لا بد لأي مراقب أو متابع لأوضاع المسيحيين المأساوية في مصر من أن يتساءل عن سبب اضطهادهم المستمر بدموية وحقد وكراهية من قبل بعض مواطنيهم وعلى يد غالبية حكوماتهم وحكامهم منذ عقود.
المسيحيون في مصر يتعرضون دون رحمة أو حماية لاضطهاد عنفي ودموي غير مسبوق، وهو تعدي سافر لم يتوقف ويتوالى فصولاً خلال كل الحقبات والعهود دون استثناء واحد.
نسأل، ما هذه الثقافة البالية والأصولية التي تحلل دم المسيحيين المصريين، وتشرّع التغاضي الحكومي والرسمي والقضائي عن التعديات الفاضحة على ممتلكاتهم ومعاملتهم كأغراب مع أنهم هم سكان مصر الأصلين.
المسيحيون في مصر يذبحون في منازلهم وأماكن عبادتهم ويهاجمون بوحشية وتدمر كنائسهم ويهجرون ويحرمون من حقوقهم في المواطنة، فيما السلطات الحاكمة إما متفرجة أو حامية للمعتدين في معظم الأحيان.
هنا لا بد من الإشارة إلى أن المسيحيين المصريين هم من أكثر شعوب العالم طيبة وانفتاحاً على الآخرين وسلمية ومحبة ومغفرة… وهم لم يلجئوا للعنف ولو مرة واحدة حتى للدفاع عن أنفسهم.
اليوم يذبحون في سيناء ويهجرون وتدمر منازلهم ويجبرون على مغادرة قراهم وبلداتهم ويضطهدون في حين أن السلطات إما عاجزة أو غير راغبة في القيام بواجباتها الأمنية والقضائية.
حتى الآن لم يصدر عن الجامعة العربية، ولا عن أي دولة عربية ولو موقف واحد مستنكر لما يتعرض له المسيحيون في مصر، مما يبين بوضوح جلي غياب العدل والمساواة وعدم احترام شرعة الحقوق الدولية لدى كل هذه المرجعيات فيما يتعلق بالمسيحيين المصريين وهذا أمر مرعب فعلاً.
إن الاستنكار لم يعد يفيد ولا جدوى منه بالمرة.
يبقى، أن المطلوب من حاضرة الفاتيكان والأمم المتحدة التدخل فوراً بكل ما لديهما من إمكانيات ووضع حداً للانتهاكات البربرية والهمجية التي تطاول المسيحيين في مصر.
كما يجب تحميل الدولة المصرية كامل المسؤولية ومحاسبتها دولياً عن طريق مجلس الأمن وإلا فالسلام والرحمة على كل ما هو إنسانية وعدل وحقوق ومخافة من الله ومن يوم حسابه الأخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق