لا يزال آلهة الفن والإعلام يواصلون بث إشاراتهم التي دفعت عامة الناس إلى تأويلها وكأنها قرآن جاء مستنسخا لقرآن محمد صلى الله عليه وسلم.. ذلك الإحساس بعلمهم الغيبي يبعث في نفوسهم نشوة النصر، وكأنهم لا يعرفون أن لا غالب في الأرض ولا في السماء سوى رب العالمين الذي لا يحسبون لمكره وجبروته حسابا يوم الحشر مصداقا لقوله تعالى: "قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون" (سورة الجمعة: 8).
هناك من بات يعلم علم الساعة من هذه الفئة التي تتجاهل الله سبحانه وتعالى الذي لا موجود بحق إلا هو، بل ووجودنا كبشر جميعا في هذه الأرض سوى مقترض من وجوده.
بل أكثر من ذلك هو فضل منه على الإنسان الذي تمرد في زمن السرعة على مكره وجبروته وحلمه وسخطه كتلك الفئة الذكية والغنية وصاحبة النفوذ في مشارق الأرض ومغاربها، والتي تستحضر إشاراتها العلنية لتعلم الناس –كما يردده الكثيرون- أن الساعة بعلمها متناسية قوله سبحانه وتعالى: "يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون" (سورة الأعراف: 187).
هي مشيئة الرحمن في إخفائه للساعة فما بال الناس العامة متأثرة بكلام هذه الفئة التي تظن أن الله قد نسيها منذ سنين ولا يعلم ما هي قصدية أفعالها، وعلى المستضعف اللبيب منا أن يتأكد أن العلم والغيب لله وحده وعليه أن يصمد أمام المحال فهو كالمصارع في حلبة يصارع بيد الله لا بيد إشارات الوهم تلك التي يغلفها الجبن والخوف وستسحقها القدرة الإلاهية في لمح من البصر لا محالة مصداقا لقوله تعالى: "ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون" (سورة الحجر: 3).
والمذهل هو كلام الناس عن علم هؤلاء بما تحمله الأنثى من الذكور والإناث والإحاطة الكاملة بغيب الأرحام مستقبلا، والإحاطة بالزمن كله... والإجابة القاطعة لله سبحانه وتعالى لهذه الفئة في قرآنه العظيم: "إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد" (سورة فصلت: 47).
*كاتب صحفي جزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق