نحن بحاجة الى بعث نهضة سورية قومية اجتماعية تكفل تحقيق مبادئها وتعيد الى الامة السورية حيويتها وقوتها , وتنظيم حركة تؤدي الى استقلال الامة السورية استقلالا تاما
وتثبيت سيادتها واقامة نظام جديد يؤمن مصالحها ويرفع مستوى حياتها , والسعي لانشاء جبهة عربية . أنا لا أقول ولا أقصد العبرة في النص الكلام , فان الجوهر في الهدف ان دساتير والاشكال والأنظمة هي في الواسطة للهدف وليس الهدف واسطة لها . يقول الفيلسوف أنطون سعاده ان لم تكونوا أحرار من امة حرة فحريات الامم الباقية عارعليكم . ان انبثاق فجر الامة هو من خلال محور اهتمام أبنائها ويتضمنوا معنى النهضة وتأسيس فكر مبادئ اساسية واصلاحية بفلسفة جديدة هي الفلسفة المدرحية لتأمين وحدة الامة وتجهيزها بقوة الاتحاد المتين وبالتعاون القومي الصحيح , واقامة نظام قومي اجتماعي جديد وان تكون غاية النهضة المنبعثة من ارادة أبناء الامة عالية الأهمية . لو سألنا أنفسنا من نحن من حيث القومية هناك من نجده يجاوب نفسه أنه عربي وهناك من يجاوب نفسه أيضا أنه سوري من العالم العربي , نحن سوريون ونحن امة تامة . هو نحن اللبنانيين , ونحن الشاميين نحن الفلسطينيين نحن الاردنيين نحن العراقيين نحن العرب . سورية للسوريين والسوريون امة تامة . كي نعمل على انجاح الوحدة من خلال هذا المبدأ علينا أن نضع كل جهودنا في أوضاع الامة لأن دول الاستعمار وضعوا بها التشرذم الجغرافي والبشري طائفيا ومذهبيا وقوميا والنزعات الفردية في العصبيات القبلية . ان فكرة بعث نهضة لهذه الامة التاريخية التي أصبحت في كبوة يجب ان نحييها من جديد والعمل على انقاذ ابنائها من الصراع الطائفي وحمايتها من التجزئة ومن التدخلات الخارجية . وتأهيل ابناء الامة والانتقال بهم من الغموض الى الصحوة , ان شعبنا اليوم بأمس الحاجة لمن يخرجه من التخبط والبلبلة والتفسخ الروحي بين مختلف العقائد الى عقيدة جلية صحيحة واضحة تعبر عن نفسيتنا وشخصيتنا وقوتنا نكون أحرارا من امة حرة . ان اسم سوريا ما زال يشغل المفكرين والباحثين ولهم كتابات ومؤلفات في ذلك , والاعداء الطامعون الذين يحلمون باحتلال بلادنا ويتشوقون للمشي على تراب الامة السورية , بينما هناك أفراد كثر من شعبنا يحتقرون تراب بلادهم ويريدون ان يقدموها للأعداء ويجعلون من الشعب قرابين لارضاء الأعداء. ان وجهة كل فكرة حقيقية هي المصلحة العامة لكيان مجتمعها والخير العام للانسانية . تنطلق من اساس ثابت هو أرض الوطن الذي تدور فيه حياة الشعب على مبدأ الوحدة الاجتماعية الطبيعية , من أرض الوطن أو من جماعة برزت فيه تكتسب الامة اسمها وتعرف هويتها القومية . السوريون هم أبناء الامة السورية التي تولدت من عدة سلالات تفاعلت وتمازجت مع بعضها الى ان صارت مجتمعا قائما في بيئة واحدة ممتازة , وعرفت تاريخيا باسم سوريا وسماها العرب الهلال الخصيب لفظا جغرافيا طبيعيا , لكن الحوادث والحروب التاريخية المتعاقبة على سوريا طمست جزء هاما من تاريخها وآثارها وجزات هويتها القومية . المؤرخ الايطالي المشهور شيزر كنتو يتكلم على تاريخ الامة السورية وعظمتها في كتابه التاريخ العالمي . ومن ضمن مبادئنا وغايتنا نسعى لانشاء جبهة عربية قوية لحماية مصالح الامة وحدود امم العالم العربي ورفع معنويات الشعب والامة السورية هي السيف والترس للعالم العربي , لكن يوجد فئات من امتنا والعالم العربي يتآمرون على الامة وعلينا وعلى مقاومتنا ونضالنا ضد ألأعداء , اذا تحالفنا مع دولة من خلال تلاقينا ببعض المصالح الوطنية وخندق المواجهة هذه الفئات يتهموننا بالتآمر عليهم ويتهموننا بالمؤامرة على الوطن والامة وعلما ان امريكا واسرائيل هم الذين خربوا العالم وتسببوا دائما بالحروب والمؤامرات الدموية وجزء من دول عربية متصهينة أدوات بيد أمريكا واسرائيل . نحن نعمل على رفعهم وهم يعملون على خفضنا , نريد لهم العز ويريدون لنا الذل , نتوجه اليهم بالاحترام ويتوجهون الينا بالاحتقار وناتيهم بالجد ويأتوننا بالاستهزاء . لكن سيأتي اليوم الذي سيدركون فيه ان العقيدة السورية القومية الاجتماعية وحدها ستقودنا الى طريق النور والخلاص والانقاذ من اسباب الويلات وممن أغرقوا أنفسهم والبلاد في أنهر الدماء والمؤامرات . ان امتنا عظيمة عظيمة بأبنائها وخيراتها ومواردها وحضارتها وثقافتها وارضها الخصبة وسهولها وشواطئها وبامكانياتنا وخبراتنا أن نصل الى ارفع وارقى درجة في الصناعات والابتكارات , نحن أيضا قطع من هذه الامة العظيمة علينا ان نسير لها بأيمان لأن الدماء التي تجري في عروقنا هي ليست ملكا لنا بل وديعتها فينا التي يحق لها أن تطلبها منا في أية ساعة وأية دقيقة .
المفوض موسى مرعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق