أوقف كمين للشرطة سيارة ملاكي عند مدخل الإسكندرية، وكان بداخل السيارة ثلاثة أشخاص، السائق وفتاة صغيرة السن جميلة الملامح ترتدي فستان الزفاف الأبيض أما الشخص الثالث كان مسنًا عربيًا
كانت الساعة قد جاوزت الثالثة صباحًا. الضابط استفسر كالعادة في هذا التوقيت عن العلاقة التي تربطهم، بسرعة مد الكهل يده في جيبه، وأخرج ورقة عبارة عن عقد زواج عرفي بالفتاة الجالسة بجواره...
الضابط طلب منهم جميعًا النزول من السيارة، فوجئ بالكهل غير قادر على المشي بمفرده، ولا يستطيع الوقوف على قدميه بدون مساعدة،
نظر بشفقة إلى الفتاة ثم طلب منهم إبراز وثائقهم، ففوجئ أيضًا بأن الفتاة لا يتجاوز عمرها العشرين عامًا، بينما الزوج تخطى السبعين
الضابط أصيب بالحيرة أمام هذا الموقف.. ضميره المهني حتم عليه أن يوقف هذه "الزيجة" أو بالأحرى الصفقة
أجرى بعض الاتصالات مع زملائه ومرؤوسيه، ثم تناقش مع العروس، فعرف منها أنها المرة الأولى التي ترى فيها هذا العريس وأن جارهم اصطحبه معه من البلد النفطي،
وعرض عليها الزواج مقابل أن يقدم لها كمية كبيرة من الذهب والأموال..
الفتاة رفضت في البداية، لكن دموع والدتها وإلحاح والدها البسيط دفعاها للقبول مرغمة بالزواج من هذا الكهل العجوز بعد الإنصات لها والتأكد من صدق روايتها عقب مناقشة الطرف الأخر
الضابط قرر عرقلة الصفقة وعدم إتمام زواج الكهل بالصغيرة،
بعد أن تبين عدم توثيق العقد العرفي. وطبقا للقانون لا يجوز توثيق أي عقود زواج عرب بمصريات، إذا كان سن الزوج يزيد عن عمر الفتاة بأكثر من 25 عاما
مع حلول الصيف ووصول الإخوة العرب إلى أم "الدنيا"، فإن الكثير منهم يضع الزواج من فتاة مصرية صغيرة في مقدمة أولوياته..
الأمر لن يكلفه سوى عدة آلاف من الجنيهات يدفعها لوالد الفتاة، ثم مثلها لواحد من سماسرة البشر المنتشرين في العديد من القرى المصرية ومنها ريف "الحوامدية" الملاصقة للجيزة..
في هذه المدينة شرذمة من الأشخاص فقدوا رجولتهم وكرامتهم..
هؤلاء حولوا أغلب بنات الطبقات الفقيرة في هذه المنطقة إلى سوق "نخاسة" جديدة.
المؤسف أنهم يمارسون نشاطهم المخزي تحت سمع وبصر الجميع أجهزة أمنية ومواطنين
دون أن يتدخل اى منهم لمنع تلك الكارثة
ودون أن يشعروا بالخجل من أنفسهم
بعد أن فقدوا حمرة الدم..
هذه القضية ليست جديدة، بل تتجدد سنويا حيث تشهد انتعاشًا ورواجًا غير معتاد طوال فترة وجود الإخوة العرب في مصر خلال إجازة الصيف.
القرى الفقيرة كانت الهدف السهل للسماسرة وتدهور أوضاع مواطنيها الاقتصادية وقلة الثقافة وانتشار الأمية تسهل الأمور للسماسرة لتحقيق هدفهم في ظل الطمع المادي وانعدام الأخلاق والقيم
مما يدفع العديد منهم إلى التفريط في بناتهم بهذه الطريقة المحزنة والمخزية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق