السِرْك/ د. عدنان الظاهر

1 ـ ظلُّ السقفِ
الشرطةُ في سقفِ الظلِّ نيامُ
تُقلقهمْ مُشكلةُ الإنسانِ الواعي والصاحي
لا تقلقْ ..
العالمُ مفتونٌ ثَمِلٌ يهتزُّ لقرعِ الطبلةِ مسحورا
يطربُ للرائحِ والنائحِ والسارحِ والغادي
يتحرّكُ مخمورا
يفقدُ وعيّاً شرْقاً غَرْبا
يسبحُ في ماءِ النورِ ويطغى
فيضانُ وماءُ السدِّ العالي
الفيضُ فيوضٌ شتّى في الأسفلِ والأعلى والأعلى
فيها الصوفيُّ الغافي تخديراً أو شمّا
الدائرُ في حَلْقاتِ الذِكْرِ
( لا أحسدُ صوفيّا منفيّا منسيّا )
هل أتمنى أو أسعى
أنْ أتسلّقَ سقفَ حياتي شاقوليّاً مقلوبا
أو أسحبَ مخطوطاتِ الذكرى دُرْجاً دُرْجا
أحرقها في تنورِ الجَدّةِ سَطْراً سطرا
أو أنْ
أختزلَ الأبعادَ وأسحبَ نفسي حتّى زنزانةِ محكومٍ بالإتلافِ ؟
ليسَ الكونُ لأندادٍ مثلي
مهووسينَ بسبرِ الأغوارِ
العالمُ ساحةُ سِرْكٍ مصبوغِ الألوانِ
يتحرّكُ أسرعَ من " كمّاتِ " الضوءِ
سارعْ واحجزْ تذكرةً قبلَ فواتِ أوانِ التخفيضِ
الفَلَكُ الدوّارُ قليلُ الصبرِ
فاخترْ ظِلَّ كثيفِ الظُلمةِ أو عُنفَ شرارتِ النورِ
تأتي الراحةُ مَهْلاً مهْلاً مِثقالاً مِثقالا
سلّمتُ عليها مرّتْ ما ردّتْ
سأُجازيها .. أُجزيها خيرا.
2 ـ الفرَحُ
أفرحُ أو لا ؟
مسألةٌ أنظرُ فيها
وجهانِ يُناقضُ بعضٌ بعضا
بعضٌ صعّرَ واستكبرَ واستعصى
الثاني طلبَ الرحمةَ واستخذى
لا رحمةَ للساقطِ في حفرةِ جبِّ العصيانِ
دعهُ يتكلّمُ عفويّا
الدربُ المتلوّي أطولُ قُضبانا.
ماذا تبغي قُلْ لي
أبغي إنسانا !
يتكلّمُ لا يُخفي بين الجدرانِ وأثوابِ العفّةِ شيئا
ماضيهِ في الحاضرِ وحيٌّ يوحى
عبدٌ مأمورٌ يسعى
ما بينَ البرزحِ والقبرِ
أنْ يلقى عذراءَ المَوْصلِ حدباءَ
يهواها فوقَ الأسطحِ صيفا.
ماذا يفعلُ مَنْ أحرقَ دفترَ خدمتهِ وتوارى
يبحثُ عن ظلٍّ في أرضٍ دقّتْ في الأضلعِ مِسمارا
لا رأسٌ فيها جبّارُ .
3 ـ النُعمان
ذِكْرُ النعمانِ يُهيّجُ في " الحِيرةِ " أشجاني
هل أفصلُ حزني عن ثورةِ بركانِ الحَرّةِ والحُرِّ
أو أطلبُ لا أستجدي مخلوقاً يسعى يتمطّى ؟
أستجدي الحبَّ وسيقانَ " الحورِ "
الحبُّ لقاءٌ عفويٌّ أعمى يدنو أو ينأى
يتبادلُ حالاِتِ الفُرقةِ في الظُلمةِ والنورِ
كنّا لا أدري ما كنّا
الحالةُ غامضةٌ جِدّا
تتساقطُ فيها أوراقٌ خُضْرُ
أخرى ذَبُلتْ قبلَ أوانِ سقوطِ الأمطارِ ...
الدنيا دارُ فناءٍ فاتركها
تتهاوى سافاً سافا
الدنيا " ضربةُ فأسٍ في الرأسِ " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق