أوباما وبيرز تقلدا نوبل ، فهل يفوز بها كل من ترامب ونتنياهو؟/ الدكتور حمدى حمودة

لقد حازا أكبر ارهابين فى التاريخ بعد بوش الصغير جائزة نوبل للسلام لكونهم دمروا أكثر بلدان الشرق الأوسط ابتداءا من العراق فى 2003، ثم بيتوا لسوريا المخطط بعد فشلهم فى تدمير لبنان والتمكن منها، فمنيت اسرائيل بهزيمة منكرة على يد المقاومة والجيش والشعب اللبنانى ، خطط أوباما وادارته بشن الحرب على سوريا بالوكالة بعد "الحريق العربى" فأعد جماعات متعددة من التكفيرين من بينها " داعش والنصرة وهما وليدتان تنظيم القاعدة " بأعداد هائلة وصلت الى مائتين وخمسون ألفا مولتها كلا من أنقرة والرياض والدوحة لاسقاط النظام فى سوريا بعد أن لحقت كل من ليبيا واليمن بالعراق الذى مازال يقاوم بجيشه وشعبه وكل قوى المقاومة للقضاء على التكفيرين الذين اقتحموا أرضها وأرض سوريا اعتبارا من 2006 استعدادا لساعة الصفر التى حددتها الأدارة الأمريكية والتى وجدت أنسب وقت لها هو بعد اشتعال الحريق العربى فى بعض بلدان الشرق ، فكان فبراير 2011 .
أصبح جليا وواضحا لكل العالم المخطط الأرهابى التى قامت به كل من واشنطن وتل أبيب والدول العربية التى مولته والتى ساعدت فى توظيف حدودها لدخول الأرهابين والتكفيرين مع كل أنواع الأسلحة الثقيلة والتكنولوجية والذكية الى سوريا مثل الأردن والتى جعلت من أرضها قاعدة للعمليات أيضا ، وكذلك ساهم بقوة أوردغان الذى درب وأدخل آلاف الألاف من المسلحين الى سوريا بمعداتهم من أجل اسقاط النظام ، الى أن انقلب السحر على الساحر ، وكما قرأنا وشاهدنا منيت كل هذه الدول الرئيسة فى محاولة تفتيت سوريا وقلب النظام فيها الى الفشل ، وانتصرت حتى هذه اللحظة سوريا بجيشها العربى العتيد وبالمقاومة وبالشعب الأبى الذى رفض كما رفض من قبل على مر التاريخ أى جسم متطفل على أرضه من كل أنواع الأستعمار .
اذن بماذا جاء ترامب الشيطان القادم من الجحيم والذى ترتعد منه كل الدول شمالا وجنوبا وكأن فارس الفرسان الذى كان يحكى عليه فى الأساطير والذى قهر البحار وأغرق البلاد كالطوفان ، جاء ليدمر البقية الباقية من دول الشرق الأوسط ويكمل ويجهز على ماتبقى من الأمبروطورتين العظمتين بريطانيا وفرنسا ، ترامب أرعب العالم قبل وبعد أن يتسلم الحكم بعباراته الجوفاء وبقراراته الحمقاء التى ستكون وبالا على الولايات المتحدة والتى ستقضى على الجزء الجميل من قوتها المتبقية .
لقد اتفقا كل من الشيطان الأكبر والأصغر المتمثل فى " نتنياهو " أن يحولا ماتبقى من الأرض المحتلة  الى مستوطنات ، سواء رضى العالم ام لم يرضى ، أيدت الأمم المتحدة ذلك أم لم تؤيد ، الأستيلاء على كل القدس الشرقية والغربية ونقل السفارات اليها وأولها السفارة الأمريكية ، بمعنى أن " رامبو"هو المنقذ من الضلال لواشنطن وتل أبيب ، وفى الحقيقة هو الوصمة الكبرى فى حق تاريخ الولايات المتحدة التى ستعانى الكثير بعد خسارتها الكبيرة من جراء قرارات وتصريحات ذلك "الرامبو" المتحذلق ، كنا نقول أن أفول الولايات المتحدة أصبح وشيكا لايتجاوز الثلاثون عاما ، ولكن بعد حكم هذا الجنى المولود فى الجحيم والذى يتنفس لهيب النار ، ستحرق هذه النيران أول ماتحرق بلاده كما تسبب نيرون فى حرق روما .!
نتنياهو الآن يضرب بيد من حديد مستندا الى رفيق دربه "أخوان الجحيم" ، يريد أن ينتزع كل فلسطين عنوة ، واضعا القانون والمحاكم الدولية وقرارات مجلس الأمن تحت قدميه ، وينادم صديقه فى التحرش بايران ، ليزيد من العقوبات عليها ، ويطالب ببطلان اتفاقية النووى ( خمسة زائد واحد ) التى لم يتوافق معه فى ابطالها كل من بريطانيا وفرنسا اللتان قاما باعلان كل من واشنطن وتل أبيب رسميا بذلك . 
اذن الدول الخمس التى وقعت على الأتفاق مازالت ملتزمة ببنود الأتفاقية ، علاوة على اتفاقية التبادل التجارى والأقتصادى والدبلوماسى مع ايران والتى كانت ألمانيا هى أول من قامت بكل هذه الأتفاقات معها بعد الأتفاق النووى مباشرة ، فماذا بعد أن قام ترامب بوقف العمل باتفاقية التجارة مع الأتحاد الأوروبى ؟ وبعد تصريحه بالأنسحاب من الناتو بحجة أن واشنطن تدفع مايعادل ثلثين المصروفات والثلث يقوم بسداده الأتحاد الأوروبى ؟ 
اذا كان" رامبو" يرغب أن يعيش فى عزلة عن العالم بأسره لشعوره بمرض العظمة وبأنه يحكم أكبردولة فى العالم ، فذلك سيؤدى به قريبا الى القضاء على نفسه ، وعلى اكبر امبروطورية فى عصرنا المعاش ، لقد تجاوز حدود اللياقة وضرب ببرتوكولات الدبلوماسية عرض الحائط لكونه قليل الخبرة فى رئاسة دولة بحجم الولايات المتحدة ، فاذا كان كما يردده البعض أنه أسوأ من جاء اليوم ليحكم الولايات المتحدة ، فأنا أقول أن من بداية حكم رونالد ريجن وحتى اليوم لم يأتى رئيسا زكيا وقورا كيسا مثل السابقين والذى كان آخرهم جون كنيدى الذى تم أغتياله على أيدى الموساد الأسرائيلى فبدأت الرؤساء من بعده تنحنى لتل أبيب لتصبح الولايات المتحدة فى خدمة اسرائيل لأن الفضل الأول فى تنصيبهم للرئاسة هى الصهاينة الجدد الذين يحكمون العالم ويقررون من يحكم هنا وهناك الى تعدوا دول الشمال وأصبحوا يتحكمون فى دول الجنوب ، يطيحون بحاكم ليأتوا بآخر تابعا لهم يراعى مصالحهم على أرض دولته مثل كل الذين سقطوا فى الحريق العربى وأحتفظوا بكل حكام الخليج التابعين لهم ، الحريصين على مصالحهم مقابل أمنهم ، لذلك كانت قولة ترامب المشهروة أثناء حملة انتخابه التى وجهها لحكام الرياض " لماذا نحمى كراسيكم وامنكم القومى دون مقابل ، أنتم تجلسون على ترليونات الدولارات ، اذا لم تدفعوا مقابل حمايتنا لكم فلن نحميكم " هرعت حكام الخليج ليتسابقوا فيما من يدفع أكثر ليضمن البقاء على كرسيه أطول فترة ممكنة .! وكأن رامبوا أصبح الاها ، تقدم له القرابين كما كان لهم آلهة فى الجاهلية يصنعوها بأيديهم ويقوموا بعبادتها ، لقد أخاف ترامب الجهنمى المخلوق من النار كل شياطين دول العالم الثالث ، أنزل فى قلوبهم الرعب وهو لم يمضى اسبوعين عليه فى الحكم ، فكيف سيكون الحال بعد مضى فترتين رئاستين متاعقبتين لمدة ثمان سنوات متتالية ، ربما ينثر بسمومه على الطغاة البغاة الذين ملأوا الدنيا ظلما ، فالظالمين لايقلعهم الا ظلمين أقوى وأعتى منهم ظلما وجبروتا ، فهل تتعطف جائزة نوبل للسلام وتمنح كل من ترامب ونتنياهو الجائزة لتفانيهم فى حرق العالم ؟

                                                                   
Dr_hamdy@hotmail.com         





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق