الوصية رقم 11..لا تجادل عونياً/ الياس بجاني

مشكلة إخواننا في التيار العوني-الباسيلي النفسية والعقلية والإنسانية والحضارية هي نوعية وخامة ثقافتهم الغريبة والعجيبة، وفي طرق تعاطيهم الفوقية والاستهزائية والنرسيسية مع الآخرين الذين يخالفونهم الرأي والتحالفات والنهج والسياسة، إضافة إلى انغلاق وتحجر فكري ذاتي مرعب ومخيف يصل أحياناً إلى حد الغرق في وهمي العظمة والاضطهاد، كما أن مشكلتهم تكمن في فقدانهم القدرة على رؤية أي أمر وفهمه والتعاطي معه من خارج عباءة معبودهم..

هم ملوك وأسياد في مفاهيم "المؤامرة" التي تهيمن على فكرهم وممارساتهم وردات الأفعال.

هم يعبدون ملهمهم وقائدهم ويقدسونه، وقد رفعوه إلى مرتبة القديسين وما فوق،

وهم يقنعون أنفسهم على خلفية فقدانهم البصر والبصيرة والفشل في تقدير حسابات عواقب الأمور،

هم مقتنعون أن معبودهم يسبقهم ويتقدم عليهم بعشرات السنين الضوئية بالفكر والرؤية.. وأنه لا يخطئ..

وبالتالي فهم يتلونون وينقلبون مع تياره كلما انقلب أو تلون، ويعادون من يعاديه أو يعارضه ويخونه ويقاطعوه ويشيطينونه.

من هنا فإن كل الآخرين من غير التابعين لتيارهم والقائلين بقول معبودهم، وحسب معاييرهم الموروبة والمسطحة هم مأجورون وأغبياء و"فراطة" "وبيقبضوا وما بيفهموا وما بيطلع من أمرهم شي"..

 وفي نفس السياق فإنه في ألباب عقلوهم المسطحة والعقيمة فإن كل من أيد شعارات ومواقف معبودهم وتياره في فترة من الفترات على خلفيات سيادية ووطنية واستقلالية، ومن ثم عارضه يوم انتقل هذا المعبود إلى القاطع الآخر المتعارض 100% مع القاطع الأساس، فقد  المعارض فعل ذلك لأن معبودهم لم يتكرم عليه ويعطيه ما طلب من مواقع ومراكز ومنافع.

وهذا الغباء المدقع المجبول مع أطنان من الجهل والصبيانية يتمظهر جلياً في ردات أفعالهم الولادية وفي رؤياهم وتفسيرهم (Tunnel Vision) مع و لكل من يتجرأ ويقول لا لمعبودهم ويعارضه.

على خلفية على كل ما أوردنا جاءت وعن حق من عدة سنوات الوصية رقم 11 التي تقول: لا تجادل عونياً..

عملياً، فإن كل ما بمقدر أي مواطن أو ناشط أو سياسي أو إعلامي يغضب عليه العونيون ويخونوه ويتهموه بالعمالة ويقيمون ضده القضايا في المحاكم أو يهددونه بها، إلا أن يشفق على هذا النوع من البشر المنسلخ عن الواقع والمقيم في قصور من الأوهام التي لا أبواب ولا نوافذ فيها..

بمحبة نقول: ربنا يشفي ويهدي كل واقع في تجربة وضال..

يقى أن الله سبحانه تعالى قادر على الهداية والمغفرة وقبول التوبة، إلا في حال كانت وضعية الضالين هؤلاء ينطبق عليهم قول النبي اشعيا (يوحنّا12/من37حتى43): "لَقَدْ أَعْمَى عُيُونَهُم، وقَسَّى قُلُوبَهُم، لِئَلاَّ يَرَوا بِعُيُونِهِم، ويَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِم، ويَتُوبُوا فَأَشْفِيَهُم"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق