حملت كفني خفاش ليل/ فاطمة الزهراء فلا‏

حملت كفني خفاش ليل
وقد ودعت للأبد النهار
أولد في ملجأ أو زنزانة
والمحصلة بلادي مهانة
عصافيرها تطير وتغني
غناء الحزاني
مثلي لا ينام من الألم
وكيف أنقل القدم عن القدم
والبكاء في حلقي ينادي
أين يا قلب ذهب أصدقائي ؟
أوراقي تحترق
وحريتي تختنق 
وأعلن شقائي
الحياة في عيني بلا معني
غريب تائه معني
وشواطئي يملؤها الملح والصبار
والموج لا أدري أزرق
أم بلون الدم أحمر
بأنفاس من غرقوا
ولم يبق لهم في البحر أثر
تركنا الولد الوحيد
ليركب السفينة ولوح بيده
وأودعنا مع الحبيبة
بعض الصور
صورة حين كان يلاعبنا 
وصورته حين كان يشاغبنا
وحذاؤه المطلي بالدهان
وقميصه من ورده العبق
كان يسير للموت
ومعه الجميع يستبق 
واحتضن البحر الجماجم
وهاجمها من السماء المطر
الحيّ حيّ به , والميت تقذفه
أمواجه فهي للأحياء تصطفق
فانشد نشيدك للحكام
وصفق وهلل لكل من سرق
وأجمع الريح في كفّيك وطيرها
قصاصات من ورق
تكتب تاريخا مشوها
علي وجهه كل من قرأه بال وبصق
نامت السجون واكتظت بكل من عبر
فلم يبقى على الأرض 
من أحجارها حجر
فاشحذ فؤوسك 
يا ابن الشعب مقتلعا
هذي القبور التي للشعب قد حفروا
وأنت في قاع البحر تحتضر
وماتت حكمة فينوس
وهل بالضرورة كل من حمل السلاح
كان ذكر يقتلع الشجر ؟
ولا كل أنثي حملت جاءت بالثمر
والحكاية في بساطة
ينسج الجاني من الدمع وتر
وتاج العرس منسوج 
بدم العصفور
فانتحر القمر
يا صغيري سوف أحكي
لك عن وحش كان يلتهم
كل من عبر
ثم يغني للفريسه
علي نايه الحزين 
تتلوّى الأنثي كالأفاعي
تلدغ الأطفال في ليل النهار
وتتركهم في 
اللّيالي يحلمون
بذئاب تتجوّل
لكن نهايتها المشانق
ويقرأ تاريخا كل من يقرأه
عليه بال وبصق
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق