معذرة لن أرقص هذا المساء/ فاطمة الزهراء فلا


أتساءل يا وطن
هل ضاع مني الوطن ؟
وتبعثر في الشتات
واختنق من الألم
وحاصره الجوع والردي
ووضعوا في طرقاته الأذي
ثم صرخوا آه يا حبذا
ياسيدي القمر
الليلة لن أرقص 
فلماذا الليلة عن الغناء 
مثلي لا تعتذر ؟
وتضع للمهزلة حد
وتأخذ سؤالي بمحمل الجد
هل أصبح الليل
بلا ندمان ولا سمر ؟
والوطن اليتيم حائر
عاني من أرق السهر
هل مات الوطن ؟
وهل يموت من بروحنا اندفن ؟
خذ روحي وارجع يا وطن
عد بي صبية تلهو
لا تعرف وخزات الألم
يناديها حلمها الصغير
فتجري بلا حذاء يؤرقها
ولا سروال ضيق
يثير من حولها الفتن 
يأيها المؤذن لا تنادي أبي
فأبي بلا عينين ولا ذراع
ولا أذن
غرق في ضباب من المحن
وأنا حورية المساء
أتحور مثل أقواس السحاب
باعني المغني وقبض الثمن
ومنحني قطعة من الحلوي
أصابها العفن
أشرب غيومي كالحيب
وأتمني ضمة من الفارس
الذي فوق جواده انكسر
لكنني أغيب تتملكني
رعشة الشتاء ويسحقني الألم
موتي وميلادي وبينهما
رحلة العصافير في الدجي
والبكاء والشجن
أسح من عيوني الشقاء
وأهازيج حب مستحيل
اغتالوه عند الفجر
وأوثقوه بالحبال
وسألوه سؤالا واحدا
ما كان 
سوي هل أحببت الوطن ؟
قال أعشقه 
ومن أجله أسف التراب
وآكل الملح والخبز والليمون
وأشرب المرار والمطر
أشعر بأن الجوع يأتيني
غدا أوبعد غد
والربيع بيني وبينه ألف سد
والليل يسرق أحلامي
ويلقيها للكلاب الضالة
فتعتذر لأنها كئيبة 
في جيده حبل من مسد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق