكنائس أو الأبنية على روادها ويكون الضحايا أضعاف من ماتوا فى الحادث ولكن رمزية الحادث هى ما تثيره من شجون وألم ويأس لا ينتهى لأن الإرادة لمواجهة مشكلة الفكر المتطرف الإرهابى معدومة ومحفوفة بالمخاطر فهناك فريق يرى أن مواجهة هذا الفكر ستثير بلبلة وفتنة فيقولون الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ويفضلون أن يتركوا النار تحت الرماد أملا أن تخبو تلك النيران وتنطفئ وهى نظرية يتبناها السياسيين ومعتدلى الفكر أو بعض من يعتقدون أنهم مدنيون و حقوقيين وهم يعالجون الحمى ببعض المسكنات ومزيل الألم دون أن يقتربوا من علاج المشكلة الحقيقية.
وهناك على الجانب الأخر من يتبنون هذا الفكر ويعتقدون بكماله ولا يسمحون لبشر بمحاولة حتى النقاش فى إصلاح فكرهم المدمر ويعتبرون أنفسهم آلهه وفى أحسن الأحوال أنهم ظل الله على الأرض وهؤلاء يغمضون أعينهم وأذانهم معدومى الأحساس ولا يشعرون بالألم ويؤمنون بثقافة الموت لا الحياة ويتبنى هذا الفكر من يتخذون الدين وظيفة أو مصدرا هاما للقمة العيش الرغد يبيعون الدين ويحصلون على الثروات أو منظرين لجنة ينعموا فيها بكل محرمات الدنيا من جنس ونساء ونعيم وهم يبيعون تلك البضاعة الرائجة ويرعبوا كل من يتجرء ويرفض بضاعتهم الدموية هذا بالإضافة إلى مريديهم ومن تم غسيل أدمغتهم فصاروا كالدمى يحركهم الوهم ومستعدين لقتل كل البشرية لينعموا بجنات فى خيالهم المريض.
فالكنيسة البطرسية لن تكون الأخيرة فى تلك الأحداث فالشر قائم والفكر لا يقاوم والمال لا ينتهى لنشر الدمار وسيتكرر رقم 11 مصحوبا بشهر جديد ودماء جديدة تسيل على يد قتلة حولوا أنفسهم إلى آلهه يطلبون من الناس إما أن يعبدوهم هم أو يقتلوهم فهل يستيقظ ضمير الكثير ممن يصورون أنفسهم بأنهم ضد هذا الفكر ويقاوموه بالعمل وليس بالكلام وهل سيجرؤ السياسيين بأن يدفعوا ضريبة تلك المواجهات دون خوف أو كلل أو ملل أم أنهم سيؤثروا السلامة لأنفسهم ويجعلوا الخيط الرفيع الذى يربط بين 11 سبتمبر و11 ديسمبر ممدودا بل سيحولونه إلى سلسلة حديدية لا تنقطع ولا ينقطع معها سيول الدماء الذى أريقت على مر العصور بإسم الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق