سألْتُها عن أحوالِها وأحوالِ قلبِها، فأجابتني قائلة:
في ما مضى كنتُ أستأنسُ بكلامِ العاشقينَ، كنتُ أغزلُ مِنْهُ وروداً أُزَينُ بها شَعري، وأُدَوِنُ كُلَ حواراتِهم وأُحَوِلَها إلى قصصٍ رائعةٍ أُلَوِنُ بها مذكراتي. ولكني نسيتُ أنني كنتُ جزءاً مِنْ تلكَ الحكاياتِ التي رُويَتْ على السِنَتِهم، بل كُنتُ فيها البطلة، وكانَ العنصرُ الرئيسيُ فيها بعضَ شغفٍ عانقَ مشاعري، وتجسسَ على روحي، على أملِ أنْ أصْبِحَ يوماً ما إنسانةً تحملُ كُلَ صفاتِ المُحِبَةِ التي تبحثُ عن من يشاركها ذلكَ الحُلُمِ الذي أزْهَرَتْ بِهِ شُرُفاتُ القلبِ التي اخضَرَّ بها خريفُ العُمْرِ ليُهدينا أجملَ ما فيه.
قاطعتُها قائلاً:
هذا ما كانَ في الماضي، فماذا عن ما هو كائنٌ الآنَ، وما سيكونُ عليهِ في المستقبل؟
أجابتني:
لا فائدة، لا فائدة، فالأمسُ كانَ، والحاضرُ غيابٌ، والآتي في عِلْمِ الغيبِ، وأنا وأنتَ لسنا أكثرَ من رمزينِ نحتلُ مكانيَ بيدقينِ في لعبةِ شطرنج، قد نُصبحُ فيها أسيرينِ أو ربما يحظىّ أحدُنا بمكانةِ الملكِ فيعتلي العرشَ وينالُ الآخرُ رتبة البيدق العادي. ولا شك أن هذين الأمرين لا يتحققان إلا بترتيلةِ كلمةٍ في لُعبةِ أحرفٍ وطاولةِ بيادق !!
لله الامر من قبل ومن بعد.
وللحوار بقية قد تأتي لاحقاً !!
محمود كعوش
kawashmahmoud@yahoo.co.uk
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق