الحبُّ أصلُ الرّؤى/ صالح أحمد



بأمّ  وعيي  رأيتُ  الحلمَ  مُنتَحِرا = والآهَ  تُفــرَغُ  حتى  من مَـعــــانيــها
والصّمتَ يجزَعُ من صمتي ويترُكُني = لا الرّوحُ روحي ولا طُهري يُدانيها
بي رَغــبَـةٌ لا تَـشــي إلا بِمُـعـضِلَــتي = فالخَلطُ يسكُنُ أفكاري  ويُرديها
اللّــــــونُ يحكُمُ  آمالي  يُشــــــتِّـــتُــهـا = ينأى الجُمـــودُ بهــا عنّي ويُنئيها
راوَدتُ نفسي كثيرًا كي أساكِنَها = وهمُ الكمالِ بها يَشـقى فَــيُشـقيها
الحبُّ أصلُ الرّؤى إنسانُ مَرحَمَتي = لوحدَةِ الكونِ إحســاسـًا يُجَــلّـيـها
للّـيـــــلِ  تســـكُنُ  آلامي  وتَـتــرُكُني = أحـتـاجُ أمنيتي، شـــوقــا أعــانيها
فالليلُ مُنعَطَفُ الآلامِ يحضِنُها = ويدفـعُ  الـرّوحَ  للأشــــــــواقِ  تكويــها
فَجري يُغَرِّبُني عن هَجعَتي لأرى = إنسـانَ شَــوقي ذَوى هل كانَني فيها؟
مَعاذَ صَوتِ النُّهى أن يَستَقيهِ غَدي = مادامَ صَـوتي صَدى روحٍ أعـاديـها
والنّفسُ تَعشَقُ دُنياها وما وهِمَت = مِن حُسـنِـها فــِتنةً قد خابَ باغيها 
والرّوحُ ما أنكَرَت في الأرضِ غُربَتَها = يَــتيـــمــةً قــد غَــدَت تَــحــيا تَـدَنّيـها 
مِعــــــراجُها  رَغِــبَـــت  ألا يُــفــارِقَـــهــا = لكنّ ليــلَ الهــوى أغــرى سَـــــواقيـها
هامَت فهانَت وما تدري لِشِقوَتِها = أنّ الهُـــيـــامَ ثيــــابُ الــرّزءِ كاســــيـــها
تّرومُ مُؤتَلَقَ الأحلامِ عاشِـــــــقَـةً = والعشــقُ يُشـقي الـنُّـهى يُلغي مَراقيها
في مَسرَحِ الحُلمِ في دُنيا تَصارُعِنا = تَشـقى القُلوبُ وتهـوي عَن مَعاليها
لا يَمنَحُ الفَجرُ فيها مِن مَلامِحِهِ = إلا  نُـفـــوسـًا تَســامَت في مَـرامــيها
لا تعشَــقُ الرّيحُ فيها مَن يَلينُ لها = بل قَـد تُــواتي جُـنـونًا مَن يُـجافـيـها
يا سائلي عن غَدي هل كُنتُ بالِغَهُ؟ = فَـلتَسعَ إنّ الـدّنى دانت لِـراعيها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق