كانتْ لَنا محطَةٌ
كانَ مَوعِدَنا مَع الاقدَارِ
في سَادِسِ الابرَارِ
مع السفاحِ
قَاتلُ العُلمَاء والأحَرَارِ
نِضَالُهُمْ يَسِيرُ في عُرَوُقَنا
دِمَاؤهُمْ نَزَفتْ لنَا آثار
مَاتوَا
يَحلَمُونَ للشعوبِ بَالرَفَاهِ وَالوَقَارِ
***
بَعد قرنٍ
لمْ نرَ السَادِسُ من أيارِ
في يَومٍ
بل أصبحَ القرنُ كُلهُ في نَهَارٍ
هو السادسِ من أيار
قرنٌ منْ المَذابِحِ وَالمَكاَبحِ
وَالانكسَار
زَادَ عنْ حَبلِ المَشَانِقَ
بَالقَنَابِلِ بَالبَنَادِقِ
بَالخَنَاجِرِ بَالخَنَادِقِ
بالسجون بالغياهب
فيْ أسَاليِبِ الدَمَارِ
وَالجْوعِ للأَطَفَالِ وَالحِصَار
***
بَعدَ قرنٍ منْ سَادِسِ الابرَارِ
سَوفَ تَندَمُ مدنٌ
لم تنلْ نَصيِبَهَا مِنَ الدَمَارِ
هَذَا مَا قَالَهُ لَنَا المُختَار!
بَعدَ انْ يَتَفِقُ الرُوسُ وَالأمَرِيكَانِ
وَيَبْدَأَ الاِعمَارَ في الِبيوتِ المُدَمَرة
وتَحسدّها بيوتٌ لم تُدَمَر
ولم يُقتلَ فيهَا الصِغَار
ومِن جَدِيدَهَا تَغَارُ
بِيوُتُ طَرَابلس ودِمَشقَ
وتوُنِسَ وَحَلَبَ وَصَنّعَاءَ
والفُسّطاط
وبُغدَادَ وَالَانْبَارِ
****
وَيَمُرُ مَائَةَ أيّارٌ عَلىَ الدِيَارِ
وَلَاَ نِظَامٌ وَلَاَ خِيَارْ
ويَأتَونَ مِن خَلفِ البِحَارِ
حَامِلِينَ رَأيَهُم ضُمنَ القَرَارِ
ثَعَالِبُ السَيَاسَة
وَدُبَبُ الكيَاسَة
وصُناعُ الرِئَاسَة
هُنَا لَهُمُ أزلامهم
يَحصُروهم في إطَار
وَيَنصِبوهّم كَمَا المُزَارِعُ يَنصُبُ الاشَجَار
وَيقتَسِمُونَ غلّة الاثِمَار
****
أيَّار هَذَا العَام سَيَجلُبَ السَلاَم
تَصَالحَ الخوريُ والشيخُ والَحَاخَام
وَبَايَعوا الحُكامَ..
ويقولونَ في الاحلامِ
سَيبنونَ لَنَا المُدنِ وَمَا تَهَدمَ
ويأمرُ المَأمورُ ...ان تَكونَ لَنَا
فَتَكون في ستَةِ أيام
وفي اليَومِ السَابِعِ يَستَريح
يَجلُسُ عَلَى كرُسِيٍ مُريح
وتَعُودُ القُنيّطِرَة تُبهِرُ الانظَار
ونَفرَحُ جَمِيعَنَا بالانتِصَارِ
وَتعودُ شُعوبَنا المُهجَّرة
من الصَحَاري والقُفَار
***
وَيَقولُ لَنَا المَأمور
عن الاَحَلَامِ والقِمَارْ
سَيَفتَحْونَ اسْيَادَنَا بِلاَدَنا
لشَرِكاتِهم في البِنَاءِ والإعمَار
وسوفَ تَنَدمُ مُدنٌ لم تَنلْ نَصِيبَهَا مِنَ الدَمَارِ
وَتَنزَلُ الاَقدَاَرُ
وَسَوفَ يَبنونَ لَنَا
ما هدّمَ الأشرَار
شوَارِعٌ فَسِيحَة
حَدَائقٌ مُريحَة
مَدَارِسٌ مَشَافٍ مَبَانٍ
الوَانَهَا بهجَة للزوَار
وَحَولَ قَصرُ الشَعب
سيَرفَعونَ اكثرَ الاسَوارِ
وَقَالَ: سوفَ يَجرُفوُنَ الرُكَام
وَيَجمَعونَ مِن بِينَهَا العِظَام
كيْ تَكُونُ في مَتَاحِفِ الَاثَارِ
خَالِدُونَ فيهَا .. تَجّريْ منْ تَحتِها الَأنهَارِ
ويَجّمَعوّن اليِلَ والنَهَار
ولا نُجِيدُ لا صَنّعَة التِكرَار
ِوننتجُ علىَ مدَى الزَماَن
ايَّار...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق