...المرأة هذا المخلوق البسيط الذى لاغموض فى خلقه , هذا الذى خُلق من آدم ومن أين؟ من ضلعه ,إن الله حين أراد أن يخلق حواء من آدم لم يخلقها من عظام رجليه حتى لا يدوسها ولا من عظام رأسه حتى لا تُسيطر عليه وإنما خلقها من إحدى أضلاعه لتكون مساوية له قريبة من قلبه تمنحه الحب والحنان وتجعل حياته قطعة من الجنه , بالفطرة خلقها الله عطوفه صاحبة قلب يتسع للكثير , صبورة لتحمل المصاعب والمشاق , رحيمة كى تسامح وتعفو صفات كثيرة تجمعت فى المرأة تؤهلها لكى تبنى دولة هى الأسرة وتنشئ جيش هم أبناؤها , تذكرت هذا وأنا أسمع وأرى كيف يكون أول سؤال يتم سؤاله لها فى أى لقاء ما وظيفتك؟أوماذا تعملى ؟ أو بتشتغلى إيه ؟ومن هذا الذى يسأل !!! إنه الرجل وكأن كل الوظائف التى تقوم بها فى البيت وبين الأسرة لا تندرج تحت بند العمل وهل لأنه بدون أجر؟؟ وإنما العمل الذى يُعترف به هو ما يكون عمل رسمى سواء فى جهات حكومية أو خاصة المهم معترف به من المجتمع ويدرج أمام خانة الوظيفة أما أعمال الدولة التى تقوم بها مع أسرتها فهى غير معترف بها , بالرغم من أنها تعمل فى أكثر من وظيفة فنجدها وزيرة للمالية والحسابات وإعداد الموازنة وتدبير بنودها بحكمة لتحقيق حياة مستقرة والقضاء على التضخم وتوفير شئ للرفاهية ,أيضا فهى وزيرة للبيئه تراعى ما يحيط بأولادها من جو ومناخ وتحافظ ألّا يصيبهم أمراض ,وإن حدث فهى وزير الصحة الهمام الذى لا ينام حتى تتحسن أحوال الرعية وتكون العين الساهرة ,وهى الطباخة الماهرة التى تحاول إعداد الطعام بأقل ميزانية, وهى عاملة النظافة التى لا تعطى لنفسها أجازة أسبوعية فهى تقوم بكل الأمور وذلك لتوفير الأجور , وهى المدرس الخصوصى حتى ولو لم يُعجب أولادها فهى تريد لهم النجاح والفلاح وإذا كانت تجيد قيادة السيارة فمن الأفضل أن تقوم هى بتوصيل الأولاد فوالدهم مشغول ومرهق فى العمل هذا غير إنها منبه يوقظ الجميع كلٌ فى ميعاده وكل هذا وأكثر تفعله بحب لمن حولها ولا تنتظر الأجر فيكفيها كلمة جميلة أو تقدير جهدها حتى بالمحافظة عليه , وإن كنت لا أعرف لِمً سميت الزوجة عندنا فى مصر بالحكومة ولا من أطلقها وهل أُطلقت من باب الدُعابة أم من باب إقرار الحقيقة فهى حكومة قائمة بذاتها ترأس الأسرة التى تنتمى إليها ,و لكن جميع الرجال لا يرون ذلك ولذلك يكون سؤالهم ما هو عملك ألا يكفى كل تلك الأعمال المجانية التى تقوم بها ؟؟ أيجب أن يكون هناك عمل إضافى خارج البيت؟ قد يكون الرد إن المرأة هى من نادت بذلك وطالبت بالمساواة فى الحقوق إذن فمن الأولى المساواة فى الواجبات وإن كانت الغالبية لا تقبل أن يقوم بذلك الرجل ليظل الرجل صورة لسى السيد لا تهتز يساعدها فى ذلك نظرة الرجل الشرقى للمرأة, وإذا كانت الحياة قد بدأت وقامت بدون المرأة وقبل أن تُخلق حواء لكى تعيش مع آدم وتكتمل بها فصول الحياة , إلا أن الله خلقها ليستمر الوجود ويدوم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ,وقيل بيت بلإ إمرأة كجسد بلا روح.. البرد والثلج يطلى جدرانه ,وحياة بلا إمرأة مصباح بلا نور.. ولذلك تعتبر المرأة هي أساس المجتمع لأنها تعني كل شيء فهي الأم والزوجة والاخت والبنت،وتعتنى بكل شئ وهي مربية الأجيال وبصلاحها يصلح مجتمع بأكمله, حيث إنّ صلاح المجتمع كله يبدأ من صلاح المرأة لما لها من فضل عظيم في تربية وتنشأة الجيل القادم، ومما أعطى المرأة مكانتها بشكل أفضل هو ديننا الإسلامي وذلك بما وضعهُ من أسس للتعامل معها، والمرأة عقل المجتمع فإذا ذبل عقلها ومات ماتت الأمة بكاملها , تلك هى المرأة التى قيل فيها ما قيل وحكى عنها ما حكى و كتبت فيها الأمثال والحكم لتبين أهميتها أو ترسم حدود قدسية وجودها, فالأمثال المغربية قالت فيها ,, إذا مات الأب فحضن الأم وسادتك وإذا ماتت الأم فستنام على عتبة الدار .. فقد رحلت الملاذ والملجأ , وقال الهنود,, فى أيام اليسر ليس لك إلا الأب وفى أيام العسر ليس لك غير الأم ..فهى نبع الحنان , ويمكن هجر الأب ولو كان قاضيا ولا يمكن هجر الأم ولو كانت متسوله هكذا قال الصينيون أما مسك الختام فهو ما قيل فى ديننا الحنيف وفى حديث رسولنا عليه الصلاة والسلام عندما سأله رجل عن من أحق الناس بحسن صحابته قال له أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ليس بهذا تفرقة بين أفراد الأسرة كما يدعى سفهاء هذا العصر والمتعصبين للذكورية وإنما هو رد الحقوق لأصحابها, ومن هذا الكلام وبعيدا عن كل الأعمال التى تقوم بها المرأة التى لو لم تقم بأى منها أو جردناها منها فيكفيها شرف الأمومة فياعزيزى الرجل هل ستظل تسأل المرأة عن عملها أم تصمت تقديرا لما تقوم به المرأة فى صمت !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق