خرج علينا منذ عشرة أيام ملك الجزيزة العربية المنتظر " ولى ولى العهد " فى مقابلة صحفية محلية بعد مضى ثلاثة أسابيع بعد لقائه " بترامب " فى البيت الأبيض واللذان اتفقا كل منهما( كلما دفعت الرياض أكثر ، كلما أجيب لطلباتها أسرع ) وعندما قبل الأمير الشاب الملك المنتظر كما خلع عليه الرئيس الأمريكى هذا اللقب ، تبسم ابتسامة عريضة وتحدث معه على انه الملك بالفعل ولم يلبث أن وافق على تحرير شيك بمبلغ مائتين مليار دولار من أجل اصلاح الأقتصاد الأمريكى المترنح أو قل الأقتصاد القائم على ما تنزعه واشنطن بالقوة من الدول التى تقوم بالدفاع عن كراسيها ومصالحها .
كانت الصفقة بين الأمير والرئيس على أن تقوم القوات الأمريكية بضرب سوريا وايجاد ذريعة تتذرع بها لأستمرار الحرب عليها من أجل تفكيكها ونهب ثرواتها ومقدراتها واسقاط النظام بها ، هذا أولا ، أما ثانيا هو كيفية نقل الحرب داخل ايران لكونها العدو اللدود للعربان الذين يخافون من تعاظم قوتها بعد الهاجس الذى يعيشه ملوك وأمراء الخليج فى التخلص منهم فى المستقبل القريب ، فما كان من ترامب أن أجابه بأن هذا المبلغ ضئيل جدا لما ترغبون أن نقوم به لحمايتكم من ايران ، عليكم دفع نصف عائدات البترول للوليات المتحدة لتقوم بفعل ذلك ، وبعد اسبوع من هذا اللقاء قامت واشنطون بضرب مطار الشعيرات بادلب بعد أن اتفقت على موعد الضربة مع موسكو حتى تتمكن سوريا من سحب كل الطائرات الصالحة للعمل بالمطار وتم اسقاط 54 صاروخا من مدمرة أمريكية راسية على شواطئ لبنان حتى لاتعرض مقاتلاتها لخطر الدفاعات السورية ، وتذرعت بأن الجيش السورى استخدم السلاح الكيماوى لضرب المدنيين ، لذلك كان من الضرورى بقيام القوات الأمريكية بالرد السريع كما تعللت بذلك ، ورغم انها أعلنت أنها ستكرر هذه الضربات على مناطق سورية أخرى ، الا انها لم تقوم بذلك لأن اللعبة انكشفت أمام الرأى العام العالمى خاصة بعد ان طلبت سوريا وموسكو عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث هذا الفعل الذى قامت به واشنطن والتحقيق فى معرفة من الذى استخدم السلاح الكيماوى ، وحتى الآن لم توافق واشنطن على ارسال لجنة للتحقيق .
نعود مرة أخرى لما بدأنا به ، نتحدث عن فحوى ما تفوه به الملك المنتظر للصحفى الذى لم ينبث ببنت كلمة أثناء الحوار خاصة عندما ارتعشت كل مفاصله خوفا من نظرات من يحاوره ، سأل وأجاب عما يريد أن يرسله من رسالات الى ايران ، فأعلن بصوت جهورى بعد أن أخذ شبه الموافقة من ترامب ، قائلا : انه سينقل الحرب الى داخل ايران ، ولكنه لم يقول لنا كيف سيتم ذلك ، هل بالجماعات التكفيرية التى تحارب نيابة عنهم فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ؟ أم باستخدام الصواريخ المطلوب أن يكون مداها آلاف الكيلوات لكى تصل من الجزيرة الى ايران ؟ أم بالجيوش الجرارة من لوءات مشاه ودبابت ومدفعية وأسراب من المقاتلات الحربية لحماية الزاحفين على الأرض .؟ أم الأتفاق أن تقوم واشنطن بضرب ايران أو ( الكيان الصهيونى ) الحليف والصديق
أيا كان نوع الهجوم ، فأنا أرى ان هذا كلام مغلوط وغير مسئول من امير يهيئ نفسه ليكون ملكا للبلاد بعد رحيل الملك ، وكأن لاوجود لولى العهد المنصب بقرار ملكى وكما هو متبع ، الا ان كل شيئ مباح لمثل هذه العائلات الحاكمة ، فهذا ما قام به حاكم أو أمير قطر مع أبيه ، وما حدث فى سلطنة عمان ، وما حدث فى الكويت أخيرا ، فلا غرابة فى ذلك وعلى الشعب وكل الشعوب العربية أن تقبل ذلك لأنها ليست مطلوب منها التدخل فى شئون غيرها الداخلية أو الخارجية ، ومع ذلك نجد أن حكام الخليج فى الآونة الأخيرة بعد أن فقدت مصر قوتها الناعمة وزعامتها للوطن العربى وبعد ما غزت واشنطن العراق وبعد الهجمة الشرسة على سوريا ، نجدهم يتدخلون ويعتدون على سيادة الدول ليغيروا الأنظمة فيها بالقوة وليست بارادة شعوبها ، هم يتدخلون ويعتدون على سيادة مصر وسوريا واليمن وليبيا والعراق مقلدين شرطى العالم الممثل فى واشنطن .
وأنا أوجه حديثى الى من يهمه الأمر ، كان يجب على هذا الأمير أن يدرس ويقرأ تاريخ الشعوب والحضارات قبل أن يقرر ماقرره ويعلن ما أعلنه فى حواره الصحفى ، فايران أصبحت قوة لايستهان بها ، وأحب أن أذكر أن حليفتها كوريا الشمالية التى هددت بالأمس وأول أمس الولايات المتحدة والكيان الصهيونى بفنائها اذا اقترب أى منهما من شواطئها أو أجوائها ، وكذلك هى حليفة لموسكو والصين وعلى الباغى تدورالدوائر .؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق