لا تستهينوا بظلمكم لمبارك/ سلوى أحمد


المعاناة وسوء الأحوال وتدهورها هذا هو حال المصريين منذ نكسة يناير لليوم ، و لاشك إن سوء الإدارة ممن تولوا زمام الأمور لها نصيب فيما يحدث لكن لاشك أيضا بأن النصيب الأكبر يعود للظلم الذي تعرض له الرئيس مبارك بعد أكثر من 62 عاما من العمل الشاق من أجل مصر حربا وسلما ، تلك التي اتبعها بست سنوات تعرض فيها وهو في الثمانينات من العمر لما يفوق طاقات البشر ولا يزال .
إن 62 عاما قد تبدو مجرد أرقام تذكر وتمر عليها الأعين عند الكثيرين ولكن بالنسبة للرئيس مبارك فهي سنوات مضنية من الكفاح والعمل ، سنوات لم يذق فيها طعم الراحة يوما ، سنوات يشهد علي تعبه وعمله فيها كل شبر على أرض مصر تنتشر عليه إنجازاته من أقصى مصر لأقصاها .
إن 62 عاما هي أعوام كان هم الرئيس مبارك و شغله الشاغل فيها هو المواطن ، 62 عاما كانت مصر وشعبها الأمانة التي عاش محافظا عليها رافضا التفريط فيها ، 62 عاما كان فيها العين الساهرة علي ماضيها وحاضرها ومستقبلها ، 62 عاما تركت بصماتها عليه وعلى ملامحه ، أضنت جسده واهلكته ، أخذت أجمل سنوات حياته وشبابه ، 62 عاما من العمل المتواصل دون ملل أو كلل أو شكوى ، 62 عاما تحمل فيها الكثير وصنع فيها الأكثر .
لتجيء من بعدها ست سنوات آخرى كانت الأصعب على نفس أي إنسان بعد كل هذه الرحلة الطويلة من العطاء ، ست سنوات وُضع فيها في القفص سجينا يُحاكم ويُحاسب وهو النسر الذي طالما حلق في سماء الوطن ، وهو قائد القوات الجوية وبطل النصر الذي أعاد الأرض والكرامة ، ست سنوات وهو في الثمانينات من العمر ممددا على سرير طبي لا يقوى حتى علي الوقوف علي قدميه ، ست سنوات من الإهانة والتشويه لرجل عاش زعيما لأمه كان كبيرها وصاحب الرأي في كل ما تتعرض له ، ست سنوات من العذاب والآلم والمعاناة الجسدية والنفسية بعد كل ما قدمه من أجل مصر وشعبها .
لأشك بعد كل هذا أن ما تعيشه مصر اليوم هو ثمار الظلم الذي وقع على إنسان لم يقدم لمصر وشعبها سوى كل خير ، لاشك أن ما تعيشه مصر وشعبها هي نيران الظلم التي لن تبقي على أخضر أو يابس .
وواهم من ظن إن هذا الظلم أمر هين أو بسيط فيقول رب العزة في الحديث القدسي " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا " . ارفعوا الظلم عن الرئيس مبارك واعيدوا إليه حقه إن أرتم أن تتخلصوا مما تعيشون فيه من معاناة تزادا يوما بعد يوما وستستمر باستمرار ظلمكم وجوركم وإعلائكم للباطل على حساب كلمة الحق ونصرته . فمبارك ليس ملاكا ولكنه بشر قدم من أجل مصر وشعبها ما فاق به الجميع في الماضي والحاضر ممن تتغنون بهم زعماء وأبطالا في الوقت الذي تسلبون منه كل ما قدمه على مدار رحلة طويلة بدأها منذ العام 1949 وحتى اليوم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق