غش/ عبدالقادر رالة

   كثيرا ما كنا نعتقد أن التلاميذ هم الأغبياء ، لكن الاولياء هم الذين يدفعونهم الى البلاهة دفعا  !

في أحد المواسم الدراسية ، في فترات الامتحانات ، طلب أحد التلاميذ  من أمه أن تصنع له الحلوى ، لأن في الغد لديه امتحان  ، فاعتقدت بحسن نية أن الامتحان احتفال ، فأعدت له حلوى لذيذة مشهورة في منطقتنا على شكل حلقات دائرية ، أكثر من عشر قطع!

وبعد أن وزعتُ عليهم ارواق الامتحان ، فتح محفظته  وانهمك في التهام الحلوى ، الأكيد أنه عجز عن الإجابة ....

وكلما همس له أحد زملاءه بأن يعطيه  بعض  الحلوى ، نادى بأعلى صوته متبجحا :

ـ  استاذ ... مروان يريد أن ينقل من عندي....

ـ استاذ ....سمير يريد أن يغش....

ـ سعاد تلح علي ولا تتركني أركز في الإجابة .....

تعجبت أغبى تلميذ  ينقلون من عنده ، فماذا ينقلون ؟.....

 نهضت من عند مكتبي ، وتظاهرت بأني خارج الى الفناء ، ثم خطوت بهدوء وراء المناضد الخلفية ووقفت وراءه....

 ورقة الإجابة خاوية الا من الاسم والتاريخ ... أمسكته متلبسا بتمزيق قطعة حلوى الى شطرين...

همست في أذنه : ـ احمل المحفظة واتبعني !

  نهض وتبعني  فزعا  ، فأجلسته في حديقة المدرسة ....

ـ أكمل حلوتك ثم ادخل الى الحجرة ،حتى لا تشوش على زملائك....

ـ حلوى  شهية صنعتها لي أمي .... أمي تحبني كثيرا...

ـ يا له من حب!

 انقض على قطع الحلوى ، وأنا أنظر اليه متعجبا ، كيف أنه غير مبال بالامتحان؟ وهو أيضا  متعجب لأني لم أغضب ، ولا عاقبته ، أو طلبت منه احضار أباه!

فتكرم ومد لي قطعة حلوى ... طعمها لذيذ ! فكفأته  بأن أعطيته خمس نقاط ، حتى بدون أن يكتب شيئا سوى اعادة كتابة الأسئلة! 

/الجزائر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق