كثيرا ما كنا نعتقد أن التلاميذ هم الأغبياء ، لكن الاولياء هم الذين يدفعونهم الى البلاهة دفعا !
في أحد المواسم الدراسية ، في فترات الامتحانات ، طلب أحد التلاميذ من أمه أن تصنع له الحلوى ، لأن في الغد لديه امتحان ، فاعتقدت بحسن نية أن الامتحان احتفال ، فأعدت له حلوى لذيذة مشهورة في منطقتنا على شكل حلقات دائرية ، أكثر من عشر قطع!
وبعد أن وزعتُ عليهم ارواق الامتحان ، فتح محفظته وانهمك في التهام الحلوى ، الأكيد أنه عجز عن الإجابة ....
وكلما همس له أحد زملاءه بأن يعطيه بعض الحلوى ، نادى بأعلى صوته متبجحا :
ـ استاذ ... مروان يريد أن ينقل من عندي....
ـ استاذ ....سمير يريد أن يغش....
ـ سعاد تلح علي ولا تتركني أركز في الإجابة .....
تعجبت أغبى تلميذ ينقلون من عنده ، فماذا ينقلون ؟.....
نهضت من عند مكتبي ، وتظاهرت بأني خارج الى الفناء ، ثم خطوت بهدوء وراء المناضد الخلفية ووقفت وراءه....
ورقة الإجابة خاوية الا من الاسم والتاريخ ... أمسكته متلبسا بتمزيق قطعة حلوى الى شطرين...
همست في أذنه : ـ احمل المحفظة واتبعني !
نهض وتبعني فزعا ، فأجلسته في حديقة المدرسة ....
ـ أكمل حلوتك ثم ادخل الى الحجرة ،حتى لا تشوش على زملائك....
ـ حلوى شهية صنعتها لي أمي .... أمي تحبني كثيرا...
ـ يا له من حب!
انقض على قطع الحلوى ، وأنا أنظر اليه متعجبا ، كيف أنه غير مبال بالامتحان؟ وهو أيضا متعجب لأني لم أغضب ، ولا عاقبته ، أو طلبت منه احضار أباه!
فتكرم ومد لي قطعة حلوى ... طعمها لذيذ ! فكفأته بأن أعطيته خمس نقاط ، حتى بدون أن يكتب شيئا سوى اعادة كتابة الأسئلة!
/الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق