من وحي أحداث "أم الحيران"
(القرية التي هدمها الجيش الاسرائيلي)
في الأرضِ مُتَّسَعٌ هنا..
لكِنَّ أخلاقَ الطّغاةِ تَضيق
في الأرضِ مُتَّسَعٌ لنا..
لكنَّ مَن رَضِعَ الظّلامَ ببحرِ غُربَتِهِ غَريق
لا سِرَّ يُعجِزُ رأيَنا..
السّوءُ في مَن ينشُرُ الأحقادَ في الدّنيا يَحيق.
يا أيّها الماضي على حَدِّ الرّدى
أفَلا تَعي؟
أفَلا تُفيق؟
***
صَحراءُ يا صَدرًا على صَدري يَميل
حيرانُ... كوني قِبلَتي، كوني الدّليل
في فَجرِ أُغنِيَتي غَدَوتُ وكُنتِ لي
وَتَري وهادِلَتي.. وما هانَ الهَديل
وبَسَطتُ كَفّي أَستَدِرُّ بِكِ النّدى
ونَداكِ وافاني بِتَشماخِ النّخيل
نَيرونُ مَخدوعٌ يُحاوِرُ صَرخَتي
وأنا شَمَختُ لِيَستَقي صَوتي الجَليل
حيرانُ! عَدلُ النّذلِ ميراثُ السُّدى
الحُرُّ يَربَاُ عَن مُحاوَرَةِ الذَّليل
في القَلبِ يا أمّاهُ ضُمّي نَزفَتي
لِتَصيرَ نورَ الدّربِ مِن جيلٍ لِجيل
قولي لِمَن فَزِعوا لِمَشرِقِ نَهضَتي
هذا قَليلٌ مِن قَليلٍ مِن قَليل
في القَلبِ أنوارٌ ومِشكاةُ الهُدى
شَعَّت لِتَحدونا إلى المَجدِ الأثيل
***
في الأرضِ مُتَّسَعٌ ولكنَّ الذي
ضاقَت بِشُؤمِ ظُنونِهِ الدّنيا، بَغى
فيها ليستَنِدَ القتيلُ على القَتيل
يا ليتَ مَن شَرَعوا الفُتونَ تَأمّلوا
بثَّ الغَريقِ إلى الغَريق
في الأرضِ متَّسَعٌ لأحلامِ الورى
لكنْ بأهواءٍ وأحقادٍ تَضيقْ
***
صَحراءُ يا بَرقًا على هامِ الصَّهيل
يا بَسمَةَ الأمجادِ في ثَغرِ الأصيل
ضُمّي دِمائي شُعلَةً صارَت بِنا
فَجرًا تَساقانا لِيَحيانا الرَّعيل
هَل تَعجَبينَ! جَعَلتُ زَحفَكِ قُدوَتي
لَمّا طَغى لَيلٌ وسادَ رُبوعَنا
وَهَنٌ، لِيَستَعدي بِها قَزَمٌ دَخيل
هَل تَعجَبينَ! وأنتِ مَن أرضَعتِني
ثَديَ الكَرامةِ أن أكونَ لك الفِدى
فَخرًا لِتَبقَيْ حُرَّةً أختَ الجَليل؟
***
في الأرضِ مُتّسعٌ لِعُشّاقِ الحَياةْ
في الأرضِ مُتّسعُ لِحُلمِ فَراشَةٍ
ولِفَوحِ زَنبَقَةٍ
وزَهوِ غَزالةٍ
وحُنوِّ ساقيَةٍ على صَدرِ الرَّبيع
***
في الأرضِ مُتّسَعٌ لِعُشِّ طُفولَةٍ
في ظِلِّ دالِيَةٍ يُؤاخيها النّسيمُ
وتَستَلينُ لَها الرّياح
في الأرضِ مُتّسَعٌ لفرحَةِ صِبيَةٍ
وغِناءِ راعِيَةٍ
وهمَّةِ عامِلٍ
تُحيي الجَميع.
***
في الأرضِ مُتّسعٌ ولكنَّ الذي عَشِقَ السَّراب
يَشقى ويُسلِمُهُ الغِيابُ إلى غِياب
في الأرضِ متّسَعٌ لمَن عُنوانُهُم شَرَفُ الطّريق
لكنّ مَن يَحيا بِلا أفُقٍ ولا شَرَفٍ مَذاهِبُهُ تَضيق
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق