الخوف من المجهول ومن الوهم السائد عند آل سعود والحرص الزائد الذى لاحدود له على كراسيهم والأستمرار فى حكم البلاد التى اختطفوها من الهاشمين لمدة ست وثمانون عاما حتى اليوم الأمر الذى جعلهم غير واثقين على حماية أنفسهم من أى حروب تشن عليهم ، مما جعلهم يغيرون قبلتهم ، من قبلة الأسلام الى قبلة اليهود ، أداروا ظهورهم لأيران لتصبح هى العدو اللدود واتهموها يالشرك ، وأصبح الكيان الصهيونى المغتصب للأراضى الفلسطينية هو الصديق والشريك والمتحالف معهم فى ضرب أى عدو يتجرأ على الأعتداء عليهم ، والدليل على ذلك ما يقوم به سلاح الكيان الصهيونى من أعتداءات على سوريا واليمن لتلبية رغبات الصديق وليس لديه مانع من الأشتراك معه فى الأعتداء على ايران اذا اضطر لذلك .
هذه هى الأسباب الرئيسة التى أدت بهم الى دعوة حامى الحمى مولانا ترامب ليئم بعض حكام العرب والمسلمين بالرياض ، ولولا العتب لأمهم بالبيت الحرام لكن ربما يكونوا قد عملوا حساب للآية التى تقول ( ايأيها الذين آمنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) متفقين على البدأ بالقمم الثلاث بعد الأنتهاء من الصلاة ، وقبل القممم هذه كان الترحيب بمولانا الذى قام فيه الملك بتقليده وساما رفيعا مرصعا بكل الأحجار الكريمة ، هدية منه واعترافا بجميله ، فهو الذى سيبتاع لهم الأسلحة الزكية بما يعادل ثلاثمئة مليون دولار ليصدوا بها العدوان الذى يخشوا ويخافوا أن تقوم به ايران عليهم ، ويجهز به على ماتبقى من اليمن ، ويمد به " الجماعات التكفيرية " فى سوريا والعراق وليبيا ، ويلبى لمولانا السبب الثانى الذى جاء من أجله وهو الدفعة الثانية التى سيبنى بها اقتصاد الولايات المتحدة التى تشحذ من كل دول العالم الفقيرة والغنية لتوفر لشعبها الرفاهية على نفقة الآخرين ، فهى لا تمتلك اقتصادا قويا كما يظن العالم لكونها مدانة وغارقة فى الديون بترليونات الدولارات ، الدفعة الثانية مقدارها 00360 مليار دولار خلاف الدفعة التى سلمها له ولى ولى العهد أثناء زيارته للبيت الأبيض الشهر الماضى .
القمة الأولى التى تم انعقادها كانت بين مولانا ترامب وبين الملك وحاشيته المستسلم والمطيع لكل أوامر مولاه وسيده ، يحرم شعبه من قوته الذى قدره الله له ليعطيه صاغرا جزية للأميركى اللعين ، ثم ينتقل مولانا الى القمة الثانية بينه وبين أمراء مجلس التعاون الذين أقسموا له بأن يطيعوه فى كل صغيرة وكبيرة ويكون له الولاء ولبلاده معاهدينه بدفع الجزية وهم مستبشرين بالجملتين التى ألقاهما عليهم ( حزب الله وحماس منظمتان ارهابيتان لابد من قص ريشهما فهما محور الشر ، وايران حليفتهما ) ابتسموا وصفقوا وهللوا لأنه لاينطق عن الهوى ، فهو وحى يوحى .! أما القمة الثالثة فكانت بينه وبين صغار المقام ، الذين لايعتبر مولانا لهم وزن ، لأنها دول مفلسة جاءت تستجدى منهم الفتات علهم يعودون لشعوبهم بالفرحة والبهجة ، وليقبلوا حذاء مولانا ليرضى عنهم ويتركهم على كراسيهم آمنين ، لكنهم تبسموا عندما وعدهم أنه سيأتصل الأرهاب الذى يهدد دولهم .
هكذا نرى اليوم العرب والعربان والمسلمين المستسلمين التائهين المستغرقين فى وهم الخوف من بطش الولايات المتحدة بهم وقلعهم من فوق عروشهم يدفعون مايطلب منهم غير آبهين بشعوبهم ونسمع من حاكم مصر خطاب ان دل فانما يدل على مهانة هذه الدولة العريقة صاحبة الحضارة قبل عشرة آلاف سنة قبل الميلاد تداس من رئيس دولة عمرها لم يتجاوز الربعمائة سنة ويتصدر المشهد والزعامة حرافيش تعمدوا جرح مصر وشعبها بحضور حاكمها قمم ثلاث فاشلة لحلف قد كتب عليه السقوط قبل انشاؤه ، هذا الحلف لايهم ولايعنى مولانا الأمريكى فى شيئ سواء تم تأليفه أو فشل ، فكل مايعنيه هو ماقاله آنفا منذ حملة ترشحة للرئاسة ، أن الرياض والخليج نائمين على كنوز لاتنتهى ، عليهم أن يدفعوا لنا اذا أرادوا أن نحميهم من خطر أى عدوان يقع عليهم بما يقدر بنصف عائد أرباح البترول ، وهاهو قد حقق ما أراده فى أول زيارة قام بها للشرق متجها بعدها الى الكيان الصهيونى الذى سوف لم يلق منه أى مهرجانات أو ترحاب أكثر من بروتوكول الضيافة المعمول به دوليا ، مطالبين مولانا بدفع النسبة التى تخصهم من المليارات التى جاء بها من الخليج لكونهم هم الذين مهدوا له الطريق وعندهما سيسمحون له بأن يؤمهم فى الأقصى .
ان سوريا والعراق واليمن وليبيا حتما سينتشلون هذه الغمامة السوداء بعد النصر القريب على تلك الجماعات الأرهابية التى أتت بها واشنطن وأنقرة والرياض وقطر والكيان الصهيونى ، وسيثبت لهم محور المقاومة الذى وصفه مولانا بالأرهاب ، مرة أخرى ولدول الأعتدال الذين أتوا الى الرياض ، أنهم سيظلوا منهزمين منكبين ومنبطحين على بطونهم كما حدث فى 2006 عندما انتصرت المقاومة والجيش والشعب اللبنانى على الكيان الصهيونى الذى لايقهر والأنتصارات التى يحققها الجيش السورى العربى المقاوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق