ابتسم أحيانا ، وأقهقه أحيانا ، وأتأسف أحيانا كثيرة لما أقرأ في كتب التاريخ أن الفرنسيين أدعوا أنهم جاؤوا لتحرير الجزائر من طغيان الأتراك العثمانيين ! أمر عجيب أن تستغبي فرنسا شعبها ، والشعوب الأوروبية ، بل وبعض المخدوعين بها وبحضارتها وثقافتها من أبناءنا !
حسنا ، فلنكن أغبياء ، ونصدق بأنها جاءت لتحرير الشعب الجزائري المغلوب على أمره من نير الطغيان التركي ، فكان يكفي أن تطرد الأتراك وتسلم البلاد لأصحابها المساكين الذين اشفقت عليهم من عرب وبربر... لما ذا لم تفعل ذلك؟...
لما ذا قضت قرابة الثمانين سنة أو أكثر- بعد نفي الاتراك- في ابادة الشعب الجزائري من عرب وبربر وطوارق وميزابيين حتى استكملت السيطرة على الجزائر بأكملها في بداية القرن العشرين؟
إذا أرادت طرد الأتراك ، فلماذا أبادت وقتلت وشردت الجزائريين الذين جاءت لتحريرهم من وراء البحار ؟ هل يتم تحرير شعب من الطاغية التركي بإبادة ذلك الشعب ؟ هل يتم تحرير الشعب بمحاولات دءوبة مستمرة للقضاء على رجولته وشجاعته ودينه ولغته وثقافته العربية الامازيغية ، واستباحة أرضه ومصادرة مستقبله!
هل يعني التحرير احتلال الارض ؟ هل يعني تحرير الجزائر من الأتراك الحاقهم بفرنسا ، والإعلان بكل تبجج أن الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا ، رغم أننا مختلفون عنهم في كل شيئ ، في العرق والدين واللغة والتاريخ والعواطف والوجدان!
هل التحرير يعني التفقير ، التجهيل ، التنصير والإبادة ؟
على الفرنسيين أن يعترفوا في كتاباتهم وموسوعاتهم أن الحرب على الجزائر كانت غزوا استعماريا وحرب ابادة ، وليست تحريرا ً....
وحتى وإن لم نسامحهم فعلى الأقل نحترمهم لأن يقولون الحقيقة ولا يزيفونها !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق