في السابع من يناير/كانون الثاني من كل عام يطل علينا يوم وطني مجيد تتعانق فيه الأرواح الطاهرة مع تراب الوطن الفلسطيني الغالي. إنه يوم الشهيد الفلسطيني الذي ما من يوم يرتقي في مقامه، ويعلو في قدره ما يبلغه يوم الشهيد من شرف واعتزاز وإكبار وإجلال.
هذا اليوم المجيد من عام 1965 تخضب بدم الشهيد البطل أحمد موسى أول شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة ليعلن إطلاق الرصاصة الأولى في وجه الاحتلال الصهيوني وليتوج انطلاق الثورة التي تعاظمت وتعملقت واستطاعت تحقيق الكثير من أحلام وتطلعات أبناء شعبنا البطل ولم تزل وستبقى تواصل المسيرة المباركة حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ما أحوجنا ونحن في هذه الأوقات الصعبة إلى مناسبة جليلة كهذه، وإلى وقفة متميزة كالتي نقفها اليوم في حضرة الشهداء، وفي ذكرى تلك الصفوة التي اختارت الحياة الأبدية راضية مرضية عند رب العالمين.
في هذا اليوم العظيم نستذكر شهداء فلسطين الأبطال الذين ارتقوا إلى العلا في كافة مراحل الثورة الفلسطينية ومسيرة النضال الوطني الطويل من كافة الفصائل وفي جميع المواقع داخل الوطن وخارجه وفي السجون وعلى الحدود وشهداء الأرقام الذين لم يزل الاحتلال يحتجز الكثير من جثامينهم الطاهرة مجددين العهد على أن نواصل المسيرة.
إن شعبنا الفلسطيني الذي قدم آلاف الشهداء يدعو بإلحاح وإصرار في يوم الشهيد إلى ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية لان دماء الشهداء هي أكبر ما يجمعنا، وأجمل وفاء لهذه الدماء الزكية هو السير على طريقهم وتحقيق أهدافهم الوطنية، فهم الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل أن نحيا بحرية وكرامة.
وفي هذا الإطار نتمنى على القيادة الفلسطينية أن تعمل جاهدة على تحقيق الاعتراف بدولة فلسطين من خلال جميع المؤسسات الدولية، والذي من خلاله تصبح فلسطين كاملة العضوية في منظمة الأمم المتحدة أسوة بباقي أمم الأرض.
كل التحية لشهدائنا الأبرار في يومهم العظيم هذا وكل التحية إلى أفراد أُسرهم الذين تحملوا ألم ووجع الفراق ولم يترددوا في تقديم التضحيات من أجل تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية، والتي نلتف حولها جميعا ونقدم الغالي والنفيس من أجلها.
مني إليكُمْ يا شهداءِ العزةِ والكرامةْ، يا أشرف الناس:
ألف غَصَةٍ تغزوكَ وتتسللُ إلى قلبِكْ
ألفُ صوتٍ يرسو في شرايين جسمِكْ
ألْفُ نِجْمَهْ
ألْفُ قِمَهْ
في شِفاهِ التينِ والزيتونِ غَنَّتْ
ألْفُ نَخْلَهْ
ألْفُ كَرْمَهْ
ألْفُ جيلٍ عاشَ في جُرْحِكْ
ألْفُ جيلٍ سيحيا على ذِكْرى اسمكْ
يا بُرْعُمَةَ الفداءِ
يا عُرْسَ الشُهداءْ
يا حبيبَ اللهِ وكُلِ الأنبياءْ
أنتَ فخرُ الناسِ
أنتَ عنوانُ الكبرياءْ
يا رمزَ العزةِ والإباءْ
يا إكليلَ الغارِ والفداءْ
أنتَ كُلُ الحُبِ والإيثارِ والنقاءْ
وكلُ صفاءٍ وبهاءْ
أنتَ حُلُمٌ يهيمُ بهِ الشبابُ
وخاطِرٌ عَذْبٌ يُحَلِقُ في السماءْ
أنتَ ألفُ مليونَ قلبٍ إليكَ يسعى
ثم يصبو ويرنو!!
ونحوك يخطو ويخطو
وإليكَ يدنو ثم يدنو!!
ألفُ مليونَ صدر عليكَ يحنو
وباسمكَ ينطقْ
بكَ يخفقُ
ونحوكَ يَهْفو ثم يهفو!!
أنتَ !!
أنتَ مَنْ لا يعرفُكَ أنتْ؟!
أنتَ مَنْ بِكَ نتغنى ثُمَ نشدو ونشدو!!
أنتَ أنتَ ليسَ غيركْ
أنتَ مَنْ كانَ يكِرُ ولا يَفِرُ
أنتَ من كانَ يصولُ ويجولُ ويغزو
وأنتَ مَنْ كانَ بهِ المجدُ يعلو ويعلو
وإلى العلياءِ يعدو ويسمو!!
لِخَدِكَ ألفُ مليونَ قبلةٍ
وقبلهْ
ولروحكَ ألفُ مليونَ بسمةٍ
وبسمهْ
وفي أذنك ألفُ مليونَ همسَهٍ
وهمسهْ
ولكَ الرحمةُ...ألفُ مليونَ رحمةٍ
ورحمهْ !!
مع أطيب تحيات: محمود كعوش
الدنمارك في 7 يناير/كانون الثاني 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق